نماذج مصرية ناجحة حلقت في سماء العلم والفن والسياسة والعسكرية، ظلت تتنقل من بلد لآخر تبهره بمواهب فذة وطموحات تناطح السحاب، بعدما أن بدا الوطن للحظات طاردًا للعلماء والمفكرين إما لقلة الاهتمام وضعف الإمكانات والموارد الموجهة للبحث العلمي.
"زويل"
عالم كبير حائز على جائزة نوبل في الكيمياء لسنة 1999 لأبحاثه في مجال كيمياء الفيمتو، له إسهامات علمية عديدة في مجال الكيمياء، حيث ابتكر نظام تصوير سريع للغاية يعمل باستخدام الليزر له القدرة على رصد حركة الجزيئات في الفمتوثانية، وهو جزء من مليون مليار جزء من الثانية.

تلقى تعليمه الجامعي في كلية العلوم بالإسكندرية حصل على بكالوريوس العلوم بامتياز مع مرتبة الشرف عام 1967 في الكيمياء، وعمل معيداً بالكلية ثم حصل على درجة الماجستير عن بحث في علم الضوء.

سافر إلى الولايات المتحدة في منحة دراسية وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة بنسلفانيا في علوم الليزر، ثم عمل باحثاً في جامعة كاليفورنيا، ثم انتقل للعمل في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (كالتك) منذ 1976، وهي من أكبر الجامعات العلمية في أمريكا.
حصل في 1982 على الجنسية الأمريكية، ثم أخذ يتدرج في المناصب العلمية الدراسية داخل جامعة كالتك إلى أن أصبح أستاذاً رئيسياً لعلم الكيمياء بها، لكنه لم يبخل بعلمه عن وطنه، حيث ساهم في تأسيس مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا لتطوير العلم والتعليم في مصر وسميت باسمه وذلك بعد حصوله على موافقة من رئيس الوزراء عصام شرف.

كان نبأ وفاته ليل أمس الثلاثاء صدمة كبيرة للمصريين كافة، حيث أعلن التلفزيون المصري وفاة أحمد زويل في الولايات المتحدة الأمريكية، بعد صراع مع المرض، عن عمر ناهز السبعين عامًا.

وكشف شريف فؤاد المستشار الإعلامي لأحمد زويل عن قيام الأخير باستخراج بطاقة الرقم القومي، وشراء بيت ومقبرة في مصر منذ 6 أشهر فقط قبل وفاته، لتنفيذ وصيته بدفن جثمانه في بلده الأم.

"عمر الشريف"

سطر الفنان عمر الشريف فصلا مشرفا في تاريخ الفن العالمي، علي مدار رحلته الفنية التي انطلقت من مصر ثم سرعان ما ذاع صيته في الخارج، بعد أن نجح في انتزاع أدوار محوريه في السينما الأمريكية، حفر بها اسمه بحروف من نور، حتى نال ثلاث جوائز غولدن غلوب وجائزة سيزر.

لكن بعد أن طعن في العمر أعاده الحنين إلي أرض الوطن، حتى وفاته المنية في 10 يوليو قبل الماضي، عن عمر يناهز الـ83 عامًا، ليواري الجثمان الثري بمقابر السيدة نفيسة عقب صلاة الجنازة عليه في مسجد المشير طنطاوي بالتجمع الخامس.

"الفريق الشاذلي"

أحد قادة حرب أكتوبر، شغل منصب رئيس هيئة أركان القوات المسلحة إبان حرب السادس من أكتوبر عام 1973، يوصف بأنه الرأس المدبر للهجوم المصري الناجح على خط الدفاع الإسرائيلي بارليف في حرب أكتوبر عام 1973.. إنه الفريق سعد الدين الشاذلي.

عاش الشاذلي 12 عاما من حكم مبارك في الجزائر منفيًا حتى قرر العودة في 1994 وتم حبسه وتجريده من كافة نياشينه والأوسمة التي حصل عليها وتم الإفراج بعد عام واحد من حبسه.

وقضي بمصر أيامه الأخيرة يصارع المرض حتى توفي في 10 فبراير 2011 بالمركز الطبي العالمي التابع للقوات المسلحة، عن عمر بلغ 89 عامًا.

"أشرف مروان"

رجل أعمال وهو زوج ابنة الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر وهى منى جمال عبد الناصر، عمل جاسوسا لصالح المخابرات المصرية لسنوات، شغل بعدها منصب مدير مكتب الرئيس الراحل أنور السادات.

قضي السنوات الأخيرة من حياته في العاصمة البريطانية لندن، بعد أن حاصرته الاتهامات بالعمالة المزدوجة لمصر وإسرائيل في الوقت ذاته، حتى توفي في لندن عن عمر ناهز 62 عاما بعد سقوطه من شرفة منزله بالعاصمة البريطانية، في يونيو 2006.

وشيع الجثمان في جنازة رسمية حضرها مندوب عن الرئيس المصري حسني مبارك وعدد كبير من رجال السياسة والإعلام يتقدمهم جمال مبارك، ودفن الجثمان ملفوفا في علم مصر في مقابر الأسرة بالقاهرة.

"سميرة موسى"

هي أول عالمة ذرة مصرية ولقبت باسم مس كوري الشرق، وهي أول معيدة في كلية العلوم بجامعة فؤاد الأول، جامعة القاهرة حاليا، قضت حياتها تتنقل بين بريطانيا ثم إلى أمريكا لتدرس في جامعة "أوكردج" بولاية تنيسي الأمريكية، لاستكمال مسيرتها العلمية.

استجابت الدكتورة سميرة إلي دعوة للسفر إلي أمريكا في عام 1952، أتيحت لها فرصة إجراء بحوث في معامل جامعة سانت لويس بولاية ميسوري الأمريكية، تلقت عروضاً لكي تبقي في أمريكا لكنها رفضت وقبل عودتها بأيام استجابت لدعوة لزيارة معامل نووية في ضواحي كاليفورنيا في 15 أغسطس، وفي طريق كاليفورنيا الوعر المرتفع ظهرت سيارة نقل فجأة؛ لتصطدم بسيارتها بقوة وتلقي بها في وادي عميق.

"يحيى المشد"

عالم ذرة مصري وأستاذ جامعي، تخرج في كلية الهندسة جامعة الإسكندرية، ثم أخذ يتردد بين العواصم الأوروبية، لنيل درجتي الماجستير والدكتوراه، وإجراء الأبحاث المختلفة في مجال الطاقة النووية.

وفي ستينات القرن الماضي انضم إلى الهيئة النووية المصرية، بعد حرب يونيو 1967 تم تجميد البرنامج النووي المصري، ما أدى إلى إيقاف الأبحاث في المجال النووي، وذهابه إلى العراق ليبدع في أبحاثة في الذرة.
انتقل بعدها إلى فرنسا عقب توقيع صدام حسين في 18 نوفمبر 1975 اتفاقية التعاون النووي مع فرنسا، ليعثر عليه في 13 يونيه عام 1980 جثة هامدة مهشمة الرأس داخل حجرته بفندق الميريديان بباريس وقد أغلق التحقيق الذي قامت به الشرطة الفرنسية على أن الفاعل مجهول.