"كان زمان" لازمة في لسان التجار تعقب الارتفاع الجنوني لأسعار السلع حيث أن كلمة كان زمان في عصرنا الحالي قد تعنى من شهرين أوشهر أو حتى أسبوع حيث أن عصر السرعة الذى نعيشه جعل الزمن يمر أسرع من الوقت نفسه.   ولكن إذا رجعنا للمدلول الحقيقي لكلمة "كان زمان" سنجد حقائق مرعبة خصوصاً في المجال الأقتصادي فمثلاً في  الوقت الذي نشهد فيه تدهور قيمة الجنيه المستمرة أمام الدولار نجد أنه "كان زمان" الدولار لا تتعدى قيمته 25 قرشاً.   بالفعل كان هذا واقع الاقتصاد المصري في عام 1947، عندما عرض لأول مرة فيلم "غني حرب"، بطولة كمال الشناوي، ليلى فوزي، بشارة واكيم، فتحية شاهين، عزيز عثمان، فرج النحاس، وهو فيلم تدور أحداثه بعد أن انتهت الحرب العالمية الثانية، عندما يصيب الثراء بعض التجار المستغلين الذين راحوا يقومون بتخزين البضائع، ولجأوا إلى رشوة موظفي الحكومة من أجل الحصول على السلع وبيعها بأسعار عالية.   ويوثق الفيلم في أحد مشاهده التى قد تمر مرور الكرام على المشاهد واقع الاقتصاد المصري في هذه الحقبة الزمنية التى ليست ببعيدة، ويعكس مدى التدهور الذى وصلنا له في عصرنا الحالي حيث يدور حوار بين كمال الشناوي وبشارة واكيم، يشير فيه الأول إلى امتلاكه عيادة يكسب من ورائها بين 4 أو5 جنيهات يوميًّا، بينما يُعقّب الثاني قائلًا: "يا سلام.. أربعة خمسة جنيه حتة واحدة، يعني 20 دولار، يعني 100 شلن" وهو ما يوضح أن قيمة الدولار كانت لا تتعدى 25 قرشاً.