أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ما ورد في تقرير نشرته صحيفة بريطانية أشارت إلى وجود تعاون وثيق بين أجهزة أمنية تابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية والاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) بما في ذلك تعذيب معتقلين من الحركة وهو الأمر الذي نفاه مسؤول في السلطة.
وقال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري إن الحركة تؤكد صحة ما ورد في التقرير، مشيرا إلى أنها تستند في تأكيد ذلك على روايات معتقليها المفرج عنهم من سجون السلطة.
وطالب أبو زهري خلال مؤتمر صحفي في غزة، الرئيس الأميركي باراك أوباما بسحب المنسق الأمني الأميركي بين إسرائيل والسلطة الجنرال كيث دايتون من الضفة الغربية فورا، والكف عن سياسته التي قال إنها تخدم الاحتلال الإسرائيلي وتزرع الفتنة بين أبناء الشعب الفلسطيني.
واعتبر أن التقرير يؤكد تورط الإدارة الأميركية المباشر في الحرب على حركة حماس واستهدافها الأمني في الضفة الغربية، متهما الجنرال دايتون بقيادة هذه الحرب بهدف محاولة استئصالها، واتهمه بالاعتماد على شركات أمنية دولية لتنفيذ هذا المشروع.
وحمل المتحدث باسم حماس الرئيس الفلسطيني محمود عباس "المسؤولية عن هذه الجرائم والتورط مع الأعداء ضد الشعب الفلسطيني"، معتبرا أن "التقرير دليل على كذب ادعاءات عباس في الرغبة في المصالحة ويبرهن على أن تصريحاته بهذا الشأن هي مجرد شعارات زائفة".
اتهامات ملفقة
ومن جهته استنكر المتحدث باسم الشرطة الفلسطينية عدنان الضميري التقرير قائلا في تصريح له إن ما ورد فيه لا أساس له من الصحة وإن الاتهامات التي جاءت فيه ملفقة.
وقال إن جميع مراكز التوقيف مفتوحة للإعلام وإن الصحفيين قاموا بزيارتها قبل شهرين، بإشراف شبكة أمين لحقوق الإنسان التي نظمت الزيارة.
وأقر في الوقت نفسه بوقوع بعض التجاوزات التي قال إن السلطة قامت بمحاسبة المسؤولين عنها.
وكانت الصحيفة البريطانية قد نشرت الجمعة تقريرا لمراسلها في رام الله إيان كوبين يشير إلى وجود تعاون وثيق بين الاستخبارات المركزية الأميركية وأجهزة أمنية تابعة للسلطة الفلسطينية متهمة بممارسة التعذيب على المعتقلين لديها وغالبيتهم من حماس.
وسائل تعذيب
وأشارت الصحيفة إلى تعرض مؤيدي حماس للسجن دون محاكمة والتعذيب على أيدي قوات أمن السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وإلى أن من أبرز وسائل التعذيب أثناء الاستجواب الضرب المبرح والتقييد في أوضاع مؤلمة لأوقات طويلة والحرمان من النوم وحشر أعداد كبيرة من السجناء في زنازين ضيقة.
وذكرت الصحيفة أن السي آي أي كانت على علم بحالات التعذيب غير أنها لم تحرك ساكنا لإيقاف هذه الممارسات.
وأشارت منظمات حقوق إنسان فلسطينية ودولية -حسب التقرير- إلى حالات تعذيب أفضت إلى موت عدد من ناشطي حماس في سجون السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية ورصد التقرير حالات منها خلال هذا العام.
وكانت منظمات حقوقية فلسطينية قد اتهمت الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية باعتقال المئات من أعضاء حركة حماس دون مسوغات قانونية، وتعرض بعضهم للتعذيب، كما وجهت اتهامات مماثلة للأجهزة الأمنية التابعة لحركة حماس في غزة، باعتقال عدد من نشطاء حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح).