لم يكن الصغير يعلم، أن مرحلة اللهو والعب في طفولته سينتهي سريعًا، وينتقل إلى عالم إدارة الأعمال، من خلال مشروعه الصغير الذي يقيمه داخل حديقة منزله في مدينة "مدينتي"، لمساعدة الأطفال والعمال، الذين يقصدون المحال التجارية الواقعة على أطراف المدينة، ما يدفعهم إلى السير لمسافات طويلة من أجل الحصول على ما يريدونه من مأكولات ومشروبات متنوعة.

"مهند وليد خيري" صاحب الـ10 أعوام، حول معاناته من أجل الحصول على الحلوى والمشروبات إلى مشروع، بدأ من حديقة منزله، حيث لجأ إلى والديه لطلب الدعم، واستخدم لمشروعه الشاي والسكر والنسكافية وقام بتوصيلهم "ديليفري" من خلال أحد أصدقائه الذي طلب الانضمام إلى المشروع.

"في عمال كتير بتضطر تخرج برا المدينة عشان  تشرب كوباية شاي بـ 2 جنيه.. فأنا بعملها وبنوصلها ديليفري أنا بمشي شوية وصاحبي بياخد الكوباية على العجلة  ويكمل باقي الطريق"، بينما طلب "مهند" من والده بالاتصال بأولياء أمور بعض من أصدقاءه للمواقفة على انضمام أصدقائه لمساعدته في المشروع.

فمنذ 10 أيام بدء مهند  مشروعه، واستطاع أن  يحصل 60 جنيهًا بأول يوم، وقال "مهند": "ماما ساعدتني وكانت بتعملي عصاير فريش وأنا ببيعها"، علاوة على أنه يقوم بتجهيز شعرية سريعة التحضير، ويبيعها بأغلى من سعرها بـ"جنيه ونصف".

وحظي مهند وأصدقائه بشهرة واسعة وسط جيرانه في  المدينة، الذين يلجأون مشروعه لشراء أغراضهم منه، بينما قال والده: "مهند طلب مننا أننا نشتريله مكينة غزل البنات وفيشار عشان يعمل لصحابه الصغيرين ويبيعلهم".

ووظف "مهند" أحد  أصدقائه ويدعى "زياد" على ماكينة "الكاشير" لمحاسبة الزبائن، وتجمع "مهند وأصدقائه علاقة طيبة مع الجيران، إلا إنه تعرض لموقف أمني بعد بلاغ أحدهم عليه، حيث قال والده: "الأمن جيه لمهند، وقاله إنه بيتاجر في الحديقة.. فقولتلهم (مهند) مخرجش بره حدود بيته جوه التراس، وأنه بيساعد أصدقائه والجيران".

وبقرب الموسم الدراسي، قرر "مهند" أن يستكمل العمل على مشروعه في أيام الإجازات، فيما قال والده: "مهند من زمان بيحب يكون ناجح في الحاجة اللي بيقدمها، و عمري ما خوفت عليه جوه المدينة لأنها أمانة".