قال الشيخ أحمد تركي مدير عام مراكز التدريب في وزارة الأوقاف المصرية عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أن فكرة إنشاء جماعات داخل المجتمعات العربية والإسلامية كان بداية لانتشار التطرف لأنها تحول الشاب من انتماءاته وولاءاته المطلقة لله سبحانه وتعالى إلى ولائه المطلق لأميرها أو مرشدها، كما أن المتطرفين لا يفهمون الدين ولا الإسلام بالشكل الصحيح .

جاء ذلك في كلمة ألقاها تركي الليلة الماضية أمام ورشة العمل الإقليمية (نحو استراتيجية عربية شاملة لمحاربة التطرف..التعليم الديني ودوره في محاربة التطرف) التي نظمها مركز القدس للدراسات السياسية في الأردن ومكتبة الإسكندرية وذلك بمشاركة أكثر من 40 شخصية عربية يمثلون كيانات فكرية وتربوية فاعلة في دولهم ومجتمعاتهم.

وقال تركي إن الإسلام بنى المجتمع أفرادا في أمة وليس أفرادا في قطيع ..مشيرا في هذا الصدد إلى تحذير القرآن الكريم من الانتماء لهذه الجماعة، وفرق بين التطرف والإرهاب ،قائلا إن التطرف هو حالة فكرية أو نفسية أو بعد اجتماعي يظهر على الشاب أو الإنسان لكنه لم يدفعه إلى ممارسة جريمة من الجرائم .. أما الإرهاب فهو يدفع الشخص من التطرف إلى ارتكاب الجرائم، مطالبا بضرورة مكافحة الإرهاب بأسلحة الإرهاب نفسه التي يستخدمها في جذب الشباب إليه.

وقال تركي لابد من الأخذ في الاعتبار في التطرف البعد النفسي والاجتماعي للمتطرف ، فنفسية المتطرف الديني هي نفسية المتطرف العرقي أو السياسي فمثلا أسامه بن لادن هو متطرف ديني وجورج دبليو بوش متطرف سياسي أساسه ديني ، ودورنا نحن هو المساهمة في تحصين الشباب حتى لا يقعوا في هذه الفخاخ .

ولفت إلى أن الإرهاب بات أكثر سرعة في الوصول إلى الشباب من المؤسسات الدينية وهو ما يتطلب أن يكون الخطاب الديني متناغما مع ثقافة ومداخل الشباب الفكرية حيث إن مداخلهم الفكرية اختلفت عن القرن الماضي وعن السنوات العشر الماضية .. كما أن التعليم الديني الحالي أصبح بحاجة إلى تطوير.

وأوضح تركي أن الخطاب الديني في الأصل هو خطاب ثقافي وفيه مراعاة لمقاصد الشريعة ومراعاة للواقع، مؤكدا أن الإسلام والشريعة هما بمثابة صيدلية كبيرة بها أدوية لكل الأمراض الاجتماعية وهي صالحة لكل زمان غير أن لكل عصر الدواء المناسب له وإذا ما أتينا بدواء غير مناسب ستحدث المشكلة وهذه هي الثقافة.

ودعا إلى ضرورة أن يكون هناك مشروع حضاري لتقديم الإسلام بشكل يتناغم مع وسائل العصر وتنقية التراث ومراجعته مع الإبقاء على ثوابت الاسلام وإخراج منهج جديد للتراث الإسلامي يواجه مشكلات الشباب الفكرية بكل شجاعة وأن يكون هذا المشروع فيه جانب روحي عن الإسلام والسلوك الموجود في القرأن والسنة.

وحول ما تقوم به عصابة (داعش) الإرهابية من أعمال ذبح وقتل باسم الدين..قال تركي إنه لا يوجد ذبح في السنة أو في القرأن الكريم كما أن الله عز وجل لم يقل اقتلوا في سبيل وإنما قال فقاتلوا في سبيل ولكن الإرهابيين يقتلون ويذبحون خلافا للدين .