قال معارضون مسلحون وسكان إن الجثث تناثرت في شوارع مدينة مصراتة يوم الاثنين ووجد المسعفون صعوبة كبيرة في التعامل مع عدد كبير من الجرحى بعد قتال كان من بين اكثر المعارك دموية خلال حصار المدينة المستمر منذ شهرين.
وقال شهود عيان اتصلت بهم رويترز هاتفيا ان السكان خرجوا من بيوتهم مع طلوع النهار على مشاهد الدمار بعد ان انسحبت قوات القذافي من وسط المدينة تحت غطاء وابل من الصواريخ وقذائف الدبابات.
وقال سكان ان حوالي 60 شخصا قتلوا في الاشتباكات في الايام الثلاثة الماضية من بينهم عشرة على الاقل قتلوا يوم الاثنين.
وقال محمد ابراهيم وهو من سكان المدينة وزار مستشفاها يوم الاثنين متحدثا الى رويترز هاتفيا ان سبعة ممن قتلوا يوم الاثنين مدنيون وثلاثة من مقاتلي المعارضة.
وتفحمت ثلاث جثث الى درجة يصعب معها التعرف على أصحابها جراء قصف ليل الاحد. وقتل طفل عمره عشر سنوات اثناء نومه. لكن السكان قالوا ان قذائف كثيرة سقطت في أراض فضاء. واضافوا أن القصف توقف عندما حلقت طائرات حلف شمال الاطلسي في سماء المنطقة.
وقال ابراهيم الذي قتل ابن عمه في بداية الاسبوع "جثث جنود القذافي في كل مكان في الشوارع وفي المباني. لا استطيع ان احصيها لكن بعضها في مكانه منذ ايام."
وأظهرت تسجيلات مصورة التقطها معارضون وبثت على الانترنت خمس دبابات على الاقل تركها جنود القذافي خلفهم ودمارا واسع النطاق وجثث ثلاثة من جنود القذافي ملقاة في الشوارع.
وقالت قوات القذافي انها انسحبت من مصراتة الاسبوع الماضي لتسلم المدينة لرجال قبائل قائلة أن غارات حلف الاطلسي ألحقت بهم اضرارا جسيمة.
وفي غضون ساعات تعرضت مصراتة لاعنف قتال في حصار قتل فيه مئات المدنيين وجعل المدينة رمزا للمقاومة ضد قوات القذافي.
وقال متحدث باسم مقاتلي المعارضة يدعى عبد السلام في وقت متأخر يوم الاثنين ان قوات القذافي تحاول العودة لدخول طريق النقل الثقيل الذي يؤدي الى المطار. وقال عبر الهاتف ان المعارك متواصلة هناك وانه يمكن سماع دوي انفجارات مضيفا ان قوات القذافي المتمركزة على الاطراف الغربية لمصراتة قصفت المدينة من مواقعها.
وقال سكان ان القوات الموالية للقذافي طردت من شارع طرابلس الى اطراف المدينة حيث يقومون بالقصف من حين لاخر عندما لا تظهر طائرات حلف الاطلسي.
وسئل عما اذا كانت احتفالات المعارضين بالانتصار يوم السبت كانت سابقة لاوانها فقال عبد السلام انهم يعرفون من البداية ان قوات القذافي تنسحب من المدينة من اجل الاعداد لهجوم جديد.
ومصراتة هي المدينة الوحيدة في غرب ليبيا التي لا تزال في قبضة المعارضة المسلحة وفي حال تم طرد قوات القذافي منها فستكون هذه انتكاسة كبيرة للقوات الحكومية. وفي المستشفى الرئيسي في مصراته يسابق الاطباء الزمن لاسعاف الجرحى.
وقال متحدث باسم المعارضة يدعى سامي ان الوضع الانساني يتدهور سريعا.
وابلغ رويترز بالهاتف "لا اجد كلمات تصف الوضع. المستشفى صغير للغاية ويغص بمصابين معظمهم في حالة خطرة."
وقال "كمية الطعام المتاحة بالمدينة تتناقص وحالة المدينة تتدهور لانها تحت الحصار منذ شهرين تقريبا."