«أنا مش عايزة أروح المدرسة زى زمايلى»، أدخلت العبارة الشكوك لدى الأب، لم يفهم سر الجملة التى كررتها ابنته، ولا سر تغيب زملائها عن المدرسة الابتدائية، لكنه فوجئ بعد ذلك بأولياء أمور يمنعون أبناءهم من الذهاب إلى المدرسة بدعوى أن بعض الطلاب مصابون بالقراع، ليمنع الرجل بدوره ابنته من الذهاب، وسط شكوك وقلق وخوف انتاب أولياء الأمور.
«مش هاستنى لما بنتى تتعدِى من زميلتها وتيجى تعدى إخواتها».. بهذه الجملة برر نادر قطب منع طفلته من الذهاب لمدرسة هدى شعراوى الابتدائية بالتجمع: «فيروسات وحاجات غامضة وفى الآخر قراع، إحنا مش ناقصين والمدرسة لا منها بتنفى ولا بتأكد، وده بيخلينا نقلق أكتر»، مشيراً إلى أنه لن يعرض ابنته التى تدرس بالصف الأول الابتدائى إلى الخطر: «أولياء أمور تانيين عملوا زيى ومنعوا أولادهم، الوضع مش مفهوم وفى وقت إحنا أصلاً بنسمع فيه عن بلاوى غريبة». خشية الأب على ابنته الصغيرة من العدوى تعود إلى كثافة الطلاب فى الفصول وارتفاع درجات الحرارة: «إحنا خلصنا الشتا وعلى أعتاب الصيف وبيبقى فيه مجموعة أمراض فى المدارس ولو الوزارة مهتمتش بالأولاد هتبقى مشكلة».
أولياء أمور «هدى شعراوى» يمنعون أطفالهم من الذهاب للمدرسة خوفاً من «العدوى»
«مصدقتش وقُلت أكيد شائعة، بس لقيت مدرسين لابسين ماسكات وحملات نظافة فى الحمامات بتاعة المدرسة فقلقت»، قالها سيف الدين حسنى، والد طفلين بالمرحلة الابتدائية. سمع الرجل كغيره من أولياء الأمور عن انتشار القراع بالمدرسة، فقرر منع ابنته وولده من الذهاب حتى يتضح الأمر: «طب القراع ملوش علاقة بالكمامة فليه المدرسين لابسينها، وليه فجأة حملات النظافة فى المدرسة»، يحكى الأب الذى فزع حين سمع عن المرض، طالباً أن تكون هناك لجنة لنفى وجود المرض أو تأكيده: «إحنا منعرفش نعمل إيه، والمدرسة هى اللى مفروض تعرفنا أو لجنة من الوزارة» وهو ما أكدته «شيرين»، إحدى مدرسات المدرسة، مشيرة إلى أن المدرسة تخلو من المرض وأن لجنة من الوحدة الصحية بها أطباء جلدية كشفت على عدد من الطلاب وأكدت خلوهم منه: «قالوا لنا الطلبة مفيهومش حاجة، بس أولياء الأمور برضه خايفين ومش عارفين نعمل لهم إيه».