منذ قرن وبالتحديد في شهر يونيو من عام 1911م فوجئ أهالي قرية النخلة البحرية التابعة لمركز أبوحمص بمديرية البحيرة، في الساعة التاسعة قبل الظهر بأصوات انفجار ضخمة حول قريتهم وارتطام صخور من السماء شاهدوها علي بعد 7 كيلو متر مما أصابهم الفزع والخوف والهلع.
صوت الارتطام العنيف دعت طبيب يدعي محمد علي أفندي بإبلاغ جريدة الأهالي المستقلة التي كانت تصدر آنذاك في مصر وهو الخبر الذي جعل الحكومة المصرية ترسل وفدا لجمع الأحجار التي هبطت علي القرية من السماء حيث قام المستر هيوم رئيس المساحة الجيولوجية في مصر فجمع ماجمع من الأحجار وكتب تقريرا عن رؤية المزارعين للنيازك التي سقطت من السماء الصحف المصرية التي غطت الحدث الفريد قدمت عدة أسئلة هل هي أحجار هبطت من السماء أم كانت أحجار قذفها بركان خامد.
بل أن بعض المقالات التي تناولت الحادث أرجعت سقوط الأحجار نتيجة بركان قذفت علي الأرض علي هذه القرية من مسافة كبيرة أرسلت مصلحة المساحة الجيولوجية الموظف أفندي حسن كما أوردت الصحف والمجلات المصرية الصادرة آنذاك أسمه – حيث فوجئ أفندي حسن بقيام المزارعين ببيع الأحجار فقام بشراء 20 حجرا منهم .
وأكد أفندي حسن في تقريره الذي قدمه لمصلحة المساحة الجيولوجية أنه لم يتبق مع الأهالي أي أحجار للبيع بعد قيامه بشراء ال20 حجرا نيزيكيا منهم يؤخذ من أقوال الشهود وأغلبهم من الفلاحين أن الأحجار سقطت في أرض مقدارها 4 كيلو ونصف كيلو متر وأنها كلها من انفجار نيزك واحد انفجر علي علو شاهق وأنه كان قادما من جهة الشمال الغربي وأنه قام بعمل خط من الدخان الأبيض ولم تكن زاوية ميله أكثر من 30 درجة مئوية ولم ينفجر مرة واحدة بل مرارا متتالية وكان صوت انفجاره كصوت طلقات الرصاص وسمع صوته في القرى المجاورة مثل قرية بركة غطاس التي تبعد حوالي 7 كيلو مترات من قرية النخلة البحرية أحد الفلاحين أكد أنه شاهده علي بعد 50 مترا ولكنه لم يسمع الانفجار وإنما شاهد الغبار يثور من الأرض حيث وقع.
كما أكد تقرير هيئة المساحة الجيولوجية التي قامت بعرضه الصحف والمجلات المصرية أن الأحجار غارت في الأرض مابين عمق 10 و30 سنتيمترات وكانت الثقوب التي ثقبتها مائلة وليست عمودية وحين تم استخراجها من الأرض لم تكن بحرارة مرتفعة.
موقع القرية المصرية
بعد مرور عام علي الواقعة قامت مجلة المقتطف بنشر بحث لجون بول أحد الباحثين الأجانب في الجيولوجيا الذي أرسلته الحكومة المصرية لعمل بحث عن نيازك قرية النخلة البحرية وقام بنشر بحثه باللغة الانجليزية حيث أكد جون بول أن الحجارة التي تم جمعها من القرية بلغت نحو 40 حجرا ووزنها 10 كيلو جرامات ونصفها مغطي بطلاء أسود من مادة مصهورة وبعضها طلاؤه غير تام أو هو مكسور وبعض الأحجار متبلور ولونه رمادي مخضر.
وأكد جون بول أنه حدث أكثر من انفجار واحد في القرية نتيجة سقوط النيازك وأن الانفجار الأول نتج عنه حجارة مختلفة الألوان والأشكال وبلغ ثقل هذه الحجارة نحو 1813 كيلو غراما بينما بلغ أصغرها 20 غراما كما وصل أصغر حجر سطوحه مصهورة كلها نحو 34 غراما حيث تم حفظ بعض الأحجار في المعرض الجيولوجي بالقاهرة كما تم إرسال بعض أحجار من النيازك في عواصم لندن وباريس وواشنطن وفينا وروما وبطرسبرج حيث رحبت بها معارض العواصم الأوربية والأمريكية لأنها أول نيازك شوهدت ساقطة علي القطر المصري كما تم فحص الأحجار وأجراء تجارب عليها فوجدت مكونة من حديد مشع وسيليكون مشع وألمونيوم مشع وغيرها من المواد
الباحث الأثري هاني ظريف، أكد لـ"لأهرام الزراعي" أن النيازك ليس لها وقت محدد للنزول، لافتا أن مصر شهدت في العهد الفرعوني سقوط نيازك ولكن لم يتم تسجيله مضيفا أن هناك عددا من التماثيل والخناجر تم صنعها بأحجار نيزكية مثل خنجر توت عنخ آمون وهرم بن بن بعين شمس.
وأضاف أن حادث سقوط النيازك علي قرية النخلة البحرية بمركز أبوحمص كان أول سقوط للنيازك التي تتم مشاهدتها في العصر الحديث في مصر لافتا أن النيزك يخلف ضحايا وأن سقوطه يكون مدويا حيث هناك فرق بين الشهاب الذي يحترق في السماء وبين النيزك الذي يسقط علي الأرض مخلفا ضحايا مثلما حدث في أحدي مناطق روسيا في عام 2013م حيث أدي تساقط نيزك لإصابة ألف شخص بإصابات خطرة.