38 عاما أتمها أمير القلوب ومعشوق الجماهير محمد أبو تريكة نجم الأهلى والمنتخب الوطنى المعتزل منذ ثلاثة أعوام وأحد المواهب النادرة التي أثرت الكرة المصرية والعربية والأفريقية بموهبة فذة باتت معشوقة الجماهير في مختلف بقاع العالم العربي والأفريقى.
أبو تريكة لا يحتاج من يتحدث عنه لأن ذكر اسمه كفيل بتسلل البهجة إلى القلب ، لما لا وهو من تعالت "الآهات والواوات" مع لمساته الجمالية ومراوغاته السحرية ومهاراته الفريدة من نوعها ، وهو من بعث الطمأنينة في قلوب محبيه بابتسامته العابثة ، وحقا لم يخيب آمالهم وكان عند حسن ظنهم فيه ، وعلى العكس كان بمثابة القاتل المبتسم لخصومه ، ومصدر رعب للفرق المنافسة ، وكانت قلوب المنافسين ترتعش خوفا عندما تطأ قدمه الكرة قبل أن يركض بها نحو المرمي وفي طريقه التي يشقها نحو الشباك يزاول هوايته التي يعشقها وتعشقه معهم الكرة التي تسعد وهي تتهادي بين قدميه.
كم من شهقة خرجت من أفواه محبيه وتطايرت معها قلوبهم فرحا ، وكم من زفرة خرجت من أنوف منافسيه بعدما حطمت أقدامه طموحاتهم ودكت لدغاته السامة حصون شباكهم ، وبات كابوسا يطاردهم ، الحديث عن إنجازات القديس بات أمرا عاديا لأنه لم يعد فينا من لا يعرفه سواء من حبوه أو من مقتوه ولكن غير العادي عندما تأتي سيرته ، فمن أي أطراف الحديث ستبدأ الكلام عليه ، عن موهبته الفذة أم عن ابتسامته الهادية أم عن إنسانيته ام عن سلوكياته ؟.
سؤال محير والإجابة عليه أكثر حيرة ، وهو ماذا سنحكي عن أبو تريكة لا عب الكرة لمن لم يروه من الأجيال القادمة في الملاعب ، وما ذنبهم أن القدر لم يأتي بهم ليكونوا شاهدين على تلك الحقبة التي لعب فيها تريكة وترنحت الكرة تحت أقدامه كما هو الحال بالنسبة لجيلنا الذي ظلمه القدر من أن يري مواهب الخطيب الحية، وأي كلام يحتاج للقَصَص حتى نوصل للأجيال الجديدة ما قدمه ، ورغم أن القديس سعيد الحظ أن يتم تسجيل أهدافه باستخدام التكنولوجيا الحديثة بعكس الحال للنجوم الذين ظلمهم أن التكنولوجيا لم تكن بنفس النه والصيحة التي عليها الآن ، ولكن يبقي الفرق بين من شاهدوه علي أرض الواقع ومن شاهده عبر "اليوتيوب"! كبيرا.
عندما تفكر في الحديث عن أبو تريكة ستحتاج قسطا كبيرا من الوقت حتي تحكي عنه، لو تكلمنا عن الكرة سنحكي عن ملحمة كروية التي كان هو بطلها مثل هدف البطولة في الصفاقسي التونسي وهدف البطولة في أمم إفريقيا 2006 و2008 وأهدافه في شباك الزمالك التي تعد بطولة خاصة في حد ذاتها، واسهاماته في تحقيق العديد من الألقاب للأهلي والمنتخب الوطنى والألقاب الشخصية التي حققها في تاريخه وهي التي نوردها بشكل مفصل في السطور التالية.