لم يكن يتخيل "أيمن.أ"، الشاب الذي لم يتخط العقد الثالث من العمر، أن تتحول حياته الناجحة إلى كارثة ومسلسل من الأزمات بعد إصابته بالعجز الجنسي على يد طبيب شهير.

استغل "أيمن" عضلاته المفتولة، وممارسته لرياضة كمال الأجسام، في العمل "بودي جارد" بشركة أمن شهيرة، وتخصص في  تأمين حفلات المطربين المشاهير، فشارك أكثر من مرة في تأمين حفلات الفنان عمرو دياب، وكان هو حارسه الشخصي في تلك الحفلات، نظرًا لما يتمتع به من قدرات خارقة.

إلا أنه بعد فترة من الوقت جاءه عرض للسفر إلى دبي؛ للعمل بإحدى شركات الأمن الشهيرة، وكان يتقاضى من ورائها مبالغ مالية طائلة، وبعد سنوات من العمل، وجمع الأموال قرر العودة إلى الوطن، للزواج وبناء حياة مستقرة، لكنه شعر بألم في الجهاز التناسلي، فقرر إجراء الفحوصات الطبية، خاصة أنه مقبل على زواج، فاكتشف إصابته بدوال في الخصية؛ نتيجة ممارسته رياضته المفضلة "حمل الأثقال"، وأن هذا ربما يؤثر على  علاقته الزوجية، ويصل به لعدم الإنجاب، فقرر البحث عن علاج.

بدأ "أيمن"، يبحث عن طبيب، ويستشير أصدقاءه للوصول إلى أحد الأطباء المشهورين، وأثناء مشاهدته لبرنامج "واحد من الناس"، الذي يقدمه الإعلامي عمرو الليثي على قناة الحياة، وجد طبيبا يدعى "علاء عبدالعزيز"، والشهير بعلاء كلينيك، يتحدث عن المشكلات الجنسية التي يتعرض لها الرجال وكيفية علاجها، وبعد متابعته اكتشف أنه طبيب متخصص في جراحات التجميل، وخبير في جراحة العضو الذكري، فشعر أنه الطبيب الذي يبحث عنه، خاصة أنه حاصل على شهرة كبيرة في هذا المجال، وشعر أنه الذي سوف يكون قادرا على علاجه من مرضه، حتى يستطيع الزواج.

ذهب "أيمن" إلى عيادة الطبيب الشهير، في شارع جامعة الدول العربية بالمهندسين، وأطلعه على المرض الذي أصابه، وبعد الكشف عليه أكد له الطبيب أنه يحتاج إلى عملية جراحية بسيطة لإزالة الجزء المصاب من الخصية بالدوالي، حتى يستطيع ممارسة حياته بشكل طبيعي، واتفق معه على موعد لإجراء العملية، مقابل 12 ألف جنيه.

وفي يوم إجراء العملية الجراحية، وجد أن الطبيب يخدره تخديرًا كاملا، على الرغم من اتفاقه أنه سوف يكون تخديرت نصفيا، لكي يشاهد الجراحة؛ لكن الطبيب فسر له هذا الأمر بأنه حفاظا على حياته أثناء العملية، وبعد ساعات انتهت الجراحة، وأخبره الطبيب أنه مع مرور الوقت سوف يشعر أنه تحسن كثيرًا.

انتظر "أيمن" شهورا عدة على أمل أن يعود لحياته الطبيعية مرة أخرى، لكن دون جدوى، فالألم مازال مستمر، بل إن حالته تدهورت أكثر من ذي قبل، فذهب إلى الدكتور علاء، الذي أخبره أن الألم الذي يشعر به سببه مشكلة في عضوه الذكري، ويحتاج إلى جراحة أخرى من أجل استكمال شفائه، ووافق على إجراء العملية الأخرى في مستشفى السلام بالهرم، ودفع له مبلغ 6 آلاف جنيه، أخرى.

وبعد خروج "أيمن"، من المستشفى اعتقد أن هذه المشكلة انتهت من حياته، ويستطيع الزواج، لكنه فوجئ بعكس ذلك، إذ ازدادت حياته سوءا، فتكررت زياراته إلى الطبيب ذاته، والذي أخرى له 6 عمليات جراحية نظير مبالغ مالية كبيرة، حتى قرر "أيمن" الذهاب إلى أطباء آخرين، وكانت الصدمة، أن هذه العمليات أصابته بالعجز الجنسي الكامل، وأخبروه باستحالة علاجه مرة أخرى.



وبعد البحث في تاريخ الطبيب الشهير، وجد أنه كرر هذا الأمر مع أشخاص آخرين، كان من أبرز ضحاياه "ياسر.ع"، 29 سنة، ويعمل أيضًا "بودي جارد"، لجأ إلى الدكتور علاء، بعد معاناته من بعض المشكلات الجنسية البسيطة، وبعد إجراء عدة عمليات جراحية تدهورت حالته الصحية تماما، وأصيب بالعجز الجنسي.



جمع الضحايا أنفسهم وتوجهوا إلى قسم شرطة العجوزة، لتحرير المحضر اللازم بالواقعة، لكن المفاجأة كانت من نصيبهم، إذ وجدوا الدكتور علاء قد حرر محضرا ضدهم، يتهمهم فيه باقتحام المركز الطبي الخاص به، والاعتداء عليه وسرقة أمواله، بعد علمه بنيتهم تقديم بلاغ ضده. 



وعلموا أن المحامي محمد عودة، ذهب إلى قسم شرطة العجوزة، وكيلا عن الدكتور علاء؛ لتقديم بلاغ ضد "أيمن"، يتهمه فيه بتكوين تشكيل عصابي من مجموعة جاردات لسرقة المركز الطبي الخاص بموكله.



وأفاد في بلاغه بأن موكله فوجئ بدخول المدعو "أيمن"، وبصحبته شخص يدعى "م.أ"، و4 أشخاص آخرين من أقاربه، و6 جاردات من أصدقائه، وهددوه وتم إكراهه على توقيع إيصالات أمانة، كما سرقوا  منه مبلغا ماليا قدره 6 آلاف يورو، تحت تحديد السلاح. 



وتم عرض المحضر على النيابة للتحقيقات، كما تم تحويل بلاغ البودي جاردات إلى النيابة العامة للتحقيق فيه أيضا.    



وأمرت النيابة برئاسة المستشار هادي عزب رئيس نيابة العجوزة بتحويل المجني عليهم للطب الشرعي، وبعد التحقيق مع الطبيب، ثم أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق. 


كما أمرت بإخلاء سبيل "أيمن"، والمتهم بواقعة السرقة لحين إجراء التحريات اللازمة؛ للتأكد من مدي صحة البلاغ المقدم من الطبيب.