"داعش يعتذر لإسرائيل".. لم تكن أضحوكة أو فكر تخيلي ولكن اعتذار من تنظيم إرهابي للكيان الصهيوني الذي يغتال الأخضر واليابس في فلسطين.

وكشف وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، موشيه يعالون، عن أن تنظيم "داعش" أطلق النار مرة واحدة بالخطأ فقط باتجاه الجولان ثم اعتذر عن ذلك على الفور.

وتربط الطرفان- داعش وإسرائيل- علاقة ود شبه دائمة وهو يثير التساؤلات عن أساس هذه العلاقة.

داعش: الله لم يأمرنا بقتال إسرائيل

في يوليو 2014 قال تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، إن الله في القرآن الكريم لم يأمرنا بقتال إسرائيل أو اليهود حتى نقاتل المرتدين والمنافقين.

وأضاف التنظيم الإرهابي في تغريدة: "نحن لم نتلق أوامر بقتل الإسرائيليين واليهود، الحرب ضد العدو الأقرب أولئك الذين يتمردون على الإيمان هم أكثر أهمية لنا الآن، أوامر الله لنا فى القرآن الكريم محاربة المنافقين لأنهم أشد خطورة من الكافرين".

داعش جيش من المرتزقة تابع لإسرائيل

وخلال عام 2015 تحدث المحلل الأمريكي كيفين باريت، المتخصص بالدراسات الإسلامية، عن مفاجأة مدوية مفادها أن تنظيم "داعش" هو صنيعة إسرائيل، يقاتل بالنيابة عنها، من أجل القضاء على حركات المقاومة المعادية لها في المنطقة، وإشاعة الفوضى في الدول العربية, حسب تعبيره.

ونقل موقع "فيترانس توداي" الأمريكي، في تقرير له في 5 يوليو عن باريت قوله :"إن المذابح التي ينفذها داعش مشابهة للمذابح التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين".

وتابع الموقع، أن ما يؤكد أيضا أن "داعش هو جيش من المرتزقة تابع لإسرائيل، أنه لم يقم بمهاجمتها، بل وتستقبل مستشفيات إسرائيل أيضا جرحى التنظيم، الذين يصابون في سوريا".

الإفتاء المصرية: علاقة داعش وإسرائيل تثير الريبة

وفي نوفمبر الماضي، حذر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الجنرال هرتسي هاليفي ، في كلمة ألقاها في اجتماع مغلق بالمنتدى الأكاديمي التجاري بجامعة تل أبيب، من ضعف تنظيم "داعش" وتقليص "الدولة" التي أقامها التنظيم، وهو الأمر الذي لن يكون في صالح إسرائيل بحسب ما أوردته جريدة السفير اللبنانية.

وحينها أعلن مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية إن تخوفات إسرائيل من تراجع قوة "داعش" أمر يثير الريبة حول طبيعة العلاقة بين الطرفين، ويثير الكثير من الشكوك حول دعم وتمويل التنظيم الإرهابي وشبكة علاقاته في المنطقة والتي توفر له الغطاء ليظل على قوته أمام تحالف دولي يستهدف القضاء عليه.

علاقة خفية

في سياق متصل قال الدكتور أحمد حماد، أستاذ اللغة العبرية بكلية الآداب بجامعة عين شمس، إن تنظيم داعش الإرهابي يضرب كل أنحاء الوطن العربي وأوربا، ولكن إسرائيل بالنسبة لهم ليست على الخريطة.

وأضاف في تصريح ، أن هذا يؤكد أن هناك علاقة خفية تربط بين إسرائيل وداعش.

وأوضح أستاذ اللغة العبرية، أن هناك تنسيق بين الجانبين، مشيراً أن داعش صناعة أمريكية وأوربية وإسرائيلية لتفتيت المنطقة، متابعًا: "اسرائيل الداعم الأول لداعش.. وتعلم كل خبايا هذا التنظيم".

 ما مدى الخطر الذي يشكله "داعش" على اسرائيل؟

ومن جانبه قال الدكتور أسامة شعث، أستاذ العلاقات الدولية والمحلل السياسي الفلسطيني، إن العلاقة بين تنظيم داعش وإسرائيل لا تحتاج إلى الشكل الدبلوماسي المتعارف عليه، حتى تكون علاقة رسمية قائمة على تبادل السفراء والدبلوماسين ولكن سلوك هذه الجماعات يخدم أغراض الاحتلال.

وأضاف في تصريح ، أن السلوك الذي تقوم به الجماعات المتطرفة وبالأخص داعش في سوريا والعراق وما تقوم به الجماعات الإرهابية في سيناء تحت ما يسمى بيت المقدس أو ولاية سيناء، يخدم أغراض الاحتلال الإرهابي الصهيوني القائم على التطهير العرقي في فلسطين والقتل والوحشي والعنصري على أساس الهوية القومية باستخدام الدين اليهودي كما تستخدم الجماعات المتطرفة الدين الإسلامي.

وأوضح شعث، أن الديانات السماوية على أى حال بريئة منهم جميعاً، متعجباً من مدى التهديد أو الخطر الذي شكلته الجماعات الإرهابية على إسرائيل منذ تأسيسيها في سيناء أو سوريا؟!  

وطالب أستاذ العلاقات الدولية المجتمع الدولي بالعمل على وأد كل منابع الإرهاب في المنطقة سواء الجماعات المتطرفة التي تتخذ من الإسلام زريعة لها أو الجماعات الصهيونية التي تحميها وترعاها حكومة الاحتلال.