أثارت دعوة المستشار وليد شرابى، القيادى بما يسمى " المجلس الثورى" التابع لجماعة الإخوان بتركيا، لأنصار الجماعة لتنفيذ العصيان المدنى في كافة محافظات الجمهورية ردود أفعال واسعة واستنكارات من كافة الفئات.

وقال شرابي، في بيان له عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك":"هناك رؤية لدى المجلس الثورى تعد المرحلة التمهيدية للعصيان المدنى، وهناك خطوات عملية لبداية هذه المرحلة".

وعلق عدد من كوادر الجماعة الهاربة للخارج على الدعوة، معلنين ضرورة حصار الوحدات الأمنية على مستوى مصر ومدينة الإنتاج الإعلامى والمطارات وقطع الطرق بين المحافظات واستخدام تجمعات لأفراد موثوق بهم وتوزيع الأدوار عليهم".


ولم يتوقف تحريض الإخوان على مهاجمة المؤسسات فحسب، بل دعت إلى عصيان مدني بالامتناع عن سداد فواتير الكهرباء؛ معلنة أن القوة هي شعار المرحلة، في تحريض صريح جاء على لسان عبد الموجود راجح الدرديري، عضو مجلس الشعب السابق والمتحدث باسم لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة "المنحل".

ولم يتوقف الأمر على الدعوة للعصيان المدني؛ بل ذهبت الجماعة إلى إيجاد تأصيل شرعي للعصيان اعتبرته  "فريضة شرعية"؛ حيث أصدر أكرم كساب الداعية الإخواني تأصيلاً شرعيًّا له، مؤكدًا أن الجهات التي يحق لها الدعوة للعصيان، تتضمن البرلمانيين والأحزاب والجماعات التي وصفها بـ"المخلصة".

الأزهر

وأكد الدكتور عادل محمود المراغي، من علماء الأزهر وإمام مسجد النور بالعباسية سابقا، أن دعوة جماعة الإخوان للعصيان المدني في مصر ومحاصرة مؤسسات الدولة، هي نوع من البلطجة والخروج على القيم والمبادي والأخلاق الإسلامية.

وأضاف المراغي في تصريح خاص لـ"الدستور"،:" بعد استقرار مصر ووقوفها على أرض صلبة بقيادة الرئيس السيسي وضربه بيد من حديد على قوى الإرهاب التي تريد تدمير المنشآت وقطع الطرق تأتي هذه الدعوة لعودة مصر لنقطة الصفر بعد أن قضت الدولة خطوات للنمو الاقتصادي وبذلك تكون الدعوة مخالفة للشرائع والقوانين وهي تعبر عن إفلاس لجأت إليه هذه الجماعة بعد أن احتضرت وماتت".

وأردف،:" لا يقول عاقل فضلًا عن مسلم إن الدعوة لعصيان مدني لها إيجابيات وإنما هي لهدم مصر وظهرت بها عورة الإخوان وانكشفت سوأتهم في أن أهدافهم معلومة بالانقضاض على الوطن واللهث خلف السلطة بأي ثمن كان وبذلك تكون الدعوة حرام شرعًا بإجماع علماء الأمة ونص القرآن الكريم في قول الله :" واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا "، وقول النبي صلى الله عليه وسلم "من أتاكم وأمركم جميع فاضربوا عنقه كائنا من كان".

الإفتاء

ومن جهته أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء أن دعوة ما يسمى "المجلس الثوري" التابع لجماعة الإخوان المسلمين بتركيا لمحاصرة المؤسسات الحيوية في كل محافظة بمثابة محاولة جديدة من الجماعة لتقويض الأمن وإشعال الحرائق ونشر العنف وهدم المؤسسات والهيئات الحكومية والتي تمثل أركان الدولة المصرية ودعائمها.

وأضاف المرصد أن دعوة المجلس الثوري لجماعة الإخوان الإرهابية، أنصاره إلى اتخاذ عدة إجراءات تمهيدية منها تحديد المؤسسات الحيوية على مستوى المركز أو المدينة أو القسم، وأماكنها تمهيدًا لمحاصرتها، ثم تحديد الأفراد والمجموعات المعادية لجماعة الإخوان في نطاق وجوده، وأماكن تجمعهم وقدراتهم على مواجهة الثورة في لحظة فورانها، على حد تعبيرهم.

واعتبر المرصد، أن هذا التحريض ضد مؤسسات الدولة يستهدف إشعال الصراعات والحروب الأهلية بين أبناء الوطن الواحد، تحت دعاوى مغرضة تستهدف جذب الشباب واستدراجهم إلى ممارسة العنف والهجوم على الأفراد والمؤسسات باستخدام مصطلحات "الثورة" و"الفوران الثوري" و"المجلس الثوري" وهي كلها مسميات تخفي خلفها تنظيمات إجرامية ومحاولات لجر المجتمع إلى مربع العنف وإشعال الصراعات والحروب الأهلية التي تعد البيئة المناسبة للجماعات والتنظيمات التكفيرية التي تنتظر الفرصة للعودة إلى الساحة المصرية.

وأضاف المرصد أن الإجراءات التي دعا إليها ما يسمى بـ"المجلس الثوري" من تحديد المراكز الأكثر أهمية في المدن والمحافظات والأفراد الأكثر عداء للجماعة هي إجراءات لا تقوم بها سوى تنظيمات الجريمة المنظمة التي تستهدف النيل من الدول والمؤسسات القوية والمهمة في دولة بعينها لنشر الفوضى والعنف مما يسهل من عمل تلك التنظيمات والجماعات، مما يعني أن تلك التنظيمات الإرهابية في الخارج أضحت تنظيمات تمارس الجريمة المنظمة ولكنها تحت دعاوى سياسية وثورية ودينية تبرر بها تلك الأعمال وتجذب بها الأفراد والجماعات المتطرفة من هنا وهناك.