في عام 1879م أي منذ 137 سنة تناولت المجلات والصحف المصرية والعربية وكذلك الأوروبية قصة التفريخ الصناعية للدجاج التي برع فيها أهالي قرية برما التابعة لمديرية الغربية، ونجاحهم في نقل مزارع الدواجن في مصر نقلة نوعية أدت للاكتفاء الذاتي.
الطبيب محمد الدسوقي المقيم بمركز طنطا كتب مقالاً نادرًا بعنوان قصة التفريخ ببر مصر في مجلة المقتطف في عدد 1 فبراير من عام 1879م يرصد الكيفية التي نجع فيها أهالي قرية برما في حرفة التفريخ وتربية الدواجن والدجاج في مزارعهم حيث استعرض المقال النادر كيفية صناعة الدواجن والتفريخ والمجهود الشاق لـ"البرماوي" الذي كان عليه أن يقيس حرارة البيض بعيونه وأن يعرف الجيد والسيىء من البيض باستخدام يديه دون استخدام أي آلة.
كان المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء أصدرا قرارا منذ عدة أيام بإعفاء كمية من الدواجن المجمدة التي يتم استيرادها خلال الفترة من 10 نوفمبر من العام الجاري، وحتى 31 مايو 2017 من الضرائب الجمركية مما اعتبره الكثيرون تدميرا لصناعة الدواجن في مصر والتي لها مئات السنين ويعمل بها الملايين من المصريين في الريف والمدن كما أعلن أهالي قرية برما رائدة صناعة الدواجن في مصر غضبهم في فيديوهات تم تناولها في قنوات فضائية مصرية وأجنبية .
أكد محمد الدسوقي الذي زيل مقاله النادر بمهنته طبيب في مقاله المنشور منذ 137 سنة وقبل احتلال مصر من الأنجليز بـ 3 سنوات أن قرية برما تقع إلي الشمال الغربي من مدينة وطنطا وعلي بعد سنة أميال منها وفيها وجدت المفارخ الصناعية أولا لفقس البيض بوسائط صناعية لافتا أن أهل برما أدري أهل مصر في التفريخ وعمل المفارخ حتي أنه لايعمل مفرخ في بر مصر مالم يكن عامله رجل برماوي
المثير للدهشة أن قرية برما اكتسبت عند المصريين جميعا المثل الشعبي "حسبة برما" وهي مقولة مصرية دارجة تقال كثيراً على لسان المصريين وكان المثل مرتبط أيضا بالدواجن وصناعتها العتيقة فالمثل الشعبي المرتبط بالحيرة تم إطلاقه أيضًا بسبب تربية الدواجن الوحد المحلية لقرية برما علي صفحة التواصل الاجتماعي الفيس بوك نشرت قصة حكاية المثل الشعبي حسبة برما قائلة "حدث أن صدمت دراجة يستقلها صبي سيدة من أهالي قرية برما كانت تحمل فوق رأسها قفصا محملاً بالبيض خرجت لتبيعه في سوق القرية فوقع القفص و كسر البيض كله فظلت السيدة تبكي و تصرخ لضياع رزقها فاجتمع حولها المارة و أرادوا تعويضها عما فقدته من البيض وسألوها : كم بيضه كانت بالقفص ؟
فقالت : لو أحصيتم البيض بالثلاثة لتبقي بيضة، وبالأربعة تبقي بيضة، وبالخمسة تبقي بيضة ، وبالستة تبقي بيضة، ولو أحصيتموه بالسبعة فلا تبقي شيئا ، وهنا عرفوا انه كان بالقفص 301 بيضة.
ومن هنا أصبحت هذه المقولة من تُراث الشعب المصري كله " وعن كيفية التفريخ يشير الدسوقي في مقاله بأن صاحب المفرخ عليه أن يضمن أولاً بيض الدجاج من 5 قري فالرجل البرماوي كما يظهر مقال الدسوقي النادر عليه أن يكون رحالة في القري يجمع البيض ثم يسلمه لرجل برماوي مثله فيفرز البيض صحيحه من فاسده.
ويجزم الدسوقي في مقاله بأن البرماوي يعرف السليم من الفاسد من البيض بمجرد تقليبه في يديه يذهب البرماوي بعد أن يتسلم البيض لمفرخه نحو ثلاثة أيام ويقوم بطرد مافيه من الحيوانات والحشرات الضاره هذا مايؤكده الدسوقي الطبيب في مقاله النادر.
وأضاف أن البرماوي يصبر حتي يبرد قليلاً ثم يضع البيض فيه ويحميه من بعض جوانبه بالتدريج ويصبر علي البيض لمدة سبعة أيام " بعدها يقوم البرماوي بتفقد المفرخ علي ضوء شمعة فيفرز رديئه أما جيده فيفحص درجة حرارته بوضعه علي عينيه فما كانت حراراته زائدة ينقصها وماكانت حرارته ناقصة يزيدها ويقلبه يمينًا ويسارًا وإلي فوق وإلي أسفل لمدة تسعة عشر يوما أو عشرين يومًا فينقف البيض عن فراخه كأن دجاجة رتقاء فقسته.
ويختتم محمد الدسوقي مقاله الذي كتبه منذ 137 سنة أن البرماوي إذا استلم 3 آلاف بيضة صحيحة من صاحب المفرخ وفرخت كلها يأخذ ثمن ألف منها وإذا فرخ ألفان فقط لايأخذ شيئا وإذا فرخ أقل من ألفين يدفع ثمن الناقص.