لا نملك بالتأكيد حق الحكم على قرارات أو سلوكيات أو حياة أي شخص، فكل منا يجب أن يتمتع بحريته الشخصية كاملة، لكن طالما اختار الفرد أن يكون شخصية عامة ومشهورة تتمتع بمحبة عدد كبير من الجمهور، فمن حق هذا الجمهور توجيه التساؤلات له ورصد ما يراه متناقضًا في أحاديثه وأفعاله، ومن واجب هذه الشخصية الاستماع والرد على هذه التساؤلات بشكل مقنع يرضي جمهوره.
قبل أيام فاجأتنا المطربة شاهيناز بخلع الحجاب من خلال جلسة تصوير جديدة، وإعلانها مواصلة الغناء مرة أخرى لكن بـ”اللوك الجديد”، بجانب حملة الظهور المكثف مرة أخرى عبر البرامج وصفحات الجرائد حتى تستطيع استعادة جزء من الجماهيرية التي ربما فقدتها بسبب ارتداءها الحجاب منذ 2008، حيث جعلها قرار خلع الحجاب حديث الجمهور مرة أخرى كما كانت في عام 2003 بعد فوزها بمسابقة “ستار ميكر” لاكتشاف المواهب الغنائية.
وفي مساء الثلاثاء حلت صاحبة الأغنية الشهيرة “قولي قولي” ضيفة على برنامج “العاشرة مساءً” في أول ظهور تلفزيوني لها عقب قرار خلع الحجاب، مع الإعلامي وائل الإبراشي، لتتحدث عن مشوارها الفني وكيف أقدمت على خطوة ارتداء الحجاب ثم خلعه والعودة للغناء الرومانسي، بجانب حديثها عن كواليس الفترة التي عملت بها في أحد المحطات التلفزيونية التابعة لجماعة الإخوان عقب ثورة يناير.
لم تكن تلك المرة الأولى التي تتحدث فيها شاهيناز عن أسباب ارتدائها للحجاب، لكن تصريحاتها عن أسباب خلعها له هي ما احتوت على تفاصيل جديدة رآها البعض متناقضة بعض الشيء عما كانت تذكره سابقًا، وخاصة في أخر حوار تلفزيوني لها قبل خلع الحجاب والذي كان عبر برنامج “معكم” مع الإعلامية منى الشاذلي، قبل شهرين تقريبًا، حيث أكدت أن صورتها بالحجاب كانت تراودها دائمًا منذ أن كانت في سن صغير وأنها لم تكن لديها مشكلة في ارتداء الحجاب وأن الدين أخلاق قبل أي شيء فلابد أن يكون هناك أخلاقيات في كل ما نفعله في حياتنا، مُشيرة إلى أنها لم تستطع الابتعاد عن الموسيقى والفن لذلك قدمت ألبوم ديني اجتماعي ثم قدمت أغنية رومانسية بعنوان “شكرًا أوي”، مُشددة على أن فكرة الغناء بعد الحجاب لم تختلف بالنسبة لها عما كانت قبل الحجاب، حيث تستطيع غناء كل الألوان، ومنها الأغنيات الرومانسية، وأن الحجاب لن يقيدها في غناء هذا اللون مثلما كان يعتقد البعض.