تحل اليوم ذكرى ميلاد واحدة من جميلات السينما المصرية، وهى الفنانة مديحة كامل، والتي قال عنها خبراء التجميل والمكياج إنها صاحبة وجه جميل وتمتلك جميع المقاييس العالمية، ووصفت عيونها بالحزينة التي لا تنام.
تألقت مديحة ولمع نجمها واستطاعت خلال مشوارها الفنى أن تفوز بعدد كبير من البطولات المطلقة، وأصبحت نجمة لها اسمها وسط كبار النجوم، واشتهرت بأدوار الإغراء، وساعدها على النجاح موهبتها وجمالها وإصرارها على النجاح، وفى حياتها الشخصية كانت لها ابنة وحيدة تعتبر السبب الأساسى في تحول كبير حدث في حياة مديحة، ودفعها للاعتزال والابتعاد عن الأضواء وارتداء الحجاب، نتعرف على قصتها مع ابنتها وأسباب اعتزالها.
التقت مديحة مصادفة بالمخرج أحمد ضياء الدين، ورأى فيها وجهًا جميلًا يصلح للتمثيل، فعرض عليها المشاركة في أحد أفلامه، لكن أهلها رفضوا دخولها مجال التمثيل وفي الفترة نفسها، تقدم رجل الأعمال محمود الريس لخطبتها وكان يكبرها كثيرا، وعندما عرض الأمر عليها لم توافق إلا عندما علمت أنه سيوافق على عملها بالفن وفي عام 1963 أنجبت ابنتها الوحيدة ميريهان.
تقول ابنتها إنها عندما كانت في سن صغيرة تربت في بيت خالتها بالإسكندرية، لأن والدتها لم يكن لديها الوقت لكي تعيش معها، وعندما أكملت الابنة 12 عام قررت مديحة أن تأخذها إلى منزلها الخاص في المهندسين.
قالت ابنتها إنه في أحد الأيام عادت مديحة من هولندا، حيث كانت تصور فيلما هناك، وكانت في حالة نفسية سيئة بعدما قابلها أحد أقربائها هناك، وقال لها إنه لم يصافحها لأنها تثير الغرائز بأفلامها، وقال لها أيضا "احذري أن ينصب غضب السماء على ابنتك لتكتوي أنت بنارها".
فوجئت مديحة بإصابتها بسرطان في الثدي، وأجرت جراحة ناجحة في لندن لاستئصال الورم، وطلبت من ابنتها أن تدعو لها ووعدتها قبل دخولها غرفة العمليات أنها ستقلع عن التدخين والسهر إذا شفاها الله، لكن سرعان ما عادت إلى حياتها الأولى، مما أزعج ابنتها.
قررت مديحة بعد ذلك الاعتزال وارتداء الحجاب عام 1992 أثناء تصويرها فيلم "بوابة إبليس"، وجاء هذا القرار بعد رؤيتها لشخص في المنام يتقدم إليها ويلبسها رداء أبيض فضفاضا وينظر إليها بحنان ويهمس لها "لقد آن الأوان يا مديحة"، بحسب تصريحات ابنتها. 
ولم تكن الرؤية هي السبب الوحيد وراء قرار توبة مديحة، وتروي ابنتها "ميرهان" قصة توبة والدتها؛ فتقول: "على الرغم من أن أمي كانت تلاطفني وتداعبني في فترات وجودها القليلة بالمنزل إلا أنني كنت أشعر بين أحضانها أنني بين أحضان امرأة غريبة عني، حتى رائحتها كانت مزيجا من رائحة العطور والسجائر والخمر".
تحكي الابنة عن ثورتها على أمها بعد أن رأت آخر آفلام أمها الذي حوى قدرًا كبيرًا من مشاهد الشذوذ الجنسي، فذهبت لتصلي في أحد المساجد وتدعو الله، وأحست أن الله استجاب دعاءها وعندما عادت إلى منزل أمها أحست أن أمها قد تغيرت، ثم دعتها الابنة لمجلس علم في منزل إحدى الفنانات المعتزلات.
وذكرت أن والدتها عندما حضرت معها مجلس العلم واستمعت لقراءة القرآن، ظلت تبكي بشدة، وقالت مديحة "عندما بدأت رحلتى مع الفن كنت أبعد ما أكون عن الله، لم يكن يشدنى إلى الحياة سوى المال والشهرة وقصص الحب، ومع الأيام زادت نجوميتى لكنى كنت أشعر وأنا في قمة المجد بأنى أيضا في قمة الوحل، وكم وقفت أمام المرآة وأنا في أبهى زينة ثم تمنيت أن أبصق على وجهى".
لم تظهر بعد اعتزالها الفن إلا في مقابلة في برنامج "حوار صريح جدا" عام 1995، لكن تم منع عرض الحلقة لهجومها على الوسط الفني، وتوفيت في 13 يناير 1997، وهي صائمة بعد صلاة الفجر، وكانت ممسكة بالمصحف في اليوم الرابع رمضان في منزلها.