كشفت مجلة ناشيونال انترست الأمريكية تفاصيل مخطط الولايات المتحدة وبريطانيا لتدمير نفط الشرق الأوسط والتي وضعت في أواخر عام 1940، للجوء إليها في حال غزو دبابات الاتحاد السوفيتي السابق لمنطقة الخليج العربي في ذلك الوقت.

تدمير النفط
وأكد الكاتب ستيف إفرلي، أن البريطانيين والأمريكين كانوا متشائمين جدًا في الأيام الأولى من الحرب الباردة حول فرصهم في الدفاع عن الشرق الأوسط، وهو ما دفعهم وفق وثائق جديدة مسربة، إلى تدمير حقول النفط بدلًا من السماح لها بالوقوع في أيدي الاتحاد السوفييتي السابق.

وأوضح ال كاتب أن إدارة ترومان وافقت على خطة تفرض تعاون بين شركات النفط الأمريكية والبريطانية، مثل أرامكو وشركة النفط البريطانية الإيرانية لتدمير المنشآت النفطية الخاصة بها.

وكشف أحد عناصر وكالة الاستخبارات المركزية " سي آي إيه" لممثلين في شركة نفط بريطانية أن هذه القوات كانت تنوي تحويل عمليات إنتاجها في تلك البلدان إلى قوة شبه عسكرية مدربة وجاهزة لتنفيذ خطة وكالة الاستخبارات المركزية في حال وقوع الغزو السوفييتي "سابقا".

تفاصيل الخطة
وتحدث الكاتب عن تفاصيل الخطة والتي كانت تهدف إلى السماح لقوات الاتحاد السوفيتي السابق باستغلال النفط والوقود المكرر في المملكة العربية السعودية لمدة سنة في حالة وقوع الغزو، على أن يُدمر مخزون حقول النفط من الوقود، ثم يتم الانتقال إلى تعطيل مصافي شركة أرامكو فيما تدمر عمليات الهدم الانتقائي للمصفاة الرئيسية التي يصعب على الروس استبدالها.

وأضاف أن هذه الخطة تهدف إلى الإبقاء على المصافي الأخرى في حالة سليمة، لتتمكن شركة أرامكو من استئناف إنتاجها بسهولة بعد الإطاحة بالقوات السوفيتية.

خسائر اقتصادية
وقدمت شركات النفط الأمريكية لوكالة الاستخبارات المركزية النصائح الفنية عن طريق عملاء وكالة الاستخبارات المركزية داخل شركة أرامكو وظلت الخطة سارية المفعول حتى خلال فترة حكم أيزنهاور أو فترة رئاسة كينيدي.

وقبل مجيء إدارة أيزنهاور عام 1953، تراجع الأمر بسبب مخاوف شركات النفط حول الخسائر الاقتصادية المتوقعة ومواقف الدول العربية إذا تم الكشف عن هذه الخطة.

تشاؤم أمريكي بريطاني
وقالت المجلة الأمريكية: إن جذور الخطة تعود إلى التشاؤم الذي خيم على بريطانيا والولايات المتحدة في وقت مبكر من الحرب الباردة، عندما شن الشيوعيون هجماتهم في مواقع مثل برلين وكوريا، ولا أحد كان يعلم في ذلك الوقت هل أن غرب أوروبا في مأمن من هذه الهجمات.

وأوضحت أن شبح الاحتلال السوفيتي "السابق" الذي طارد الغرب نتج عنه إنشاء إدارة كارتر في أواخر السبعينيات وهي قوة الانتشار السريع لمنع أي تحركات للاتحاد السوفيتي السابق في الخليج العربي؛ وخاصةً بعد غزو موسكو لأفغانستان.

وأضافت أن الخطة التي كانت موضوعة في ذلك الحين كانت ترتكز على استخدام الأسلحة النووية في دول الخليج لتدمير المنشآت النفطية الموجودة هناك لمنع السوفيت من استخدامها متسائلة إذا كانت تلك الطريقة قابلة للتنفيذ من الأساس في تلك المنطقة وبذلك الوقت.