قال الدكتور محمد يحيى الكتانى، أحمد علماء الأزهر الشريف، إن والى مصر العباسى موسى بن عيسى الهاشمى أمر بإعادة بناء الكنائس التي هدمها سلفه علي بن سليمان، واستشار "الهاشمي" فى  ذلك الإمام الليث بن سعد والفقيه المصرى عبد الله بن لهيعة فأفتياه بصحة ذلك بناء على أن مصر فتحت صلحا وأن النصارى لهم ما عاهدناهم عليه من حفظ أروحهم وكنائسهم وأن معظم هذه الكنائس بنيت فى عصر الصحابة والتابعين فلم يهدمها أحد أو يأمر بهدمها

وأضاف الكتاني أن إعادة بناء الكنائس جاء بعد أن قرر  علي بن سليمان، والي مصر الذي سبق الهاشمي، هدم عدد من الكنائس المصرية على اعتبار أن القاهرة أرض دخلها المسلمون وعمروها فلا تبنى فيها كنائس ولا معابد لأنها أرض اسلامية، ويجب هدم أى كنيسة بها فكلمه القبط في ذلك، وأرادوا أن يعطوه مالاً ليدع الكنائس ولكنه أبى فعزله الخليفة هارون الرشيد وجاء من بعده الهاشمي.

وتابع العالم الأزهري قائلا إن كتاب (الحجة الباهرة على هدم كنائس مصر) للشيخ الدمنهورى رحمه الله له قصة أيضا ذكرها فى هذا الكتاب وهى اختلاف الناس فى زمنه على بناء كنيسة فى مكان اختلف الناس عليه فأفتى الدمنهورى بأن القاهرة أرض إسلامية فتحت عنوة لا صلحا خلافا لرأى الإمام الليث بن سعد وأن آراء الفقهاء فى الأرض التى فتحت عنوة أنه لا تبنى فيها كنيسة ولا يحدث معابد لغير المسلمين

وما ذكره الشيخ الدمنهورى ليس هو معتمد الفتوى الآن لأسباب منها: 1- أن الأصح أن مصر فتحت صلحا  لا عنوة

2- أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أوصى بالقبط خيرا وليس من الخير هدم كنائسهم

3-  أن الفاتحين عاهدوهم على أن يحافظوا  على أرواحهم  وكنائسهم فهدمها مخالف للعهد

4- انه قد حل محل العهد والذمة الآن نظام ارتضاه الناس وهو المواطنة وحقوقها

5- ان معظم آراء الفقهاء الذين منعوا بناء الكنائس مرتبطة بزمنها وعلاقة المسلمين بالنصارى فى ذلك الوقت  وهى علاقة الحرب وهذا غير موجود  الآن والحمد لله

لم أقف أى دليل من كتاب أو سنة على المنع فضلا عن الهدم إلا أثرا عن ابن عباس رضى الله عنه فيما (مصره العرب من أراضى العجم )