قالت صحيفة العرب اللندنية، إن الخلافات المتصاعدة بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، استدعت الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى عقد لقاء مفاجئ مع أحمد الطيب شيخ الأزهر أمس، في محاولة منه لتهدئة الأجواء بين المؤسستين الدينيتين الأكبر في مصر.

 

ورغم عدم إشارة الرئاسة المصرية إلى تطرق اللقاء للخلافات الدائرة بين الطرفين، إلا أن مصادر مقربة من شيخ الأزهر، قالت لـ”العرب”، إن السيسي طالب بوقف التراشق بين الأزهر والأوقاف، حيث شعر أن الخلافات بين المؤسستين حول خطبة الجمعة المكتوبة قد يضر بدور الأزهر ونشر الصورة الصحيحة عن الإسلام، وتعطيل تجديد الخطاب الديني المتأزم بالأساس.

 

وقالت المصادر إن الرئيس المصري غير راض عن خطوات الأزهر لتجديد الخطاب الديني، وعبر عن ذلك صراحة لشيخ الأزهر في لقاء أمس، وهو ما دفع الطيب إلى عقد اجتماع موسع مع قيادات الأزهر بعد خروجه من لقاء السيسي، لاتخاذ خطوات سريعة تظهر نتائجها بصورة ملموسة قريبا.

 

وأعلنت مشيخة الأزهر اعتراضها أواخر الشهر الماضي على قرار وزارة الأوقاف القاضي بأن تكون خطبة الجمعة موحدة وتقرأ من ورقة، مع التزام تام بنصها.

 

وقال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باِسم الرئاسة المصرية في بيان أمس إن اللقاء تناول نتائج الجولات الخارجية التي قام بها شيخ الأزهر خلال الفترة الأخيرة إلى عدد من الدول الآسيوية والأوروبية والأفريقية، لافتا إلى أن الرئيس السيسي أكد دعم الدولة المصرية الكامل والمتواصل لمؤسسة الأزهر الشريف.

 

ويسعى السيسي إلى إنهاء الخلاف الدائر بين مؤسستي الأزهر والأوقاف دون أن تخسر الدولة أي من قيادات المؤسستين، إذ يعد وزير الأوقاف مختار جمعة مناسبا لتوجهاتها في التعامل مع ملف الإخوان والجماعات الإسلامية المتشددة، وهو توجه يرتبط بإقصاء كل من له علاقة بها ومواجهته بطريقة مباشرة. وأكدت المصادر أن موقف المؤسسات الرسمية مؤيد ضمنيا لوزير الأوقاف في قضية الخطبة المكتوبة.

 

كما يعتقد السيسي أن الخلاف قد تكون له تبعات على دور الأزهر العالمي في تصحيح صورة الإسلام، ومن ثم يصعب الضغط عليه للموافقة على إقرار الخطبة المكتوبة.

 

وما يزيد الأمور تعقيدا بين المؤسستين أن هناك التباسا في الاختصاصات، فوفقا للدستور يتولى الأزهر مسؤولية الدعوة، لكن على الأرض يكون منوطا بوزارة الأوقاف تعيين وتوزيع الأئمة وإملاء ما يجب قوله.