ما لم تكن مسافرًا على الدرجة الأولى، أو تستقل طائرة خاصة، فإن حماماتها تكون بلا نوافذ وضيقة، وعادة ما تنبعث منها رائحة المنظفات الرخيصة، ورغم ذلك، فقد أبلت بلاء حسنًا؛ إذ نادرًا ما تحصل تلك المراحيض على التقدير الذي تستحقه.
الطائرات في الماضي كانت تحلق فترات أطول ومن المؤكد أن شخصًا ما، في مكانٍ ما، كان هو أول من قضى حاجته على متن الطائرة، فمن هو يا تُرى رائد قضاء الحاجة؟ الشخص المجهول الذي لم يسجل التاريخ معلومات عنه، محتويات المرحاض تتناثر في كل أرجاء الطائرة، بحسب صحيفة "ذي اندبندنت" البريطانية.
سُجلت بعض الحقائق المثيرة للاهتمام، فعلى سبيل المثال، لم يتمكن الطيارون في الحرب العالمية الثانية من استعمال المراحيض الموجودة على متن طائرات لانكستر القاذفة للقنابل، فغالباً كانت ممتلئة في ظل هذا الظرف الصعب، أو كانت صعبة الاستخدام، فيما وصف أحد الطيارين المجهولين مدى كراهيته مراحيض الطائرات قائلاً: “في أثناء تحليقنا في الأجواء العاصفة، كانت محتويات المرحاض تتناثر على أرضية الطائرة والجدران والسقف، وكان لا يبقى داخله إلا القليل”.
وأضاف الطيار قائلاً: “لا يمكن أن تتصور كيف كان الوضع عندما تحاول التغلب على الخوف ودوار الجو، بينما تجد صعوبة في إزالة الأغراض الكافية في هذا المكان الضيق، وفي الوقت نفسه تحاول استخدام المرحاض، وكان هذا المرحاض الكريه دائماً ما يمتلئ في أثناء الرحلات الطويلة، وعندما تحدث الاضطرابات الجوية، كان لا بد أن يتلوث النصف السفلي لمن يستخدمه، كان ذلك إحدى الذكريات المؤلمة عن الحرب بالنسبة لي”.