على مر السنوات ظهرت محاولات جادة لصناعة سيارة مصرية، ولكن غالبا ما كانت تنتهي هذه المحاولات إما بالفشل قبل أن تبدأ من الأصل، أو حتى الفشل بعد النجاح فى تقديم بعض الإصدارات، ولكن هنا نشاهد أول تجربة لصناعة سيارة مصرية متخصصة فى نقل الركاب، بتصميم مميز، وبقدرة تنافسية فى السعر والجودة، حيث قرر صناعها منافسة التكاتك بسيارات ذات مظهر حضارى، وتسمح بالمزيد من الأمان، وبسعر أرخص، ويمكنها توفير ملايين الدولارات.
أحمد سعيد نفذ أول سيارة مصرية، دون أن ينتظر التمويل الرسمى من قبل الحكومة، فقرر عرض فكرته على مواقع الإنترنت، ليراها بالصدفة شاب مصرى، يدعى محمد هلال، من محافظة سوهاج يعمل فى دولة الكويت، فقرر إنهاء عمله والنزول إلى مصر لدعم الفكرة والعمل على تسويقها.

أحمد سعيد صاحب فكرة السيارة، يقول لـ"اليوم السابع": "أنا من حى الهرم وحاصل على بكالوريوس شريعة وقانون من جامعة الأزهر، وبستورد تورسيكلات من الخارج، وبقلبها لسيارات أكل أو ملابس وحاجات تانية كتير، ولقيت الناس بتقولى ليه متعملش عربية لنقل الناس، تكون صديقة للبيئة وبسعر اقتصادى، بدلًا من التوك توك".

ويتابع قائلًا: "بدأت فعلا اشتغل على الفكرة، لغاية ما وصلت لتصور معين، وبعدين وقف قدامى عقبة التمويل عشان أنفذ المشروع، فطرحت إعلان على الإنترنت عن فكرتى، وكتبت تفاصيل الموضوع، وبالصدفة محمد هلال اللى كان بيشتغل فى الكويت شاف الفكرة فعجبته وقرر إنه ينزل مصر ويساعدنى".

"وسيلة نقل بسيطة وسعرها اقتصادى بين سعر التوك توك والسيارة السوزوكى"، هكذا يصف أحمد سعيد سيارته التى نفذها أحمد سعيد، وصديقه محمد هلال، والتى تسع لنقل 6 أشخاص، وعامل الأمان فيها كبير جدًا، بدرجة تفوق "التوك توك"، مرات عديدة، ويتراوح تكلفة تصنيعها 30 ألف جنيهًا، فى الوقت الذى يصل فيه سعر التوك توك إلى 40 ألف جنيه مصرى.

تتميز هذه السيارة بأنها تتكون من قطع غيار مصرية الصنع، فيما عدا الموتور، القطعة الوحيدة التى يتم استيرادها من الخارج، لكنها فى جميع الأحوال أفضل من التوك توك، الذى يتم استيراده بالكامل من الخارج، وعن هذا الأمر يقول أحمد: "إحنا بنستورد سنويًا تكاتك بمليارات الدولارات، العربية دى هتوفر فلوس للدولة بدل الفلوس اللى بنستورد بيها"

يتابع أحمد سعيد متحدثًا عن مميزات سيارته: "مش كده وبس السيارة كمان ممكن تبقى مصدر للعملة الصعبة من خلال تصديرها للخارج، زى ما إحنا كده بنستورد السجاير من الخارج، وأنا فعلًا فيه مستورد عرض عليا إنه ياخد السيارة دى ويسوقها فى 22 دولة أفريقية، لكن أنا نفسى أفيد بيها بلدى الأول".

يلتقط محمد هلال، ممول مشروع السيارة، أطراف الحديث من صديقه أحمد سعيد، فيتحدث قائلًا: "السيارة دى مجهود مشترك بينى وبين أحمد هو صاحب الفكرة بنسبة 70% وأنا اقترحت عليه حاجات يزودها بنسبة 30% وكمان بمول المشروع".

ويضيف قائلًا :"رغم إنى كنت شغال فى الكويت، لكن لما عرفت فكرة المشروع قررت أساهم فيه، المشروع ده لو نجح ممكن يبقى نواه للمشروعات الوطنية اللى بأيادى مصرية، ونفسنا الدولة توافقلنا على تقنين هذه السيارة، واستخراج رخص رسمية لها، والحاجة التانية إن الدولة تدعمنا كمستثمرين صغار، وتدينا قطعة أرض نبنى عليها مصنع، الموضوع ده هيوفر فرص عمل، وكمان هيساهم فى منع شراء التوك توك، وكمان لو صدرناها للبلاد اللى حوالينا هنوفر عملة صعبة للبلد، يعنى مكسب من كل الجهات".

يؤكد محمد هلال، أنه وصديقه أحمد تقدما بالمشروع وبأوراقه لمحافظة الجيزة، للحصول على ترخيص لاستخدام السيارة، إلا أنهما لم يحصلا على أى رد حتى الآن.
 
سيارة مصرية
إحدى السيارات
السيارات من الخلف
السيارة من الخلف
السيارة من الداخل
محمد هلال يقود السيارة