أثارت مطالبة الرئيس عبدالفتاح السيسي، مسئولى البنوك المصرية بإيجاد آلية تتيح بالاستفادة من "الفكة" لوضعها فى مشروعات لخدمة مصر، جدلاً غير منطقى، فى ظل حالة السخرية التى امتلأت بها منصات السوشيال ميديا، دون دراية كافية عن أهمية الفكرة، والتى لم تكن بدعة ابتدعها الرئيس السيسى، وإنما هناك دول أخرى متقدمة سبقتنا فى تنفيذ هذه الفكرة، لدعم المشروعات التنموية بعيداً عن الموازنة العامة للدولة، التى تُستنفد فى مشروعات وبنود أخرى.
وقال السيسي فى كلمته خلال تسليمه عقود شقق تمليك لأهالى غيط العنب بالإسكندرية: "يعنى مينفعش ناخد الفكة معرفش تعملوها إزاى، الفكة الخمسين قرش والجنيه فى المعاملات تتحط فى حساب لصالح المشروعات والخدمات".
ونجد أن البنوك المصرية فى تعاملاتها تلغى "كسور الجنيه"، وتتحول هذه الكسور إلى أرباح للبنوك تصرف كمكافآت وغيرها، وكذلك التعاملات التجارية من جمارك وضرائب وغيرها، وما قصده الرئيس السيسي فى دعوته هو أن تتحول هذه الكسور إلى وعاء تنموى، تقام من خلاله مشروعات تنموية وخدمية للمواطنين، وهو ما حدث فى كثير من دول العالم.
ففى الولايات المتحدة الأمريكية، هناك مشروع كبير لمكافحة سرطان الثدى قائم على التبرع بـ"سنت".
وفى فرنسا، كان بداية مشروع النقدية بباريس بدعوة من "برناديت شيراك"، وهى كانت فى ذلك الوقت زوجة لعمدة باريس جاك شيراك.
وقامت فكرة المشروع على إنشاء صندوق لتمويل الحالات والخدمات العلاجية من خلال تلقى التبرعات البسيطة لتمويل المشروعات المتعلقة بهذا المجال بهدف تحسين الحياة اليومية للأطفال والمراهقين المرضى وتحسين أوضاع أسرهم، ويتم إطلاق حملة سنوية من خلال رئيس الصندوق فى حضور عدد كبير من الفنانين والرياضيين والشخصيات العامة.
وبدأ المشروع بمخاطبة الأسر والأفراد، ومع تطور الفكرة امتدت لوضع صناديق تلقى التبرعات داخل المدارس ثم البنوك والمراكز التجارية الكبرى ومكاتب البريد والصيدليات والمحلات الكبرى والمؤسسات الحكومية الكبرى.
ومن إنجازات هذا الصندوق فى فرنسا، توفير 51 منزلا لأسر غير قادرة، وتطوير 2701 عنبر بمستشفى، وتطوير 185 مشروع تجهيز مدارس، و380 ملعبا، و459 قاعة انتظار، كما تكفل بعلاج آلاف الحالات.