تحليل يكتبه عبد الوهاب الجندي
يبدو أن مصير تنظيم داعش وإرهابه، يقترب من النهاية، البداية فى مصر، فكل يوم يعلن الجيش المصري، سحق عناصر مسلحة مناصرة لجماعة " أنصار بيت المقدس الداعشي"، فى مدينتى رفح والعريش بمحافظة شمال سيناء... الأيام القليلة الماضية أعلنت القوات المسلحة المصرية مقتل زعيم الجماعة المدعو أبو دعاء الأنصاري، بصحبة أكثر من 45 عنصرًا آخرين من التنظيم وتدمير عدة مخازن للأسلحة، خلال ضربات استباقية قامت بها عناصر القوات المسلحة بالتنسيق مع القوات الجوية.
ومن المعروف بين التنظيمات الإرهابية استخدام الأسماء الحركية، حيث أن "أبو دعاء الأنصاري" ليس اسمه الحقيقى كما هو مُعلن، لكنه غير اسمه بعد انضمامه لتنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابي.
ومنذ أن أعلنت القوات العراقية إخراج داعش، بشكل كامل من مدينة الفلوجة الشهر الماضي، توالت الهزائم والخسائر فى كل أماكن ينتشر فيها التنظيم، ففى سوريا بات محاصرًا من قبل قوات "سوريا الديمقراطية" التى تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية، بمدينة منبج المدخل الأساسى لمدينة الرقة التى تعتبر العاصمة الأولى للتنظيم المتطرف.
ويستعد الجيش العراقى بمشاركة عناصر الحشد الشعبي، لمعاركة تحرير مدينة الموصل، التى أصبح التنظيم فيها ضعيف للغاية نظرًا للتنسيق العسكري، والاستخباراتى بين القوات العراقية وقوات التحالف الدولى التى تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.
كذلك فى سوريا، التنظيم أصبح منهارًا أمام قوات سوريا الديمقراطية، التى مازالت تحاصره فى مدينة مبنج السورية، بمساعدة طائرات وغارات التحالف الدولي، كذلك أصبح منهارًا أمام غارات الطيران الروسى و قصف القوات السورية.
فلم يبقى أمام داعش إلا العمليات الانتحارية والسيارات المفخخة ولجوءه إلى طريقة الذائب المنفردة، كما يحدث فى أوروبا وما حدث فى أمريكا مثل عملية أورلاندو التى راح ضحيتها ما يقرب من 55 قتيلا.
وفى ليبيا اعترف التنظيم، بهزيمته فى البلاد، قائلاً: "الكل تكالب على حرب الدولة الإسلامية... لكن جنود الخلافة سوف يعودون إلى المناطق التى اخرجوا منها بقوة"،وتوعد التنظيم، بشن مزيد من الهجمات الإرهابية فى مدينة سرت و المناطق التى ينتشر فيها واستعادة السيطرة عليها مرة آخرى و"العودة بقوة والتمدد فى البلاد". وهذا يؤكد خسائره الفاضحة و حسرته على ما فقده من أراضى ومساحات فى مدينة سرت التى تعتبر عاصمته فى ليبيا.
وطالب التنظيم المتطرف، عناصره فى ليبيا بــ "الثبات والدعاء لتحقيق النصر أو الشهادة"... كل ذلك يؤكد أن التنظيم منهزمًا فى المناطق التى ينتشر فيها.
وتشن قوات الجيش الليبي، حرباً ضد التنظيم وعناصره المنتشرة فى مدينة سرت الواقعة فى منتصف الساحل الليبى بين طرابلس وبنغازي.
كذلك تقصف الولايات المتحدة الأمريكية، مواقع التنظيم بغارات جوية بعد طلب حكومة الوفاق الليبية التدخل الأمريكية، ضد داعش.
وفى نيجيريا أعلن زعيم جماعة بوكو حرام، أبو بكر الشكوي، تمرده المباشر على زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي، حيث نشب خلاف بينهم بعد أعلن البغدادى تعين شخص يدعى مصعب البرناوى أميرًا للتنظيم فيما يسمونه بـ "ولاية غرب أفريقيا"،ووجه "الشكوي" رسالة عتاب لـ "البغدادي"، خلال كلمة صوتيه له كفر فيها "البرناوي" لأنه لم يبدى له الاحترام خلال حوار أجراه التنظيم مع "البرناوي" فى وقت سابق.
وقال زعيم تنظيم بوكو حرام، إن البرناوى لم يبدى الاحترام لكبرائه ولذلك فهو كافر، مطالبا زعيم تنظيم داعش بتوضيح حقيقة تولية "البرناوي"،وأضاف "الشكوي" موجهًا حديثة لزعيم تنظيم داعش: لقد أرسلت لكم أكثر من رسالة بتوضيح حقيقة البرناوى ومن معه لكنكم لم تردوا الجواب".
ولاء وبيعة عناصر بوكو حرام بقيادات أبو بكر الشكوى لزعيم تنظيم داعش العام الماضي، هناك شكوك كبيرة حولها... هذه الشكوك منها: أن الكثير من عناصر التنظيم يميلون لتنظيم القاعدة وقيادة زعيمها السابق أسامة بن لادن - التقارب بين بيئة "بوكو حرام" وحركة الشباب فى الصومال ومالى التابعة للقاعدة – رسائل أبو بكر الشكوى لـ"البغدادي" وتكفيره لـ "البرناوي" الذى أصبحًا وليًا بأمر زعيم داعش دون تنسيق مع الزعيم السابق ، وإعلانه تمرده على "البغدادي".
مما سبق يتضح أن داعش فقد قوته الكاملة فى سوريا والعراق وهزم فى ليبيا و تقريبًا لا وجود لها فى مصر ، وتصدعت فكرته فى أفريقيا بإعلان تمرد "الشكوي" على "البغدادي".