تفاقمت أمس الأوضاع المأساوية في مدينة مصراتة الليبية‏-‏ الواقعة منذ أسبوعين تحت حصار صارم من جانب قوات العقيد الليبي معمر القذافي‏-‏ إثر تعرض المدينة لهجوم مكثف بوابل من الصواريخ أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص علي الأقل‏.‏

وقال متحدث باسم المعارضة الليبية ان قوات القذافي ركزت قصفها علي الطريق الواصل الي الميناء الذي يسيطر عليه الثوار ويعد منفذا للعالم الخارجي بالنسبة للمدنيين المحاصرين, فيما أوضح شهود عيان أن نحو مائتي صاروخ سقط علي المدينة التي تعد ثالث أكبر المدن الليبية وآخر معاقل المعارضة الرئيسية في غرب ليبيا وتم إغلاق الميناء اثر القصف الذي أحدث دمارا هائلا.

وفي السياق ذاته, أعلنت الأمم المتحدة أن هناك6 آلاف أجنبي في مصراتة محاصرون يعتزمون مغادرتها في أقرب فرصة فرارا من الحالة الأمنية المتردية هناك بسبب الحصار والقتال بين الثوار الليبيين وأنصار العقيد الليبي معمر القذافي. وكشفت منظمة الهجرة الدولية في جنيف إن ثلثي هؤلاء الأجانب من المصريين بينما ينتمي الباقون إلي دول نيجيريا وبنجلاديش وغانا والسودان والنيجر.

وعلي الصعيد السياسي, تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بمواصلة العملية العسكرية في ليبيا حتي رحيل العقيد الليبي معمر القذافي عن السلطة.

جاء ذلك في مقالة افتتاحية شارك الزعماء الثلاثة في كتابتها بصحف هيرالد تريبيون و لو فيجارو و تايمز أوف لندن ووزع البيت الأبيض نسخة منها في واشنطن.

وقال الزعماء: بينما نواصل عملياتنا العسكرية لحماية المدنيين في ليبيا, فإننا مصممون علي التطلع إلي المستقبل.. ونعتقد أن المستقبل يحمل وقتا أفضل للشعب الليبي, وأنه يمكن رسم طريق لتحقيق ذلك.

وأضافوا: يجب الا ننسي ابدا أسباب اضطرار المجتمع الدولي إلي التحرك, ففي الوقت الذي سقطت فيه ليبيا في هوة الفوضي في ظل مهاجمة العقيد معمر القذافي لشعبه, دعت جامعة الدول العربية لاتخاذ إجراء حيال ذلك, كما طلبت المعارضة الليبية المساعدة, وأصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارا تاريخيا يفوض باتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية الشعب الليبي من الهجمات التي يتعرض لها..وعن طريق الاستجابة الفورية استطاعت دولنا, جنبا إلي جنب مع التحالف الدولي, وقف تقدم قوات القذافي ومنع حمام الدم الذي توعد به القذافي المواطنين في مدينة بنغازي المحاصرة.

ومن جانبه, قال وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونجيه أمس إن فرنسا وبريطانيا تريدان توسيع الضربات الجوية لتشمل مراكز الخدمات اللوجستية ومراكز اتخاذ القرار في جيش الزعيم الليبي معمر القذافي بدلا من البدء في تسليح المعارضة الليبية.

وبسؤاله عما اذا كان الوقت قد حان لإرسال الأسلحة إلي المعارضة قال لونجيه هذا هو سبب أن فرنسا وبريطانيا تريدان إظهار تصميمنا بما في ذلك توجيه ضربات لمراكز اتخاذ القرار العسكرية في ليبيا او المستودعات اللوجستية التي لم تستهدف حتي الآن.

وقال لونجيه لقناة تلفزيونية فرنسية إذا كنا نريد تجنب الحرب الأهلية, يجب تحييد قوة الجانب الآخر ولذلك فإن الضربات التي نطالب بها لا تهدف إلي تسليح المعارضة. ليس هدفنا تنظيم جبهة, هدفنا عودة قوات القذافي إلي ثكناتها.

و أكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيج- في السياق نفسه- أن قوات التحالف الدولي لا تنوي شن هجوم بري علي نظام العقيد معمر القذافي, وملتزمة بقرار الامم المتحدة في ذلك, مشددا علي عدم وجود نية لتقسيم ليبيا.

وعلي صعيد آخر, حث أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة المسلمين في منطقة شمال افريقيا علي محاربة قوات حلف شمال الأطلسي في ليبيا, وذلك في رسالة وجهها الظواهري عبر الفيديو سجلت فيما يبدو قبل بدء العمليات العسكرية للقوات الغربية وحلف شمال الأطلسي لدعم المعارضين للزعيم الليبي معمر القذافي.

ومن جانبها, اعتبرت عائشة ابنة العقيد الليبي معمر القذافي إن الدعوات التي يطلقها الغرب لرحيل والدها إهانة لكل الشعب الليبي.

وأضافت عائشة القذافي- في خطاب ألقته الليلة الماضية في معسكر باب العزيزية بطرابلس بمناسبة حلول الذكري السنوية25 للغارة الامريكية عام1986: في عام1911 قتل: الإيطاليون جدي في غارة جوية, والآن يحاولون قتل أبي, تبت أيديهم.

.والخارجية تؤكد: جهود متواصلة لإعادة المواطنين المصريين من مدينة مصراتة

صرح السفير محمد عبدالحكم مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية والهجرة واللاجئين والمصريين بالخارج بأن الجهود المتواصلة التي تقوم بها وزارة الخارجية المصرية من أجل إعادة المواطنين المصريين من مدينة مصراتة الليبية لم تتوقف خلال الفترة الماضية.

وقال ان الاتصالات التي قامت بها وزارة الخارجية مع الدول الصديقة ومنظمة الهجرة الدولية نجحت في تسيير عدة سفن إلي ميناء مصراتة الليبي, ونجحت الجهود المصرية في إعادة2432 مواطنا مصريا من مصراته خلال الأربعة أيام الماضية, وذلك علي النحو التالي:-

> وصول821 مواطنا مصريا من مصراتة علي متن إحدي السفن التي قامت دولة قطر الشقيقة بتسييرها إلي ميناء مصراته الليبي والتي وصلت إلي ميناء الإسكندرية في11 الشهر الحالي.

> وصول991 مواطنا مصريا من مصراته علي متن السفينة التركية أنقرة والتي وصلت إلي ميناء الإسكندرية ظهر أمس الاول.

> وصول620 مواطنا مصريا علي متن السفينة ريجال التي إستأجرتها دولة قطر الشقيقة والتي وصلت من ميناء مصراته إلي ميناء الإسكندرية مساء أمس الاول. واضاف عبد الحكم ان منظمة الهجرة الدولية قامت بتسيير سفينة أمس إلي ميناء مصراته لإحضار ونقل1500 مواطن مصري.وسوف يتم تسيير عدة سفن أخري خلال الأيام القليلة القادمة, وذلك من أجل استكمال إجلاء وإعادة المواطنين المتواجدين في مدينة مصراتة إلي أرض الوطن.

منذ بداية الثورة: منفذ السلوم استقبل112 ألف مصري وليبي وأجنبي

مازال منفذ السلوم البري يشهد توافد المصريون والليبيين والأجانب الفارين من المعارك الدائرة في ليبيا, حيث بلغ عدد المصريين والاجانب القادمين إلي مصر عبر السلوم منذ بداية الثورة الليبية في71 فبراير الماضي وحتي أمس نحو112 ألفا و49 من بينهم88 ألفا و25 مصريا و36 ألفا و514 ليبيا و95 ألفا و726 أجنبيا معظمهم من دول شرق آسيا وافارقة من تشاد ومالي ونيجيريا والنيجر, وقد قامت ادارات منفذ السلوم البري بالتعاون مع القوات المسلحة بتوفير جميع التسهيلات والتيسيرات لهؤلاء النازحين حيث لا تستغرق الإجراءات داخل المنفذ أكثر من51 دقيقة.

وصرح الدكتور محمود زهران وكيل وزارة الصحة بمطروح بأن عدد المصابين القادمين من ليبيا منذ بدء الثورة الليبية, وحتي أمس بلغ092 مصابا منهم481 ليبيا و85 مصريا و84 من جنسيات أخري, وتم علاج معظمهم بالمستشفيات بمطروح والإسكندرية واغلبيتهم مصابون بطلقات نارية من جراء الحرب في ليبيا, كما بلغ عدد الجثث التي وصلت للمنفذ22 جثة منها51 جثة لمصريين و7 لجنسيات أخري كما بلغ عدد الذين تم الكشف عليهم من النازحين بالمستشفي الميداني التابع لوزارة الصحة3541 من جميع الجنسيات وقد تم صرف أدوية لهم بالمجان.

ومن جهة أخري يصل لمدينة مرسي مطروح غدا وفد من المكتب الاقليمي للمفوضية السامية لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ومنظمة اليونيسف والجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة الاجتماعية لإجراء تقييم لوضع العائلات الليبية التي نزحت إلي مرسي مطروح فرارا من الحرب الدائرة في ليبيا, وذلك بالتعاون مع الجهات الحكومية والمجتمع المدني بمطروح لمساعدة وتحسين وضع هذه العائلات التي يبلغ عددها أكثر من03 ألف ليبي.