فى ساعة مبكرة من صباح كل يوم، تدق أجراس التنبيه كى تستيقظ هى قبل جميع النيام بالمنزل، تتحمل وحدها مسئولية إيقاظهم، تتجه سريعًا لغرفة أبنائها لإيقاظهم وتجهيزهم للمدرسة، ثم تتجه ثانية إلى مطبخها لإعداد وجبة الإفطار، تتذكر أنها أغفلت زوجها وتدرك أنه قد تأخر عن عمله فتذهب مسرعة لتوقظه وتعود مرة أخرى لإعداد مائدة الإفطار فى عجل، ترتدى ملابسها وتبدأ معاناة يومها بالعمل بداية من معاناة المواصلات ثم مضايقات العمل، حتى تعود مرة أخرى إلى منزلها مهرولة، لتبدأ رحلة جديدة بين المطبخ، وعودة الأبناء من المدرسة، ثم دوامة أخرى مع الواجبات المدرسية، ثم استقبال زوجها، ثم النوم فرحلة أخرى طبق الأصل من الأولى فى صباح اليوم التالى.

هكذا، وبدون مبالغة تعيش الست المصرية التى اختارت الزواج والعمل معًا، مجهود شاق لا يحتمله الرجال هى رحلة حياتها اليومية ما بين مهام المنزل، ثم العمل، والروتين الذى يعيد نفسه يومًا تلو الأخر، ولهذه الأسباب وغيرها تفكر كل امرأة عاملة لديها أسرة صغيرة فى ترك العمل، والتخلى عن أحلام النجاح لتلبية احتياجات الأسرة التى لا يساعدها فيها زوجها، وكأنما خلقها الله "للعمل فقط".

وتتعدد الأسباب ما بين، التوتر والضغط العصبى، الإرهاق، وعدم تحمل المسئولية من الطرف الآخر، وهناك عدة أسباب رئيسية قد تشعر بها كل امرأة تعمل وتدفعها لاتخاذ هذا القرار..

1- فقدان الراحة والاستقرار

على الرغم من إيجابية خروج المرأة المتزوجة للعمل، إلا أن ذلك يؤثر بشكل كبير على حياتها الزوجية، لأنهم تكون بنسبة كبيرة غير مستقرة وتفقد الراحة، نظرًا للمجهود الذى تبذله طيلة اليوم منذ الصباح الباكر وحتى نهاية اليوم.

2- إهمال الأطفال

طبيعة عمل المرأة تجعلها تترك منزلها لأكثر من 8 ساعات، وذلك الوقت بالتأكيد له تأثير على أطفالها خاصة إذا كانوا تحت سن 6 سنوات وغير ملتحقين بمدارس، فالبعض يرى أن الوقت الذى تقضيه المرأة فى عملها، ينتقص من حقوق طفلها واهتمامها به وتربيته.

3- غيرة الزوج

فى أحيان كثيرة يكون نجاح المرأة فى عملها، له تأثير سلبى على علاقتها بزوجها، فبعض الأزواج لا يتقبلون فكرة عمل زوجاتهم واحتكاكها بالآخرين والاندماج بشكل كبير فى المجتمع وتفاصيله، ما قد يؤدى أحيانًا إلى الغيرة ويكون بداية لمشكلات عديدة بين المرأة وزوجها الذى دائمًا يرى عمل زوجته جاء على حساب راحته .

4- المسئولية المزدوجة

المرأة العاملة فى الأساس ربة منزل وأم، ولديها مسئوليات أخرى داخل المنزل مجبرة على القيام بها، وهى المسئولية التى تتحملها أى فتاة تقبل على الزواج، ولكن حين تقرر العمل فهى بذلك تضاعف مسئوليتها على حساب راحتها مقابل تحقيق هدفها.

5- وسائل التنقل

من أبرز ما تعانيه المرأة العاملة فى مشوارها اليومى، طريقتها فى الوصول لعملها ووسائل التنقل على مدار اليوم، فلم تخلو أى وسيلة مواصلات من التحرش سواء لفظى أو جسدى أو حتى معاكسات، ونظرات تخترق كل جسدها، وهو ما يدفعها للتخلص من تلك السلوكيات وتترك عملها.

6- مضايقات فى العمل

كثيرًا ما تتعرض المرأة إلى مضايقات فى العمل تصل لحد التحرش، وذلك فى ظل انحدار القيم والأخلاق لدى قطاع كبير فى المجتمع، ولا يرون المرأة إلا أداة للجنس فقط.

7- انعزالها عن الأهل والأصدقاء

يتسبب عمل المرأة فى انعزالها بشكل كبير عن أهلها وأصدقائها، فهى لديها مسئولية مزدوجة قد لا يكفيها لإتمامها 24 ساعة فى اليوم، ما يجعلها تلقائيًا ومن دون أن تشعر أصبحت تدور فى دائرة منعزلة عن أقاربها.

8- المقابل المادى

أكثر ما يدفع المرأة لترك عملها، المقابل المادى، فأحيانًا تجد المرأة أن ما تقتضيه لا يقارن بكمية المجهود الذى تقوم به خلال دورة حياتها اليومية، ومن هنا تبدأ التفكير فى أن ذلك المقابل لا قيمة له فى حين إنها تترك منزلها وزوجها وأبنائها يوميًا وتجور على حقوقهم مقابل عملها، فتفكر جديا فى تركه.

9- العنصرية

وتتمثل فى معاملة المرأة بشكل غير مماثل مع زملائها فى العمل وبصورة غير متكافئة، فأحيانا يتحيز المديرين للرجال أكثر فى تطبيق بعض المهام الوظيفية رغم قدرة المرأة على القيام بها.

10- النميمة ومحاولات تشويه السمعة

كثرة الحديث عن هذا وذاك فى مجال العمل صفة أساسية تتواجد فى معظم أماكن العمل، وذلك لملء أوقات الفراغ أو من باب التسلية وأحياناً من باب الغيرة أو خلافات تحدث فى بيئة العمل فيزيد التحدث هنا وهناك، وقد يصل الأمر إلى محاولات تشويه السمعة، فالبعض يستغل قدراته فى الإيقاع بزميل له، وهو الأمر الأكثر خطورة على المرأة مما يدفعها للخروج من تلك الدائرة.