وصف أردنيون زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، الذى رافقوه فى أوقات سابقة وأعلن عن مقتله اليوم، بـ"البطل والشهيد"، مؤكدين أن شخصيته، ترفض الاستسلام دون مواجهة ضروس.
ونفى المرافقون عن بن لادن، والذين نشرت شهاداتهم صحيفة السبيل الأردنية، حبه للعنف وسفك دماء المدنيين.
المجالى: "ابن لادن رفض قص أظافره حتى تساعده على حفر الخنادق"
وقال عبد المجيد المجالى "أردنى الجنسية" وأحد مرافقى ابن لادن فى الفترة من 1986 حتى 1987، إن "ابن لادن كان يتمنى الشهادة، فطالما ابتغى بجهاده مرضاة الله، وإن استشهاده سيكون سبباً فى إحياء شباب الأمة، وإن دماء الرجل الذى ضحى بماله وسكن الكهوف، ستكون لعنة ستطارد الكفر والمعتدين.
وأضاف المجالى، "أتذكر أياماً جمعتنى بابن لادن فى ساحات القتال بأفغانستان، فكنا نحفر معاً خنادق المجاهدين، وأذكر جيداً تلك اللحظات التى كان يقود فيها عمليات الاقتحام ضد الجنود الروس، فكان يرفض الاختباء ويصر على تقدم الصفوف، بل إنه دائماً ما كان يلزم نجله عبد الله بمراقبة الطائرات المعادية، ويمنعه من الاختباء فى الخنادق حينما تبدأ المواجهة".
ويتحدث المجالى الملقب بـ"أبو قتيبة"، عن أبرز سمات زعيم القاعدة، أسامة بن لادن، ويقول محاولاً إخفاء دموعه، "كان صواماً قواماً لا يلقاك إلا بالبسمة، وشغله الشاغل المسجد الأقصى والسعى لتحريره".
ويتابع رفيق زعيم القاعدة "طالما حمل فى يده اليمنى الماء، وفى الأخرى حبات الملح، لمواجهة آلام هبوط الضغط، فإصراره على مواصلة الجهاد كان يمنعه من مراجعة الأطباء".
ويستذكر المجالى قصة "تقليم أظافر ابن لادن، قائلاً، "نجحت فى تقليم أظافر الشيخ الطويلة بعد محاولات عديدة، فقد كان حريصاً على عدم قصها ليتمكن من حفر الخنادق بيديه".
القاسم: منزله كان متواضعاً للغاية
من جهته، قال "أحمد القاسم" وهو أردنى أيضاً، والذى الذى رافق ابن لادن فى الفترة من 2000 حتى 2001، "حرص زعيم القاعدة على تفقد جبهات القتال بعد أحداث 11 سبتمبر، وكان يحمد الله ويحث المقاتلين على الصبر والجهاد، شهادة الشيخ سترفع من عزيمة المجاهدين، وستوقد شعلة الجهاد من جديد".
ويوضح القاسم، أن "التواضع والزهد والحياء الشديد أبرز ما كان يميز الشيخ أسامة"، مؤكداً أن ابن لادن باع نفسه لله، وقد كان متوكلاً على الله فى جميع أحواله، حريصاً على الأخذ بجميع الاحتياطات الأمنية، وقد زرته فى بيته بقندهار وحضرت حفلَى زفاف لاثنتين من بناته، ومنزله كان متواضعاً جداً".
زوجة عبد الله عزام: "ابن لادن أطهر من ماء السماء"
وتتذكر أم محمد زوجة الشهيد عبد الله عزام، الأيام التى قضاها بن لادن فى ضيافة زوجها بأفغانستان، وتقول، "كان ابن لادن يبدأ يومه بقيام الليل، قبل أن يذهب برفقة الشيخ عزام لصلاة الفجر فى المسجد، ثم يعودان لتناول القليل من الطعام، ويخرجا لاحقاً إلى مكاتب التخطيط وساحات الجهاد"، وأن زوجها قال لها إن ابن لادن كان "أطهر من ماء السماء".
عزام: "كان يبحث عن الشهادة ووصل إلى مبتغاه"
ويتحدث "أبو الحارث عزام" أحد الذين رافقوا عبد الله عزام وابن لادن فى أفغانستان عن مناقبه بالقول، "كان يبحث عن الشهادة ووصل إلى مبتغاه، لم يكن حكراً على أحد، فالجميع كان يراه ويقابله".
وكان مسئولون أمريكيون أكدوا أن عملية اغتيال ابن لادن استغرقت أربعين دقيقة، اشتبك فيها زعيم القاعدة وحراسه مع المجموعة المغيرة، وسط معلومات عن مقتل نجله عند اقتحام المكان.
يذكر أن ابن لادن الذى ولد عام 1957، قاتل فى الثمانينات ضد القوات السوفييتية بأفغانستان، ثم عاد فى التسعينات ودرب مقاتلين من شتى أنحاء العالم العربى، فى معسكرات سمحت بها حركة طالبان التى كانت تحكم البلاد آنذاك.