طور سيناء "عاصمة محافظة جنوب سيناء"، المتحف المفتوح للآثار الإسلامية والمسيحية والنقوش الصخرية وأرض الديانات والأنبياء بدءا من الخليل إبراهيم "عليه السلام" الذي عبرها، وموسى "عليه السلام" الذي أقام فيها فترة من الزمن، و"العائلة المقدسة" التي عبرتها وهي في طريقها إلى مصر.


وتقع الطور على بعد 265 كيلو متر من نفق الشهيد أحمد حمدي، وعلى بعد 100 كيلو متر من شرم الشيخ وسميت بهذا الاسم، نسبة إلى جبل طور سيناء ووردت كلمة طور سيناء في القرآن الكريم باسم طور سينين {والتين والزيتون وطور سينين} التين 2، 3 وورد جبل الطور في القرآن الكريم في 8 سور. 


والطور في اللغة يعنى الجبل الذي يكسوه الشجر ولا يقال للجبل الأجرد طور أما سينين فمعناها الشجر وعلى هذا فطور سينين معناها منطقة الجبال التي تكسوها الأشجار والنباتات وكانت تعرف الطور قديمًا باسم "رايثو" حتى القرن الخامس عشر الميلادى واختلف المؤرخون في تحديد موقع رايثو والمقصود برايثو "المدينة المسيحية" التي ورد ذكرها في رواية الراهب أمونيوس في القرن الرابع الميلادى وكانت عامرة بالآثار المسيحية والتي تم كشف كثير منها من قلايا ودير بقرية الوادى 6كم شمال الطور والذي أعيد استخدامه كأحد الحصون الطورية بالعصر الفاطمى واكشفت به مجموعة أطباق الخزف ذى البريق المعدنى الفاطمى.

الحصون الأثرية 
أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء، أن الحصون الطورية ذكرتها وثائق العصر الفاطمى ومنها منشور الخليفة الفاطمى الفائز بنصر الله المؤرخ 551هـ الموافق 1156م ومنشور الخليفة العاضد لدين الله المؤرخ 564هـ الموافق 1169م وغيرهاويتضح منها أن الطور كان بها حصن أو أكثر خلال العصر الفاطمى كان يتولى أمرها ولاة أو متولى حرب من قبل الخليفة الفاطمى ويعتبر حصن رأس راية أحد الحصون الطورية وتحوى تلًا أثريًا مسجل كأرض أثرية بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 3340 لسنة 1999 وهى موقع ميناء المدينة الذي يبعد حاليًا 10كم جنوب مدينة طور سيناء.

الآثار الإسلامية 
وأضاف ريحان، أن بعثة آثار منطقة جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية قامت بأعمال حفائر بمنطقة رأس راية موسمى 1996 - 1997 وكشفت عن أجزاء من السور الخارجى لحصن راية وكذلك مجموعة من أطباق الخزف ذى البريق المعدنى الكاملة واستكملت الأعمال بعثة آثار مصرية يابانية مشتركة منذ عام 1998وكشفت عن حصن إسلامى ذى تخطيط مربع ضلعه 84م محاط بسور يتخلله سبعة أبراج دفاعية بالإضافة لبرجى المدخل بالجدار الجنوبى الغربى.

كما اكتشفت برأس راية منطقة سكنية تحوى مبانى تعود للفترة من (القرن الأول إلى الثانى الهجرى - السابع إلى الثامن الميلادى) وهى المنطقة التي دمرت البلدوزورات الإسرائيلية جزءًا كبيرًا منها أثناء احتلال سيناء وقامت سلطات الآثار الإسرائيلية وقتها بأعمال حفائر بالبلدوزورات على بعد 100م منها وعلى بعد 300م جنوب الحصن برئاسة دهارى Dahari.

«فرضة الميناء المملوكى»
وتضم منطقة تل الكيلانى بطور سيناء الفرضة البحرية للميناء المملوكى وهو المكان الذي كان يخدم الميناء وهى مسجلة كأرض أثرية بالقرار رقم 1150سنة 1996م ومساحته 250م طولًا، 130م عرضًا وبه الفرضة البحرية للميناء المملوكى بطور سيناء (648-922هـ، 1250-1516م) التي كشفت عنها بعثة آثار مركز ثقافة الشرق الأوسط اليابانى بإشراف منطقة جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية بمواسم حفائر من عام 1985حتى 1996م.

ميناء الطور القديم 
وتابع ريحان، ساهم ميناء من العصر المملوكى في خدمة التجارة بين الشرق والغرب والحجاج المسلمين بعد أن تحول درب الحج المصرى القديم من الطريق البرى إلى الطريق البحرى عام 1885م وكذلك المقدّسين المسيحيين منذ القرن الرابع عشر الميلادى الذين كانوا يبحرون مع الحجاج المسلمين على نفس الباخرة من القلزم (السويس حاليا )إلى الطور ومنها لدير سانت كاترين ويستكمل الحاج المسلم طريقه لمكة المكرمة وكان بالطور محجر صحى للحجاج يقع على شاطئ خليج السويس على بعد 640م جنوبى الطور يشمل أربع مستشفيات وآبار مياه وأماكن إقامة الحجاج كما يوجد بالطور جامع صغير بمنارة بتل الكيلانى من عهد الخديو توفيق اشترك في بنائه عمال مسيحيين.

دير القديس جاورجيوس
ويضم تل الكيلانى دير القديس جاورجيوس وبه كنيسة مارجرجس التي بنيت عام 1875م على أنقاض كنيسة قديمة يرجع تاريخها إلى عام 1500م وبنى حولها هذا الدير الذي يتبع دير سانت كاترين وكذلك جامع صغير بمنارة بنى في عهد الخديو توفيق وقد ضم مقامًا قديمًا للشيخ الجيلانى الذي سميت المنطقة على اسمه ثم حرّف للكيلانى وزار هذا الجامع عباس حلمى الثانى بن توفيق عام 1898م، وبها مجموعة منازل تعتبر طرازًا فريدًا من مبانى بنيت بالكامل من الأحجار المرجانية لتوفرها في هذا الموقع وقد دخلت الأحجار في أبنية عديدة بسيناء منها الفرضة البحرية بميناء دهب التي تعود لعصر الأنباط بسيناء القرن الثانى والأول قبل الميلاد وكذلك في بناء قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا التي تعود لعام 566هـ / 1170م وقلعة نويبع التي تعود لعام 1893م ولكنها استخدمت على نطاق واسع بمنازل الكيلانى ومنها استمدت تفردها في سيناء ومصر كلها.

الآثار المسيحية
وواصل ريحان: أنها تشمل قلايا بوادى الأعوج لجأ إليها المتوحدين الأوائل بسيناء هرباُ من الاضطهاد الرومانى في القرن الرابع الميلادى كما تشمل دير الوادى بقرية الوادى 5كم شمال الطور من عصر الإمبراطور جستنيان في القرن السادس الميلادى وهو الدير الوحيد بسيناء الذي يحتفظ بكل عناصره المعمارية من القرن السادس الميلادى حتى الآن حيث أن دير سانت كاترين أضيفت عليه تجديدات وتخطيط دير الوادى بطور سيناء مستطيل92 م طولًا 53م عرضًا وبه أربعة كنائس ومعصرة زيتون وعدد 96 حجرة تقع خلف سور الدير على طابقين وهذه الحجرات بعضها قلايا للرهبان والأخرى حجرات للمقدّسين المسيحيين الوافدين للدير للإقامة فترة بالدير وزيارة الأماكن المقدسة بالطور قبل التوجه إلى دير سانت كاترين ثم إلى القدس وقد توافد المسيحيون على سيناء من كل بقاع العالم وهم آمنون في ظل التسامح الإسلامى الذي سارت عليه الحكومات الإسلامية.


نقوش "جبل الناقوس"
وروى ريحان، أن هناك العديد من المواقع الحضارية بطور سيناء تؤكد التعايش الحضارى ومنها جبل الناقوس الذي يبعد 13كم شمال غرب المدينة 10كم شمال جبل حمام موسى ويشرف على خليج السويس وهو جبل من الصخور الرملية الرسوبية استغله الحجاج المسيحيون والقوافل التجارية العربية مكانا للراحة والتزود بالطعام وأثناء ذلك نقشوا ذكرياتهم وأسمائهم وأدعيتهم على أجزاء متفرقة من هذا الجبل وتجاورت النقوش المسيحية باللغة العربية مع النقوش العربية بالخط الكوفى على نفس الصخرة لعبورهم سويًا في أمان لهذه الطرق فتجاورت الآيات القرآنية ونص الشهادة والصلاة على النبى عليه الصلاة والسلام وطلب المغفرة والرحمة مع الأدعية المسيحية وطلب الغفران كما نقشت على الجبل أسماء لعائلات مسيحية تقطن الطور بتل الكيلانى متجاورة مع منازل المسلمين.

قلعة السلطان العثمانى سليم الأول
وكان بجنوب الطور قلعة بناها السلطان العثمانى سليم الأول خربت في القرن التاسع عشر الميلادى حين استخدم أهالي الطور أحجارها لبناء منازلهم.

ومن المواقع الحضارية بطور سيناء أيضا جبل الناقوس الذي يبعد 13كم شمال غرب مدينة طور سيناء، 10كم شمال جبل حمام موسى ويشرف على خليج السويس ويفصل ببينه وبين الخليج مدق صغير يمر عليه المشاة والسيارات حاليا.