fiogf49gjkf0d
أقيم أول أمس حفل تحت عنوان "أصوات السلام" في حلبة السباقات بمدينة مراكش. بهدف مساندة أهالي عائلات ضحايا التفجير الإرهابي لمقهي أركانة. والذي أوقع 17 قتيلا من جنسيات مختلفة.. الحفل نظمته جمعية مغرب الثقافات بمشاركة فنانين عالميين شاركوا في الدورة العاشرة من مهرجان موازين إيقاعات العالم. علي رأسهم أسطورة الموسيقي العالمي كوينزي جونز وحسين الجسمي وفرقة بهاراتي الهندية إلي جانب العديد من الفنانين المغاربة.
وقد وصلت ذروة التأهب الأمني إلي حالتها القصوي في ختام المهرجان يوم السبت الماضي بمدينة الرباط. حيث أقيم أكبر حفلين بالمهرجان في توقيت واحد.. الأول في حي النهضة لعمرو دياب. والثاني في منصة السويسي للنجمة الكولومبية العالمية شاكيرا. ففي هذا اليوم تحولت مدينة الرباط الهادئة إلي مولد كبير. وهي مدينة إدارية. تنام في العاشرة مساء. ومن الصعب أن تجد بعد هذا الوقت سوبر ماركت أو مطعم فاتحا أبوابه. لكنها في هذا اليوم استقبلت مئات الآلاف القادمين من كل المدن المغربية لحضور الحفلين والذين سهروا حتي الساعات الأولي من الصباح.
عمرو دياب أم شاكيرا؟ هذا السؤال دار في رأس الجميع. الجمهور كان يأخذ القرار حسب مزاجه وثقافته. ووسائل الإعلام كانت تحاول أن تعرف أي من النجمين سيأخذ الحصة الأكبر من الجمهور. والنتيجة جاءت سريعة فقد حازت شاكيرا علي أضعاف أضعاف جمهور عمرو وأغلقت الطرق المؤدية لحفلها بالساعات.. أما حفل عمرو فلم يتجاوز عدد جمهوره المائة ألف. وكان الدخول له سهلا للغاية.
ونجاح شاكيرا الساحق علي عمرو دياب.. تغلبها بأغانيها الإنجليزية في مجتمع فرانكفوني هو أقرب للفرنسية علي نجم اللغة العربية وراءه الذكاء والاحترافية أكثر من أي شيء آخر. فعلي الرغم من أن عمرو دياب وشاكيرا كليهما لم ينص التعاقد معه في الغناء لموازين علي إقامة مؤتمر صحفي. بل وأن كليهما اشترط شفاهيا عدم إقامة مؤتمر صحفي. فإن شاكيرا فاجأت الجميع بقرارها المفاجئ بإقامة مؤتمر صحفي ورغبتها في الكلام لوسائل الإعلام. وفي مدينة الصخيرات الصغيرة. حيث أقيم المؤتمر في قاعة المؤتمرات. تحدثت عن عشقها للأغنية العربية وعلي الأخص أم كلثوم وفيروز. وتحدثت عن قصة حبها لبيكي نجم دفاع فريق برشلونة.. وقالت: "الحب يعطيني الأمل. ويدفعني إلي النجاح". وطلبت أن يسامحها الجميع لأنها ستؤخر حفلها لنصف ساعة من أجل أن تشاهد المباراة المصيرية بين فريق حبيبها برشلونة ومانشستر يونايتد.. كانت شاكيرا ذكية ودافئة في المؤتمر وقبلت أحد الصحفيين في تونس لأنه أهداها رباط يد مغربي. وتحدث عن حبه لفريق البرسا.. أما عمرو دياب فقد غابت عنه الحنكة. فقد تعالي علي الصحافة كالعادة. ورفض حتي إجراء لقاءات صحفية. ولم يعتذر حتي عن تأخر حفله لساعة ونصف الساعة بسبب مشاهدته المباراة. ولصدمته من الجمهور. والصدمة التي أصابت عمرو أنه فور خروجه بعد المباراة من فندق السوفيتيل بالرباط وجد الطريق مغلقا بالسيارات. بسبب شاكيرا حيث إن مكان حفلها قريب من الفندق. ووصل جمهورها كما شاهده لأكثر من مائتي ألف. ووصل الأمر ببعض الجمهور لتسلق الشجر والأعمدة لمتابعة الحفل. وصدم عمرو عندما وصل لحي النهضة لإحياء حفله حيث وجد العدد أقل بكثير عن شاكيرا. ورفض أن ينزل من سيارته لفترة طويلة. ودار حوار ساخن به مشادات كلامية مع مدير المهرجان محمود المصفر. وعدد من المغاربة بشركة العلاقات العامة التي كانت تدير المسرح كانت غاضبة من تصرف عمرو ووصفوه بالمغرور.. وعلي مضض صعد عمرو لخشبة المسرح. وبدأ في الغناء. ومع الأغنية الأولي بدأ تزايد الجمهور الذي ملأ الساحة بالكامل ليصل العدد لأكثر من مائة ألف. ثم بدأ حماس الجمهور وترديد أغانيه. وهو ما أراح عمرو دياب وجعله يتألق. ويبدع.. وعلي الرغم من إجماع الجميع أن عمرو دياب صاحب أعلي نسبة جمهور بين كل نجوم موازين والذين كان من بينهم ميادة الحناوي وحسين الجسمي ونوال الزغبي وكاظم الساهر وغيرهم. فإن عمرو خانه الذكاء. فكل المطربين العرب في مؤتمراتهم حيوا الثورة المصرية وغنوا للسلام وللتغيير ولربيع الحرية الذي يشهده العالم العربي وتحدثوا في الحفلات بإشارات لمصر. حتي الأجانب يوسف إسلام وليونيل ريتشي وكوينزي جونس أشادوا بالثورة المصرية وغنوا لها. لكن عمرو دياب لم يشر لها بشيء.