أكد مصدر فلسطيني واسع الاطلاع للجزيرة نت أن الوسيط الألماني في صفقة تبادل الأسرى أرنست أورلاو وصل الليلة الماضية إلى قطاع غزة عبر معبر بيت حانون الإسرائيلي لتسليم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الرد على صيغة تبادل اقترحتها سابقا.

وقال المصدر الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أن أورلاو وصل إلى غزة وطلب أن يلتقي بقادة حماس عصر اليوم الأربعاء لتسليم الحركة رد إسرائيل على مقترحاتها الأخيرة.

وأشار إلى أنه عقب اللقاء مع أورلاو سيتم عقد لقاء لخمسة من قادة حماس العسكريين والسياسيين المسؤولين عن صفقة التبادل للتباحث ثم الاتصال بدمشق للحديث عن الموقف الإسرائيلي مع قيادات حماس فيها.

وتوقع المصدر أن يبقى أورلاو في غزة اليوم ويتسلم غدا رد حماس على الرؤية الإسرائيلية، مؤكدا أن حماس تسعى لتسريع المفاوضات بشأن قضية تبادل الجندي المحتجز لديها في غزة جلعاد شاليط.

وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمود الزهار-  إن قيادة حماس ستبحث الاقتراح الإسرائيلي وتنقل نتائج المباحثات إلى دمشق عبر وسيط لبلورة الرد مشددا على أن تل أبيب تعلم جديا بأن الحركة قدمت "آخر ما عندها من مرونة" في سبيل إنجاز الصفقة، وأنها لن تقدم على أي تعديلات في مطالبها مما يضع الكرة في الملعب الإسرائيلي.

من جهة أخرى أفادت تقارير إعلامية أن إسرائيل اشترطت في ردها على صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس –الذي سلمته للوسيط الألماني الثلاثاء- إبعاد أكثر من مائة أسير من الضفة الغربية إلى قطاع غزة، أو إلى خارج الأراضي الفلسطينية، كما رفضت إطلاق سراح سبعة أسرى من أصل 450 طلبت حماس الإفراج عنهم.

تعهد أميركي

وعلى الجانب الآخر، علمت الجزيرة نت من مصادر فلسطينية في رام الله أن الرئاسة الفلسطينية حصلت الأسبوع الماضي على تعهد أميركي بدفع إسرائيل لتقديم بادرة حسن نية تجاهها تزامنا مع إتمام صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل.

وقالت المصادر إن الإدارة الأميركية تعهدت للرئيس الفلسطيني محمود عباس بدفع إسرائيل للإفراج عن أسرى من حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، وإنها أجرت اتصالاتها مع الجانب الإسرائيلي لقبول ذلك.

وأشارت المصادر إلى أن المجلس السباعي الإسرائيلي ناقش هذه القضية أثناء لقاءاته الستة حول تبادل الأسرى في اليومين الأخيرين، وأنه لم يصل للسلطة بعد الموقف الإسرائيلي من هذه القضية.

إجراءات أمنية

في الوقت نفسه تحدثت مصادر إعلامية عن إجراءات أمنية غير مسبوقة للسلطات المصرية عند معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة يعتقد بأن لها علاقة بصفقة الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس.

فقد نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مراسلها في الجانب المصري من معبر رفح مشاهدته لإجراءات أمنية غير مسبوقة تحسبا لإتمام صفقة الجندي الإسرائيلي المحتجز في غزة جلعاد شاليط مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية.

وأوضح المراسل أنه وعلى الرغم من التكتم الشديد الذي تبديه السلطات المصرية، تدل الإجراءات الأمنية عند معبر رفح على مؤشرات بقرب انتهاء مسألة الأسرى تقام عند المعبر كعمليات تفتيش، إضافة إلى ما تردد من أنباء عن صدور تعليمات بالاستعداد لاستقبال شخصيات مهمة خلال 48 ساعة قادمة .

وأشار إلى تواجد كثيف لبعض الصحفيين والمراسلين من الصحف والوكالات العربية والأجنبية التي بدأت بالتوافد على معبر رفح البري، لافتا النظر إلى وجود "بعض المظاهر والشواهد التي تدل على احتمال وصول شاليط خلال ساعات".

طلب مصري

وفي سياق متصل، أبلغت المصادر الفلسطينية الجزيرة نت أن وزير المخابرات المصرية عمر سليمان طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عدم الاستجابة لطلب قدمته حركة حماس للإفراج عن أسرى مصريين ضمن صفقة شاليط.

وقالت المصادر من رام الله إن سليمان أبلغ الرئاسة الفلسطينية بعدم قبول مصر الإفراج عن أسرى مصريين في صفقة حركة حماس، وأنه أبلغ الإسرائيليين بذلك وتلقى وعودا إيجابية لجهة عدم إطلاق سراحهم.

وتطالب حماس بالإفراج عن نحو ألف أسير فلسطيني وعربي مقابل تسليم الجندي جلعاد شاليط المحتجز في غزة منذ ثلاثة سنوات، بينهم 450 أسيرا من كبار الأسرى الذين تتهمهم إسرائيل بقتل عشرات الإسرائيليين، وعربا من الجولان ومصر وأسير سعودي.