يُصنف الملياردير السعودي الشهير سليمان بن عبد العزيز الراجحي، الشخصية التي عاشت تفاصيل التجارة لأكثر من 85 عاماً، ضمن القائمة الأولى لأثرياء العالم خلال العام الماضي. لكنه سيودع تلك القوائم بعد إعلانه توزيع 25 مليار ريال بين أبنائه وبناته.
قصة توزيع الثروة جاءت بعدما خشي الملياردير أن تحصل نزاعات بين أبنائه على الميراث بعد وفاته. وذكر أثناء تواجده خلال لقاء مع شباب الأعمال في غرفة الرياض التجارية أن "أحد أهداف تقسيم ثروتي قبل وفاتي هو خشيتي من وفاة أحد أفراد الأسرة قبلي وأخشى أن يترتب عليه حرمانه وأبناؤه من الميراث".
وذكر الملياردير الراجحي أنه ابتكر طريقة جديدة تمثلت في تقسيم الثروة من خلال محافظ متساوية القيمة قبل أن يتم توزيعها بالقرعة وقد قام الراجحي بتخصيص جزء من ثروته كوقف خيري يستفيد منه فقط حتى وفاته في توفير احتياجاته الشخصية وضم إليه حصص بعض أبنائه الذين لم يصلوا للسن القانوني حيث سيقوم بإدارة هذه الحصص وتسليمها لهم بعد ذلك.
سليمان الراجحي الذي بدأ نشاط الصرافة قبل أكثر من 60 عاماً يرأس حالياً مجلس إدارة مصرف الراجحي أكبر المصارف الإسلامية في العالم حيث وصلت أرصدة المصرف الإجمالية إلى 44 مليار دولار وتقدر القيمة السوقية له بأكثر من 26 مليار دولار وفقاً لبيانات المصرف خلال العام الماضي وقد أسس الراجحي عدداً من الإستثمارات العملاقة في مجالات متعدده مثل إنتاج الأسمنت والزراعة العضوية ويعتبر الرجحي المؤسس الأول لمشروع دواجن الوطنية وصاحب أكبر مزارع الزيتون السعودية.
وبحسب المعلومات المتاحة على موقع 'تداول' السعودي فإن محفظة سليمان الراجحي في السوق المالي السعودي تبلغ 25.1 مليار ريال (6.7 مليارات دولار) في 4 شركات مساهمة عامة، ووفقا لقوائم كبار الملاك وبحسب آخر سعر سجلته أسهم تلك الشركات الأربعاء الماضي.
وبحسب البيانات الأخيرة، فإن ثروته في مصرف الراجحي انخفضت من 24.9% بكمية أسهم قوامها 373.5 مليون سهم إلى 298.5 مليون سهم تمثل 19.9% من إجمالي عدد الأسهم المصدرة في البنك، الذي أغلق عند 79 ريالا نهاية تداولات الأربعاء.
وتعد عملية تحويل المحفظة لمصلحة العائلة (وهم الورثة الشرعيون) هي الأولى والأكبر من نوعها التي يشهدها السوق المالي لمحفظة كبيرة تعود ملكيتها لمستثمر واحد، في وقت يمتلك فيه الراجحي أسهما في شركات مساهمة عامة مدرجة في سوق الأسهم المحلي.
ويرأس ويحمل عضوية مجلس إدارة عدة شركات هي "نادك الزراعية"، يمتلك فيها 19.7% بكمية 11.8 مليون سهم، تبلغ قيمتها الإجمالية 293 مليون ريال، و"أسمنت ينبع" التي يمتلك فيها 23.7% بكمية 27.8 مليون سهم قيمتها السوقية حاليا 1.04 مليار ريال، و"أسمنت العربية" حيث يمتلك فيها 11.8% بكمية 9.4 ملايين سهم بقيمة 349 مليون ريال.
ويرأس الشيخ سليمان مجلس إدارة مصرف الراجحي وهو البنك الوحيد الذي يحمل اسم عائلة بين البنوك في المملكة، ويعتبر أحد أكبر المصارف الإسلامية في العالم، منذ بدء نشاطه عام 1957 في مجال الأعمال المصرفية والأنشطة التجارية، بينما شهد عام 1978 دمج مختلف المؤسسات التي تحمل اسم الراجحي تحت مظلة واحدة هي شركة الراجحي المصرفية للتجارة، وتم في العام نفسه تحويل المصرف إلى شركة مساهمة سعودية قابضة.
ويتمتع مصرف الراجحي حاليا بمركز مالي قوي، وهو يدير أصولا بقيمة 172 مليار ريال، بينما يبلغ رأسماله 15 مليار ريال، ويعمل فيه أكثر من 7.4 آلاف موظف، ولديه شبكة واسعة تضم أكثر من 550 فرعا وأكثر من 2514 جهاز صراف آليا و16.7 ألف جهاز في نقاط البيع، و130 مركزا للحوالات المالية.
وتعود أصول الراجحي إلى نجد في قلب الجزيرة العربية ومسقط رأسه مدينة البكيرية بمنطقة القصيم شمال العاصمة السعودية الرياض بنحو 300 كلم، حيث ولد فيها قبل قرابة 8 عقود، ويعتبر من أثرياء السعودية ويتبوأ مركزا متقدما في هذا التصنيف بثروة قدرتها مجلة فوربس العالمية بـ8.5 مليارات دولار.
بيد أن الزراعة شكلت هاجسا شخصيا للرجل، مع إيمانه بضرورة التحول إلى الزراعة العضوية حتى عد من روادها في العالمين العربي والإسلامي عبر مشاريعه العملاقة التي تبناها.
يذكر أن الراجحي يأتي ثانيا في حجم المحفظة المستثمرة للأفراد في السوق المالي السعودي بعد الأمير الوليد بن طلال الذي يمتلك 95% من مجمل الأسهم المدرجة لشركة المملكة القابضة بقيمة تتجاوز 28 مليار ريال.