بعد مرور أكثر من 5 أعوام على مقتل معمر القذافي الرئيس السابق لليبيا، ما يزال مكان قبره أحد الأسرار التي تحاول عائلته كشفها، حيث عرضت مكافأة تصل إلى 25 مليون دولار أمريكي لمن يخبرهم بمكانه.
تقول صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن تاجر السلاح الليبي أيمن صوان الذي وضعت جثة القذافي في إحدى الغرف بمنزله، يواجه خطرا كبيرا ويتعرض بصورة شبه يومية لتهديد من القوى المؤيدة للقذافي.
تشير الصحيفة في تقرير، منشور على موقعها الإلكتروني، إلى أن مقاتلي مصراتة حملوا جثتي القذافي ونجله إلى مدينتهم التي مزقتها الحرب وكأنها غنيمة، فقضت الجثتان أول ليلة في غرفة بمنزل عائلة صوان، والتي كساها الغبار، واختفت الثلاجة التي حملت بداخلها جثة الابن، وتحول البيت الآن لمركز شحن أسلحة.
وحتى الآن يتلقى صوان رسائل تهديد وكراهية على هاتفه المحمول، يرسلها له مؤيدو القذافي معتقدين أن له يد في مقتل قائدهم، وأنه يعلم مكان دفنه، ومن بين الرسائل واحدة تقول "إننا قادمين للقضاء عليهم، يا ابن الحرام"، بحسب الصحيفة.
يؤكد صوان للصحيفة أنه شارك في كل حرب قامت ببلده منذ عام 2011 بنفس درجة الحماس، كما أنه يشتري لمقاتلي مصراتة أسلحة، وذخيرة، غالبا ما تكون متبقية في مخازن القذافي، وسترات واقية من الرصاص، وطعام وماء، وأي شيء يساعدهم في التغلب على المقاتلين الاخرين.
ويقول صوان للصحيفة إن عائلة القذافي عرضت عليه حوالي 25 مليون دولار لكي يخبرهم عن مكان القبر ولكنه رفض، حيث طالبهم بجمع الأشخاص الحكيمة وأكبر رجال عائلتهم لكي يعترفوا أمام الجميع بأنهم يتحملون مسئولية ما فعله القذافي في ليبيا على مدار 40 سنة إلا أنهم رفضوا، مؤكدين أنهم لن يتحملوا مسئولية كبيرة كتلك.
ولفتت الصحيفة الأمريكية لإخفاء القادة العسكريين في مصراتة مكان قبر القذافي عن الجميع، خوفا من انتهاك المقاتلين الاخرين لحرمته، أو تحويل مؤيديه وأنصاره القبر إلى ضريح.
بحسب المواطنين في مصراتة فإن ثمانية أشخاص فقط شهدوا عملية دفن القذافي، ولا يعلموا إذا كان صوان من بينهم، والذي يقول "حتى إذا كنت اعلم أين مدفنه لن أخبر احدا، لقد أقسمت ألا ابوح بهذا السر لأي شخص".