في كمين، أو على إشارة مرور، أو سيارة إطفاء، يقضي رجال الشرطة أعيادهم والمناسبات الهامة.. لا شيء يساوي أن تضحي بتلك اللحظات ولا تقضيها مع أسرتك.. لكن، لا فرار من قرار اتخذوه بأنفسهم حينما اختاروا "الشرطة".

هل فكرت يومًا أن تصبح ضابطًا؟!.. لم تحقق حلمك؟!.. حزنت لذلك؟!.. فكر جيدًا في طبيعة العمل الشرطي، وتخيل نفسك يوم العيد، واقفًا في إشارة مرور، تُشاهد الآباء بصحبة أبناؤهم، بينما حرمتك وظيفتك من ابنك، وحرمته أن يفرح معك.. ستكتشف أنك محظوظ لأنك لست شرطيًا.

عاملون ببعض المهن يُطلق عليهم "المحرومون من إجازة العيد"، أي أن الشرطة ليست وحدها من تدفع تلك الضريبة، لكن ربما الوحيدة التي تُعلن فيها الطوارئ، وتُصبح الأعياد والمناسبات الهامة التي يحصل فيها العاملين بالدولة القطاع الخاص على إجازات، هي نفسها التي تُلغى فيها إجازاتهم مهما كانت الأسباب!.

يروي ضابط شرطة لـ "دوت مصر" عن شعوره في العيد، فيقول: أعمل بمحافظة أسيوط، وأسرتي من سوهاج، منذ 4 سنوات هنا، قضيت عيد واحد فقط مع أسرتي، وهذا العيد أُلغيت إجازتي وكان موعدها قبل العيد بـ 3 أيام، لكن بسبب الطوارئ، تم تأجيلها لصباح العيد، وهو الأمر الذي يجعلني أُغادر الخدمة عقب تأمين صلاة العيد، وسأسافر إلى سوهاج، لأصل في مساء يوم العيد، وهنا تنتهي فرحة العيد لدينا صباحًا.

ويضيف الضابط: أعيش في أسيوط بصحبة زوجتي وأبنائي الصغار.. إذا قضيت العيد في الخدمة، يضطرون لقضائه داخل شقتنا، فلا يمكنهم النزول منها بدوني، هي ضريبة تدفعها أسرنا معنا أيضًا.

ويؤكد: أُحاول في نطاق عملي أن أعمل على حل المشاكل بين المواطنين، والناس هنا يحبونني، وشعوري بأني قدمت شيء يعوضني الكثير.

بينما يقول أمين شرطة يعمل بالقاهرة، أن خدمته أول وثاني أيام عيد الأضحى، ورغم ذلك "الناس مش عاجبها".. مضيفًا "إحنا بنفذ القانون، فطبعًا لما نقبض على شخص بمخدرات، أو هارب من حكم، أكيد مش هيحبنا".

ويستطرد أمين الشرطة: بس في ناس محترمة بتحبنا.

وتُعلن وزارة الداخلية سنويًا حالة الطوارئ قبل الأعياد والمناسبات الهامة، ومن بين أهم تعليماتها لقطاعاتها المختلفة، إلغاء جميع الإجازات، أيًا كان السبب.

وتُعطل إجازات وراحات رجال الشرطة، إذا تزامنت مواعيدها مع تلك الأعياد أو المناسبات.