فيما بات وكأنه تقليد يمني أصيل يحدث يوم الجمعة من كل أسبوع الآن‏,‏ توافدت منذ الساعات الأولي من صباح الأمس حشود الجماهير اليمنية وممثلو القبائل علي الميادين والساحات الرئيسية بالعاصمة صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية للمشاركة لتنظيم جمعة الحوار لتأييد النظام‏‏.‏

وجمعة الإصرار للمطالبة بإسقاطه ورحيل الرئيس صالح  ويتجمع مؤيدو الرئيس صالح بميدان السبعين أكبر ساحات العاصمة اليمنية الذي تتجاوز سعته مليون شخص, وتعبر هذه الجماهير عن وقوفها خلف القيادة السياسية, كما تطالب بضرورة تجاوز الأزمة السياسية الراهنة عبر الحوار مع القوي السياسية علي الساحة اليمنية, وللتعبير عن تأييدها للمبادرة الخليجية الداعية لحل الأزمة عبر الحوار بما يحفظ أمن واستقرار ووحدة اليمن, وانتقال السلطة بطريقة آمنة وسلسة.

وفي المقابل توافد الآلاف من اليمنيين علي ساحات المعتصمين المناهضين للنظام( ساحات التغيير والحرية وغيرها) سواء بالعاصمة صنعاء أو المحافظات اليمنية استعدادا لتنظيم مهرجانات خطابية تحت اسم جمعة الإصرار والتي تبدأ فعالياتها عقب صلاة الجمعة.

ويطالب هؤلاء في مسيراتهم الاحتجاجية بإسقاط النظام الحاكم باليمن, الرحيل الفوري للرئيس صالح وأفراد عائلته عن السلطة, والتعبير عن رفض المبادرات التي لا تؤدي إلي تحقيق مطلب الرحيل الفوري لصالح.

وفي خطاب جديد له, أكد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أن الحشود المؤيدة لنظامه بالعاصمة صنعاء والمحافظات اليمنية هي رسالة واضحة للداخل والخارج تعكس رغبة الشعب اليمني في الحفاظ علي الشرعية الدستورية والديمقراطية, ورفض العنف.

وقال صالح- في كلمة له أمام المهرجان الخطابي الذي دعا إليه المؤتمر الشعبي العام بميدان السبعين وسط العاصمة اليمنية- إن هذه الحشود الجماهيرية المليونية في صنعاء والمحافظات اليمنية جاءت لتقول نعم للحوار وللديمقراطية وللشرعية الدستورية وللأمن والاستقرار و لا للفوضي والعنف. ودعا الرئيس اليمني مجددا المعارضة إلي تحكيم ضمائرهم والعودة إلي الحوار الوطني والاتفاق علي كلمة سواء لمصلحة الشعب اليمني.

في الوقت نفسه, طالبت نخبة من علماء وشيوخ وشخصيات اجتماعية يمنية مناهضة لنظام عبد الله صالح بالتنحي الفوري عن الرئاسة وإقالة كافة أقاربه من أجهزة الدولة العسكرية والأمنية.

وحذروا في بيان لهم من أنه في حالة عدم الاستجابة لمطالب الشعب اليمني فإنهم سيتقدمون الاعتصامات والمسيرات في مختلف المحافظات اليمنية, مؤكدين أن ثورة التغيير السلمية في اليمن ستكون صمام أمان للأمن المحلي والإقليمي والدولي وأنها ستعمل مع الأسرة الدولية علي تجفيف منابع الإرهاب أينما وجد.

كما جددوا تأييدهم لما وصفوه بالثورة الشعبية السلمية التي تشهدها اليمن حاليا والوقوف بقوة وصرامة مع مطالبها العادلة والدفاع عنها. وطالبوا في بيانهم- الصادر عن لقائهم الموسع الليلة قبل الماضية بصنعاء برئاسة الشيخ صادق الأحمر- بإعطاء الأولوية لحل القضية الجنوبية في إطار الدولة اليمنية الحديثة الموحدة والمبنية علي أساس المواطنة المتساوية والشراكة الوطنية.