قال محللان نفطيان إن أنظار المهتمين بسوق النفط تتجه حاليا إلى الجزائر حيث يقام منتدى الطاقة الدولي غدا الاثنين ويعقد على هامشه الاجتماع (غير رسمي) المرتقب لمنظمة الدول المصدرة للبترول (اوبك) بهدف تمكين أعضاء المنظمة من تبادل وجهات النظر حول السوق الدولية للنفط.
واكد المحللان في لقاءين منفردين مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم الأحد ان الاجتماع الذي يستمر ثلاثة أيام يعد فرصة مهمة جدا بالنسبة للمنتجين والمستهلكين للنفط تمكنهم من التشاور بشأن القضايا المتعلقة بالاقتصاد العالمي والصناعة العالمية للنفط والغاز.
وتوقع المحلل النفطي عضو هيئة التدريس في كلية الدراسات التكنولوجية بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب الدكتور أحمد الكوح ان يكون النجاح حليفا لهذا الاجتماع مستشهدا بالتصريح الروسي السعودي والذي صدر في الصين ويدعو الى تعزيز الاستقرار في سوق النفط العالمي.
وقال الكوح ان تصريح السكرتير العام للمنظمة الذي قال فيه ان اجتماع الجزائر (غير رسمي) ولا يعتبر اجتماعا لاتخاذ قرارات حاسمة حيث ان الاجتماع القادم ل(أوبك) سيكون في نوفمبر المقبل يقلل من أهمية الاجتماع في الجزائر ولكن من المتوقع ان يكون هناك اتفاق عام بين الاعضاء وغير الاعضاء خصوصا روسيا وسيتم تعميم الاتفاق في الاجتماع المقبل لأوبك في نوفمبر.
واوضح أن نجاح او فشل الاجتماع تحدده ثلاث علامات هي القرارات التي يتم الموافقة عليها والاصداء الدولية التي حصلت عليها هذه القرارات وكذلك ردة فعل السوق النفطي على المديين القريب والبعيد.
واشار الى انه من الصعب جدا تحديد اثر المؤتمر على اسعار السوق مؤكدا ان هناك العديد من العوامل التي تحدد سعر السوق ومنها القرارات التي ستتخذ في هذا الاجتماع او الاتفاقات على القرارات في المستقبل لذلك ليس من الصواب قياس نجاح الاجتماع أو فشله بردود فعل سوق النفط العالمي.
وافاد بأن مؤتمر الطاقة العربي في الجزائر دعت إليه الجزائر بمساعدة من فنزويلا موضحا ان الدولتين من اكثر الدول تأثرا باسعار النفط المنخفضة حاليا ولاهمية الموضوع قررت جميع دول منظمة (اوبك) المشاركة وكذلك دول من خارجها في هذا المؤتمر وهذا دليل ايجابي باحتمالية نجاح المؤتمر والوصول الى قرار تجميع الانتاج او تخفيضه.
ولفت الى ان اغلب المحللين اعتبروا الاجتماع السابق في العاصمة القطرية (الدوحة) غير ناجح لعدم الوصول الى اتفاق لتجميد الانتاج وذلك بسبب موقف ايران والتي كانت خرجت للتو من الحصار الاقتصادي وتحتاج الى رفع الانتاج والعودة الى مستويات ما قبل الحصار.
وأضاف "حاليا ايران قد تكون قابلة للوصول الى حل يرضي جميع الاطراف ولكن المشكلة الاكبر عدم وجود رقابة لتطبيق مستويات الانتاج المتفق عليها من خلال الاجتماع".
ومن جهته اكد المحلل النفطي رئيس شركة الشرق للاستشارات البترولية الدكتور عبدالسميع بهبهاني ان اجتماع اوبك التشاوري القادم على هامش مؤتمر الطاقة الجزائري اعطي زخما كبيرا من الاهمية في المؤسسات النفطية والاقتصادية موضحا انه يدل على ان (اوبك) مازالت مؤثرا اساسيا في السوق النفطي وفي الاقتصاد العالمي.
واوضح بهبهاني ان دول اوبك تكتسب اهميتها ليس فقط من انها تنتج اكثر من ثلث انتاج العالم (34 مليون برميل يومي) ولكن بالإضافة الى ذلك فهي ذات قدرة انتاجية احتياطية اضافية طويلة الاجل وايضا تنوع في مستويات نفوط الخام ونسبة تصدير اكبر من المستهلك (60 في المئة) ما يجعلها اكثر ضمانة للاقتصادات الناشئة والمتقدمة ومشاريعها الصناعية العملاقة.
ولفت الى ان الجديد في الاجتماع القادم عن سوابقه انه قد سبقته ظروف اقتصادية وتصريحات من قبل الدول الاعضاء في اوبك "لاقت اهتماما وجدية اكبر من التصريحات السابقة في الدوحة وغيرها من المتخصصين والمهتمين بسوق النفط العالمي".
وافاد بان "ورقة التفاهم السعودي الروسية (اكبر منتجين) على مراقبة السوق وتصريحات الرئيس الايراني الداعمة للتفاهم (بعد تقاربها من انتاج 8ر3 مليون برميل يوميا) وتقارب الهوة بين فائض العرض والطلب (من 5ر1 مليون برميل الى اقل من 5ر0 مليون برميل) وضمانات اكبر للحصص السوقية ضف الى ذلك حدوث تعقيد جيوسياسي كل ذلك يصب في اتجاه
اتفاق قادم سواء كان لتجميد ام لتخفيض الانتاج".
واشار الى انه "لاشك ان للشائعات الداعمة والمضادة انعكاسات على سعر البرميل تراوحت بين 1 و3 دولارات للبرميل ما يجعل القرار القادم خطيرا على الاقتصاد العالمي "وهذا يبرر تصريحات كبار منتجي اوبك السلبية لكي لا يخرج السوق عن توازنه".
وتوقع ألا يتخذ قرار في الاجتماع وستكون هناك ايحاءات ايجابية مفاجئة ستؤجل الى اجتماع اوبك العادي القادم في 30 نوفمبر وهذا ما يجعل خام برنت يدور حول ال 47 دولارا للبرميل الى حين الاجتماع.
وعن التحديات القادمة للأسعار على المستويين المتوسط والبعيد اوضح بهبهاني انه يمكن تحديدها في زيادة الانتاج القادم وبالتحديد من ليبيا ونيجيريا والعراق والصخري من الولايات المتحدة مقدرا هذه الاضافة بنحو 5ر2 مليون برميل اضافي يوميا في النصف الثاني من 2017 مقابل 3ر1 مليون زيادة في الطلب العالمي.
واشار الى انه سيكون هناك فائض تقديري بنحو مليون برميل يوميا "اضف الى ذلك زيادة سعة القدرة التخزينينة للصين واليابان والولايات المتحدة فهذان العاملان قبل توازنهما سيجعلان خام برنت لا يتجاوز ال 60 دولارا قبل نهاية 2018."
يذكر أن وزير الطاقة الجزائري أكد في تصريحات سابقة ان بلاده ستقدم اقتراحا حول ضرورة استقرار السوق النفطية لافتا الى أن هناك دعما للمقترح الجزائري من جانب عدة دول أعضاء ومن دول غير أعضاء في (أوبك) من أجل تحقيق استقرار في أسعار النفط.
وأعرب الوزير الجزائري نور الدين بوطرفة عن تفاؤله بنجاح اجتماع منظمة الدول المصدرة للبترول (اوبك) المقرر في الجزائر مؤكدا أن هذا الاجتماع يجب أن يصل إلى (حل إيجابي) لاستقرار السوق. (النهاية) أ س ج / ي س ع