ناى، قانون، عود، دف، كامنجا، ورداء أبيض يرمز إلى الكفن وطربوش يحمل اللون ذاته كإشارة إلى شاهد القبر، ورداء آخر أسود يرمز إلى الدنيا وذنوبها، وصوت مجرد من كل متع الدنيا يشدو بكلمات صوفية فيحيى فى القلب مشاعر تجعله هائماً فى ملكوت الله يسبح بحمده ويعيش لذكره وبذكره، هذه هى أدوات فريق "مولاى" الذى قدم الإنشاد والصوفية وفن المولوية بشكل ربما لم يعرفه كثير من مستعميهم.
ديانات مختلفة اجتمعت على اسم الله عز وجل دون النظر إلى الكتاب السماوى لكل ديانة، فجمع فريق مولاى بين المسلمين والمسيحيين فى ابتهالات صوفية خالصة، كان العنصر المسيحى فيها القوام الأساسى الذى عشقته شواطئ الإسكندرية وجمعتهم الصدفة فى حب الله فقط.
بكلمات مجردة من الحديث عن متع الدنيا يحكى المهندس يوسف عمارة عن فكرة فريق مولاى ويقول الشاب الثلاثينى: "بدأت فكرة فريق مولاى فى شهر رمضان السنة الماضية، وكان صوتى حلو من صغرى، كنت بطلع الإذاعة المدرسية وأقرأ القرآن، وكمان كنت معروف إنى فى الحفلات بقول الافتتاحيات، ولما كبرت وبدأت أقرأ فى الصوفية لاقيت قلبى واخدنى تجاه السكة دى، على الرغم من إنى دخلت كلية الهندسة واشتغلت، لكنى قررت وروحت قدمت فى نقابة العاملين بالإنشاد الدينى، وقبلونى لما لقوا صوتى حلو ومتمكن من الإنشاد"، وأضاف: "طلعت فى رحلة فى مركز ثقافى بإسكندرية، وكنت منشدا جديدا بعدها طلب منى مدير المركز عمل حفل وفعلاً بدأت أكلم موسيقين واتجمعنا".
وعن تواجد العنصر المسيحى داخل الفريق يقول يوسف "إحنا بنطلع على المسرح محدش بيسألنا أساميكم إيه ولا ديانتكم، والقوام الرئيسى للفريق اللى هو العود والناى والكاولا اللى بيلعبوهم مسيحيين، والتواشيح زيها زى الترنيم إحنا بنعمل حاجة من حبنا لربنا سبحانه وتعالى وعاوزين من خلالها نقرب الناس لربنا" .
"الآلة الموسيقية دى أداة بتسبح معانا بحمد الله عز وجل"كلمات بسيطة فى مظهرها عميقة فى معناها قالها يوسف وأضاف: "أنا روحت خدت كورس فى العود والفوكاليز ودرست فى الأوبرا وشفت فيديوهات على يوتيوب عشان أطور نفسى، وبشتغل لأن العمل عبادة ولازم نشتغل عشان نعمر الأرض و أقدر إنى أصرف على الفريق وعلى فكرتنا اللى إحنا مؤمنين بيها".
واستكمل يوسف حديثه" بدأنا نتجمع بالتدريج بيشوى، بيرينا، بسنتى، دانيال، ياسر، وحسين، ومصطفى، ومحمود، وأنا، إحنا كل اللى عارفينه إننا لما بنقول مولاى إحنا بنكلم ربنا وبنبقى عاوزين الناس تحب ربنا بس من غير أى كلام عن عبادات، اللى بيقول مولاى ده خلاص مالوش دعوة بعبادة معينة إحنا بنعبد ربنا سبحانه وتعالى بس".