الخارجية الإسرائيلية تعد من أهم الوزارات في حكومة الاحتلال، نظرا لدورها المكفول لها بتعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية والعلمية مع الدول الأخرى، إلا أنها أصبحت في الآونة الأخيرة الذراع الصهيونية لاستقطاب الشباب العربي.

وتقول الخارجية الإسرائيلية: "قبل 10 سنوات لم تكن تربطنا أية علاقة مع الناس في العالم العربي،ـ ولكن اليوم نحن قادرون على الوصول إلى أي مواطن عربي، تصلنا تعليقات من أشخاص يغيّرون رأيهم عن إسرائيل".

التواصل مع الشاب العربي

وتخصص وزارة الخارجية، مبنى كبيرا يجلس فيه شباب إسرائيليون، ويتواصلون مع شباب عرب من جميع أنحاء العالم، يعمل نحو عشرة مسؤولين عن كتابة المنشورات، نشر الصور، ترجمة المواد من العبرية إلى العربية، وكتابة تعليقات للمتصفحين، بهدف التواصل بين إسرائيل والشباب في العالم العربي. 

تطلق إسرائيل على هذا المبنى قسم "الدبلوماسية الرقمية" العربية في وزارة الخارجية. وهو مصطلح حديث نسبيًا، افتتح قبل خمس سنوات، وحسب تقرير نشره موقع "همكور" الإسرائيلي فإن وزارة الخارجية حينها أدركت أن هناك فرصا جديدة للتأثير في الرأي العام. 

مقاهي القاهرة

وأوضح الناطق بلسان وزارة الخارجية باللغة العربية، حسن كعبية: "قبل 10 سنوات عملت في السفارة الإسرائيلية في مصر وعشت في القاهرة، كنت أتجول في المقاهي، وأرى كل الشباب يجلسون وبحوزتهم أجهزة اللاب توب، ويتصفحون في الإنترنت، فأدركت أن هذه هي الطريقة التي يتواصل عبرها الشباب اليوم مع الإعلام.

ونقل "همكور" رئيس قسم الدبلوماسية الرقمية باللغة العربية في وزارة الخارجية الإسرائيلي، يوناتان جونين: "يعيش في الشرق الأوسط 250 مليون مواطن عربي، من بينهم 145 مليونا يستخدمون الإنترنت، ويستخدم 80 مليونا فيس بوك"، ويضيف: "بدأ القسم بالعمل عام 2011، عندما أدركنا أن الطريقة الأفضل للتوجه إلى الشباب العرب هي فيس بوك. أصبحت اليوم هذه الطريقة الأفضل للتأثير في الرأي العام".

عدد المتابعين

ويبلغ عدد متابعي صفحة "فيس بوك" التي يديرها قسم الدبلوماسية الرقمية أكثر من 910 ألف متابع، معظمهم من الشباب في سن 18 حتى 24 عاما، يعيش معظم المتابعين في مصر، ولكن يتابعها عراقيون، مغاربة، أردنيون وفلسطينيون أيضًا، ويكتبون تعليقات على صفحاتهم.

وتضم صفحة وزارة الخارجية أكثر من 83 ألف متابع، الكثير منهم صحفيون، دبلوماسيون وقادة رأي عام. ويقول التقرير الإسرائيلي: "عندما يشارك مثل هؤلاء الأشخاص تغريداتنا، فنحن نعلم أن رسالتنا تصل إلى عدد كبير جدا من الأشخاص".

تتضمن المواد التي يشاركها المسئولون في قسم الدبلوماسية الرقمية معلومات أساسية عن إسرائيل (على سبيل المثال عدد السكان، عدد المسلمين الذين يعيشون فيها، وكيف تبدو الحياة فيها)، مقاطع فيديو وأغان لمطربين إسرائيليين، ومزاعم حول الديمقراطية الإسرائيلية وقرارات الحكومة.

وتعتبر أحد الأنشطة الأكثر إثارة للاهتمام يقوم به قسم العربية في وزارة الخارجية، هو إحضار وفود من الصحفيين من جميع أنحاء العالم العربي إلى إسرائيل ويتولى ذلك الناطق بلسان وزارة الخارجية باللغة العربية بنفسه.

وبحسب مزاعم الناطق بلسان وزارة الخارجية باللغة العربية زار إسرائيل حتى الآن بعثات من العراق، مصر، المغرب، الأردن، تونس، وحتى صحفيون أكراد من سوريا، موضحًا أن من يزور إسرائيل لا يكون مستعدًا لإجراء مقابلة والحديث عن الزيارة، لأن هذا قد يعرض حياته للخطر. ولكن الجميع، دون استثناء، عندما يعودون إلى أوطانهم، يتصلون بي ويشكرونني ويعبَرون عن دهشتهم بعد أن تعرفوا على الوجه الآخر لإسرائيل".