«مهدى الشيعة» يخرج من الأهرامات.. والصوفية: يخرج من المغرب.. والسنة: لم يولد

لا يظهر المهدى المنتظر بصورة واحدة فى كل المذاهب الإسلامية، ولكن تحمل له كل طائفة فكرة عن ظهورهوالمكان الذي يخرج منه، وتظل كل القصص أساطير لم يحدث ما يؤكدها حتي الآن.

الشيعة زعموا اقتراب خروجه

يؤمن الشيعة كغيرهم من أهل السنة، بوجود المهدى المنتظر كعلامة فارقة بين الحياة الدنيا ويوم القيامة، وأن هناكمن الأحاديث الواردة بشأنه ما يدعم وجوده، إلا أنهم يختلفون عن أهل السنة فى اعتقادهم بأنه أحد أئمتهم الاثنىعشر المعصومين من نسل الإمام على، وأنه معلوم لديهم بصفته محمد بن الحسن العسكرى الذى اختفى لسنتينمن عمره داخل سرداب، وأنه حى عائد لنشر العدل والدين كما أخبر الرسول عن المهدى.

ويزعم كثيرون منهم وبخاصة الشيعة المصريون أن ظهور المهدى بات قريبًا جدًا، وأن مكان خروجه يكمن فوقسفح الأهرامات بمنطقة الجيزة، مؤكدين أن دراسات أمريكية وغيرها رصدت عددا من الأقمار الاصطناعيةوالتلسكوبات لمراقبة ظهوره من فوق الهرم الأكبر.

ويربط الشيعة المصريون ما بين ليلة القدر وبين ظهور المهدى «الإمام الأخير فى سلسلة الإمامة الاثنى عشريةوالمعروف بمحمد العسكرى»، ويقرون بأن مركزًا أمريكيًا لدراسة الشيعة يعمل منذ خمس سنوات متنقلًا بين تونسوالقاهرة، على المشروع الأمريكى الأخطر المعروف بمشروع «الجن الفضائى» المكون من 500 مليون قمر صناعىصغير من أجل رصد حركة المهدى، وأن هناك سكانًا فى جوف الأرض يستعدون لمقابلة مهديهم.

بينما يعتقد سائر الطوائف الشيعية بأن المهدى هو محمد بن الحسن العسكرى، ابن الإمام الحادى عشر من أئمتهم،من نسل الحسين بن على، ولد سنة 256 هـ، ودخل سردابًا بعد موت أبيه وعمره سنتان، ولن يخرج منه إلى أنيؤذن له، وأنه حى غائب، وبدونه لا يكون المسلم شيعيًا اثنى عشريًا.

السلفيون: منكرو ظهوره «فاسقون»

أثار ادعاء محمد عبدالله نصر، ردود فعل كبيرة بين الأوساط السلفية، حيث أعلنت حركة دافع السلفية، أن حكم«ميزو» هو الفسوق، وذلك لأن من ادعى «المهدوية» يهدف إلى زرع الفتنة بين المسلمين والتشكيك فى العقيدةالإسلامية الصحيحة.

وأضافت الحركة فى بيان لها أن «نصر» مريض نفسيًا، ويجب على الدولة إيداعه فى الحجر الصحى للعلاج،مضيفة: «وما ذلك كله إلا غرور من عمل الشيطان وسرعان ما أظهر الله سوءاتهم وفضحهم على رؤوسالخلائق».

وتناولت الحركة فى بيانها، مجموعة أحاديث نبوية، تؤكد الاعتقاد بظهور المهدى لدى أهل السنة والجماعة،وأوضحت تلك الأحاديث الشريفة اسم وعلامات ظهور المهدى وصفاته ومكان مبايعته، فظهور المهدى من علاماتالساعة - كما هو اعتقاد أهل السنة- وإذا ظهر فلن يخفى على المسلمين أمره، فهو يبايع عند الكعبة بعد أنيصلحه الله فى ليلة.

من بين تلك الأحاديث ما رواه الإمام أحمد وابن ماجة وغيرهما عن على بن أبى طالب: «قال رسول الله صلى اللهعليه وسلم: المهدى منا أهل البيت يصلحه الله فى ليلة»، إضافة إلى أن هناك أحاديث صححها الحافظ ذكر فيهاالمهدى باسمه وبصفاته، منها ما رواه أحمد والترمذى وأبوداود أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: لا تذهب - أولا تنقضى - الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتى، يواطئ اسمه اسمى، واسم أبيه اسم أبى.

وعن أبى سعيد الخدرى قال: قال الرسول «ص»: المهدى منى.. أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض قسطًا وعدلا،كما ملئت ظلمًا وجورًا، يملك سبع سنين، رواه أبو داود والحاكم وحسنه الألبانى فى صحيح الجامع.

وتساءلت الحركة عن كون المواصفات التى تضمنتها الأحاديث تنطبق على المدعى محمد نصر، مطالبة بضرورةالوقوف لمثل هؤلاء.

المهدي في عقل الصوفية

شغلت قصة الإمام المهدى كل أعلام الصوفية، فجميعهم اجتهدوا فيها وتركوا فى كتبهم ورسائلهم، ما أوصوا بهأسلافهم للتعرف على إمام آخر الزمان وصفاته وموطنه أيضًا، فيؤكدون أنه سيخرج فى المغرب وله رجال إلهيونيؤمنون به، فيعز الإسلام به بعد ذلة، ويحيا بعد موته، يضع الجزية، ويدعو إلى الله بالسيف، فمن أبى قتل، ومننازعه خذل.

حيث يزعم الشيخ أحمد بن محمد التيجانى، مؤسس الطريقة التيجانية، أن من علامات ظهور الإمام المهدى انتشارالطريقة التيجانية وأن مولده فى ليلة النصف من شعبان 1255 هجرية، الموافقة 1837، أما الإمام الحافظ جلالالدين عبدالرحمن السيوطى، فقد كتب فى رسالته المسماة بـ«الكشف فى مجاوزة هذه الأمة الألف»، أن الذى دلتعليه الآثار أن مدة هذه الأمة تزيد على 1000 سنة ولا تبلغ عليها الزيادة 500 سنة، فقد ورد فى الطريق أن مدةالدنيا منذ آدم عليه السلام حتى قيام الساعة 7000سنة، وأن النبى صلى الله عليه وسلم بعث فى آخر الألفالسادس بل أخذ بعضهم من قوله تعالى (هل ينظرون إلا أن تأتيهم بغتة) وقوله تعالى (أن تأتيهم بغتة) أن الساعةتقوم سنة 1407.

كما ورد فى كتاب الدر المنظوم: «اتفق أهل الكشف أن الإمام المهدى يظهر فى المغرب، مستشهدًا بحديث للرسوليقول فيه «لا يزال أهل المغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة»، رواه مسلم فى صحيحه. بالإضافة إلى مانص عليه كتاب القرطبى بأن الإمام المهدى يظهر فى المغرب الأقصى على ساحل البحر فى جبل المغرب وهو باقإلى أن يجتمع بعيسى روح الله ويخلف عنه عيسى عليهما السلام.

وقال عنه محيى الدين بن عربى، أحد أعلام الصوفية والملقب بالشيخ الأكبر، إن لله خليفة يخرج وقد امتلأتالأرض جورًا وظلمًا فيملؤها قسطًا وعدلًا، ولو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد، طول الله ذلك اليوم حتى يلى ذلكالخليفة من عترة رسول الله من ولد فاطمة يواطئ اسمه اسم رسول الله، يبيد الظلم وأهله، يقيم الدين فينفخ الروحفى الإسلام، يعز الإسلام به بعد ذلة، ويحيا بعد موتة. يضع الجزية، ويدعو إلى الله بالسيف، فمن أبى قتل، ومننازعه خذل.

ويؤكد، يظهر من الدين ما هو عليه فى نفسه ما لو كان رسول الله لحكم به، ويرفع المذاهب من الأرض فلا يبقىإلا الدين الخالص. أعداؤه مقلدة الفقهاء أهل الاجتهاد لما يرونه من الحكم بخلاف ما حكمت به أئمتهم، فيدخلونكرها تحت حكمه خوفًا من سيفه وسطوته، ورغبة فيما لديه، ويبايعه العارفون من أهل الحقائق عن شهود وكشفبتعريف إلهى.

ويقول فى كتبه، إن المهدى له رجال إلهيون يقيمون دولته وينصرونه، هم الوزراء، يحملون أثقال المملكة،ويعينونه على ما قلده الله، فشهداؤه خير الشهداء، وأمناؤه أفضل الأمناء، وأن الله يستوزر له طائفة خبأهم له فىمكنون غيبه، أطلعهم كشفًا وشهودًا على الحقائق.