الكل يعشق التراث ويبحث عنه في وقتنا الحالي، رغم التطور الذي نعيشه في ظل التكنولوجيا التي حبانا الله بها والتي جعلتنا ننسى في بعض الأحيان عاداتنا وتقاليدنا الأصيلة، لذلك فكر المسؤولون في وزارة الإعلام في إنشاء قناة جديدة اطلقوا عليها اسم «القرين» لتذكير الجيل الجديد بتراثنا الفني والثقافي والاجتماعي وحتى يتعرفوا على المعاناة التي مر بها مبدعونا في السابق في جميع المجالات لننعم بالحياة التي نعيشها حاليا.
حرص المسؤولين في وزارة الاعلام وعلى رأسهم وزير الاعلام السابق الشيخ سلمان الحمود ووكيل وزارة الاعلام طارق المزرم على إيجاد مثل هذه القناة في الوقت الحالي دليل واضح على المحافظة على تراثنا الكبير في الفن والثقافة من النسيان والاندثار حتى وان جاء انطلاق القناة متأخرا الا انهما يستحقان الشكر على المحافظة على تراث مبدعينا.
قناة «القرين» شعلة جديدة أضاءتها وزارة الاعلام في عالم القنوات الفضائية حتى يتعرف القاصي والداني على إنجازاتنا الفنية والثقافية من الستينيات حتى يومنا هذا.
الجميل في هذه القناة ان المشرف عليها إنسان شغوف بالتراث وهو الاعلامي يوسف السريع الذي قدم العديد من البرامج الفنية التراثية عبر أثير الاذاعة ولاقت صدى طيبا عند المستمعين، ولأنه انسان مثقف ويبحث عن التميز يسعى حاليا مع فريق عمل «القرين» لأن تكون القناة مرجعا مهما للباحثين في التراث الفني والثقافي من خلال ما تقدمه من أعمال فنية وبرامج اجتماعية وسهرات وتمثيليات صورت ايام الزمن الجميل.
ورغم ان أرشيف وزارة الاعلام دمر وتم نهبه من قبل جنود الاحتلال العراقي الغاشم إلا ان مشرف القناة يوسف السريع وفريق عمله استطاعوا تجميع ما لديهم في الأرشيف لعرضه على المشاهدين على مدار 24 ساعة حتى يذكرهم بماضينا الجميل.
ولا يسعنا هنا إلا ان نشكر تلفزيونات دول مجلس التعاون الخليجي على مساعدتهم في توفير بعض الأعمال الفنية من أعمال تلفزيونية ومسرحية خالدة في الفن الكويتي لهذه القناة الجديدة، وذلك بعد فقدان تلك الاعمال بسبب الاحتلال العراقي الغاشم.
قناة «القرين» التي انطلقت رسميا في الذكرى الـ 56 للعيد الوطني استقبلها عموم المشاهدين بالحب والإعجاب لأنها استرجعت معهم ذكرياتهم في الزمن الجميل والأعمال الفنية التي كانت تحمل بين طياتها القيم والعادات الأصيلة للشعب الكويتي والتي لا نراها حاليا في أغلب أعمالنا الفنية الدرامية!