انتقدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بناء مصر للجدار الفولاذي على حدودها الشرقية مع قطاع غزة، في وقت أيّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس  الإجراءات التي تقوم بها مصر، واعتبر أن الأمر يتعلق بسيادتها.

وقال المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم إن غزة لا تشكل خطرا على مصر، مشيرا إلى أن الجدار الفولاذي يقام بإشراف وتمويل أميركييْن.

وبدورها دعت الحكومة الفلسطينية المقالة السلطات المصرية إلى عدم اتخاذ أي إجراءات من شأنها زيادة الحصار، وقالت إنها تتابع بقلق المعلومات التي ترد بشأن إقامة جدار أرضي على حدود قطاع غزة مع مصر.

ولفت الناطق باسم الحكومة المقالة طاهر النونو إلى عزم حكومته إجراء اتصالات رسمية بالقيادة المصرية لمعرفة ما يجري في إطار التحرك الدبلوماسي بخصوص هذه القضية.

ورغم أن النونو شدد على سيادة مصر على أراضيها، فإنه قال "نتطلع إلى عدم اتخاذ أي إجراءات من شأنها زيادة الحصار على أبناء شعبنا، بل نتطلع إلى إجراءات لإنهاء هذا الحصار".

وأضاف أن قطاع غزة والشعب الفلسطيني بأكمله لم يكن في أي يوم من الأيام ولن يكون يشكل خطرا على الأمن القومي المصري، واعتبر أن "العدو الحقيقي والمهدد للأمن لنا ولمصر الشقيقة هو العدو الصهيوني الذي يهدد أمن المنطقة برمتها ويحاول العبث فيه وزرع التوترات هنا وهناك". 

موقف عباس

وفي المقابل أيّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس إجراءات مصر على حدودها الشرقية مع قطاع غزة، وقال لصحيفة الأهرام القاهرية إن هذا الأمر يتعلق بسيادة مصر على أراضيها.

واتهم عباس بعض الأطراف بمحاولة نصب فخ للقيادة المصرية بهدف صرف الأنظار عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع واتخاذ معبر رفح سببا للهجوم على القاهرة. 

وكان عباس يرد على سؤال حول ما نشر من تقارير تفيد بأن السلطات المصرية تبني سياجا معدنيا بطول 10 كيلومترات وعمق 30 مترا تحت سطح الأرض لمنع التهريب عبر الأنفاق إلى قطاع غزة الذي يواجه حصارا إسرائيليا منذ عامين ونصف عام.

وفي السياق ذاته، أجرى وزير الداخلية في الحكومة الفلسطينية المقالة فتحي حماد مساء السبت اتصالاً هاتفيا مع مسؤولين مصريين أكد خلاله حرص حكومته على الأمن المصري، وأن أمن مصر واستقرارها من أمن الفلسطينيين واستقرارهم.

وقال الناطق باسم الداخلية إيهاب الغصين في بيان صحفي إن حماد شدد خلال الاتصال على أن وزارته تعمل على السيطرة على ما يقوم به مواطنون من إطلاق النار على الحدود الفلسطينية المصرية.

وكانت أنباء تحدثت عن قيام مسلحين فلسطينيين بإطلاق النار أربع مرات خلال أسبوع على الآليات المصرية التي تقوم ببناء الجدار الفولاذي بين غزة ومصر.

وفي هذا الإطار قال مصدر أمني مصري إن مصر تعزز الإجراءات الأمنية على حدودها مع غزة بعد تعرض معدات حفر لإطلاق النار من الجانب الفلسطيني لثلاثة أيام.

وقال المصدر إن مصر نشرت نحو 200 شرطي وكثفت دوريات العربات المدرعة على طول الحدود وفي مناطق يجري فيها الحفر.

إرجاء اجتماع

وفي قطاع غزة، أعلن المتحدث باسم حركة حماس أيمن طه أن رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية أرجأ اجتماعا مع فصائل فلسطينية كان مقررا في مدينة غزة الأحد لبحث الأوضاع الداخلية واستمرار الحصار وسبل التوصل لمصالحة وطنية والتجاذب السياسي مع السلطة الفلسطينية في رام الله.

وقال طه إنه تم إرجاء الاجتماع لظرف طارئ، من دون أن يوضح طبيعة هذا الظرف.

في هذه الأثناء، نفى مصدر مصري أن تكون زيارة مدير المخابرات اللواء عمر سليمان لإسرائيل الأحد مرتبطة بصفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، قائلا إنها تتعلق بقضايا ثنائية تخص الجانبين.