حذَّر مرصد الإسلاموفوبيا التابع لدار الإفتاء المصرية من استغلال اليمين المتطرف في أوروبا لحوادث القتل التي جرت مؤخرًا في ألمانيا، وذلك ليزيد من حملات الكراهية ضد الإسلام والمسلمين واللاجئين ليحقق مكاسب سياسية في سباقه نحو السلطة.

وأوضح المرصد، في بيان له اليوم، أن ألمانيا شهدت مؤخرًا سلسلة من خلال أربع حوادث كان آخرها مقتل سوري فجّر مطعمًا بمدينة أنسباخ بولاية بافاريا (جنوبي ألمانيا) وإصابة 12 آخرين، ولم تستبعد السلطات أن يكون التفجير هجومًا إرهابيًّا.

وأضاف المرصد أن اليمين المتطرف في ألمانيا- وبخاصة حركة بيجيدا المعادية للإسلام وحزب البديل من أجل ألمانيا - سيستغل تلك الحوادث في تأجيج مشاعر العداء ضد المسلمين واللاجئين في ألمانيا، رغم أنه لم يثبت حتى الآن وجود دوافع دينية سياسية خلف هذه الحوادث سوى في حادثة فورتسبرج، ورغم أن معظم القتلى في هذه الحوادث من المسلمين، حيث إن ثمانية قتلى من بين تسعة في حادثة المركز التجاري مسلمون.

وكان المرصد قد حذر، في تقرير سابق له، من تزايد شعبية حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، الذي أظهر استطلاعا للرأي أن 60% من سكان ألمانيا يوافقون على تصريحاته المعادية للإسلام من أنه لا مكان للإسلام في ألمانيا .

كما اعتمد الحزب برنامجه السياسي المعادي للإسلام في مؤتمره العام الأخير حيث أعلن فيه أن الإسلام لا ينتمي إلى ألمانيا ، ومن بين الخطوات التي يرغب الحزب في اتخاذها منع بناء المساجد، وقد حاول تنفيذ ذلك بالفعل.

كما حذر المرصد، في بيان سابق له، من اتساع أنشطة تنظيم حركة بيجيدا المعادية للإسلام التي نظمت مظاهرات ضد ما سمته أسلمة أوروبا في 14 مدينة أوروبية أوائل شهر فبراير من الماضي، وتضم مجموعة بيجيدا تيارات يمينية متطرفة ونازيين جدد وجماعات مثيري الشغب في الملاعب المعروفة باسم هوليجنز ، إضافة إلى مواطنين من مدن ألمانية مختلفة، ثم انضم لها آخرون من دول أوروبية متنوعة، يمثل العداء للعرب والمسلمين قاسمًا مشتركًا بينها.

ودعا المرصد المؤسسات الإسلامية في ألمانيا إلى التفاعل الإيجابي مع الدوائر الإعلامية والاجتماعية المحيطة بها؛ لإزالة الالتباس ومواجهة محاولات تشويه صورة المسلمين وإسراع وسائل الإعلام باتهامهم بأنه وراء أي حادثة عنف.

كما دعا المرصد هذه المؤسسات إلى كشف انتهازية أحزاب وحركات اليمين المتطرف التي تسعى لمكاسب سياسية من خلال تأجيج مشاعر العداء ضد المسلمين واللاجئين هناك.

يذكر أن سلسلة حوادث القتل الأخيرة بدأت بمهاجمة شاب من أصل أفغاني بسلاح أبيض ركاب قطار في مدينة فورتسبورج في ولاية بافاريا، ما أسفر عن جرح خمسة منهم، وتبنى الهجوم تنظيم داعش الإرهابي. ثم فتح شاب ألماني من أصل إيراني النار داخل مركز تجاري في ميونيخ، ما أسفر عن مقتل 9 أشخاص، ثمانية منهم مسلمون، وقالت السلطات الألمانية إن المهاجم تصرف بدافع الهوس بالقتل ، وبعد ذلك قتل سوري امرأة بساطور إثر شجار في محطة حافلات بمدينة رويتلنجن قرب بافاريا، واستبعدت السلطات فرضية الإرهاب في هذه الحادثة.