جمعية «الحمير المصرية»، يأخذها كثيرون على محمل النكات والطرائف، ولكن لا يعى هؤلاء خلفية تأسيس هذه الجمعية التى جذبت العديد من كبار المثقفين وقادة الفكر وقتها أمثال، عباس محمود العقاد وطه حسين، بينما انضمت الفنانة نادية لطفى فيما بعد إلى أن وصل عدد أعضاؤها 30 ألف عضو.
ويرجع تأسيس هذه الجمعية، حينما أنشأ معهد الفنون المسرحية عام 1930 على يد زكى طليمات الممثل والمخرج المسرحى المعروف، وذلك بهدف تمصير فن المسرح.
وتؤكد مجلة "ذاكرة مصر المعاصرة"، أن تأسيس الجمعية، جاء نتيجة ضغوط سلطات الإحتلال الانجليزى التى خشيت عواقب تمصير المسرح، إذ أوعز الاحتلال الى الملك فؤاد أن المعهد يمثل خطرا على حكمه لأنه حينما يتعلم المصريون كتابة المسرح سيخرجون إلى الناس بمسرحيات تشير إلى الفساد، فأصدر الملك قرارا بإغلاق المعهد.
وغلق المعهد ألهم زكى طليمات لتأسيس جمعية "الحمير المصرية"، لما يتميز به الحمار من صبر وطول بال وقوة على التحمل، ويطلق على عضوها لقب "حرحور" أى "الجحش الصغير"، ثم يحصل على رتبة أعلى حسب جهوده، وقد يظل العضو 20 عاما دون أن يحصل على أعلى لقب، وهو "حامل البردعة"، أى الحمار الكبير، وهو اللقب الذى حمله زكى طليمات على اعتباره رئيس الجمعية.
وتميزت رسائل الجمعية بطابع مختلف فى نهايتها، فبدلا من "مع تحياتى" تختم الرسالة بـ "مع نهيكى" و"مزيد من النهيك" و"مع شهيكى".
الجمعية كان لها تأثير كبير فى ذلك الوقت، وهو ما أدى إلى إعادة افتتاح معهد الفنون المسرحية، وقد ساهمت الجمعية فى محو الأمية وتشجير الأحياء وإنشاء الحدائق واستصلاح الأراضى لتمليكها للشباب ورعاية المرضى واهداء المستشفيات أجهزة طبية حديثة.