على طريقة أفلام الأكشن، يقود حسن شحاته لاعبي المنتخب المصري أمام جنوب أفريقيا غداً في الجولة الثالثة من التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية 2012، بمهمة صعبة للدفاع عنه تاريخه وعن جيل من اللاعبين المصريين، وهي المهمة الأشبه بالسباحة ضد التيار.

 ويدخل المنتخب المصري المباراة، وسط ظروف معاكسه سواء عدم إستعداد عدد من لاعبي المنتخب لتوقف النشاط الكروي بسبب أحداث ثورة 25 يناير أو وضع المنتخب في المجموعة كونه يحتل المركز الأخير برصيد نقطة واحده ويلعب أمام المنتخب الجنوب أفريقي متصدر المجموعة على أرضه ووسط جماهيره بملعب جوهانسبرج.

 ويخوض عدد كبير من لاعبي المنتخب تلك المباراة دون حساسية المباريات الرسمية، حيث لا تكفي مباراة رسمية واحدة لكل من لاعبي الأهلي والإسماعيلي لإستعادة تلك الحساسية المفقوده منذ أواخر شهر يناير، وان يمكن استثناء لاعبي الزمالك، حيث لعبوا مع فريقهم أكثر من مباراة في البطولة الأفريقية.

 "مهمة مستحيلة"

 وفيما أشبه بالفيلم الأمريكي مهمة مستحيلة، فعلى أبناء شحاته أن يقتنصوا الثلاث نقاط خارج بلدهم، مستغلين عامل الخبرة.

 وتعتبر الخبرة العامل الذي أستند عليه الكثير من أفراد المنتخب في تصريحاتهم المتفائله، بقدرة المنتخب على الفوز أمام جنوب أفريقيا.

 ويرى كلاً من حسن شحاته وسمير زاهر وعصام الحضري وأحمد حسن خلال تصريحاتهم ما قبل مباراة الغد أن عامل الخبرة هو عامل الحسم في المباراة.

 ويملك المنتخب المصري عدد كبير من عناصر الخبرة، التي نأمل ان ترجح كفته أمام منتخب الأولاد، سواء عودة عصام الحضري الذي سيحمل شارة القيادة او وائل جمعة وفتح الله في الدفاع، او شوقي وحسني عبد ربه في الوسط، أو أبو تريكة ومحمد زيدان في الهجوم.

 "لا تراجع ولا أستسلام (القبضة الدامية)"

 وما قد يتؤام وظروف الفيلم المصري لا تراجع ولا استسلام، فإن حسن شحاته سيعتمد على تشكيله هجومية لكن ذات صبغة دفاعية للإيقاع بمنتخب جنوب أفريقيا في فخ الهزيمة، وذلك عندما يكلف مهاجمي المنتخب بأدوار أخرى غير دورهم  الأساسي في الخط الأمامي.

 وأظهرت التدريبات الأخيرة للمنتخب المصري، أن شحاته قام بتدريب المهاجمين على الأدوار الدفاعية حيث سيقوم الخط الأمامي بأول الأدوار الدفاعية والضغط على حامل الكرة من منتصف الملعب.

 كما حاول شحاته خلال فترة الأيام الخمسة التي قضاها المنتخب الوطني في جنوب أفريقيا قبل المباراة، ان يرفع من المستوى الفني والبدني للاعبين إستعداداً لتلك المواجهة الحاسمة.

 "اليس" في بلاد العجائب

 ويسعى المنتخب المصري في بلد إعتاد التألق فيه أو أمام منتخبه، أن يؤكد قوته التي أشاد بها الجانب الجنوب أفريقي إلى جانب التأكيد على قدرته على صنع العجائب، والتغلب على الظروف الصعبة سواء قدرات لاعبي المنافس وابرزهم بينار كذلك الجماهير التي ستزحف لمسانده منتخبها.

 فبذكريات ليست ببعيده وشهدها ملعب "اليس" بارك بجوهانسبرج والذي سيكون في تمام الثامنة وخمس دقائق مساءاً مسرح لاحداث لقاء الغد، إستطاع المنتخب المصري في كأس القارات الأخيرة إسقاط المنتخب الإيطال أبطال العالم آنذاك بهدف لحمص، مما جعله يصنع أحد عجائب تلك النسخة من البطولة.

 ومما يدعو للتفاؤل أيضاً أن المنتخب عندما لعب وفاز على المنتخب الإيطالي، كان مرتدياً للطاقم الأبيض وهو الطاقم الذي سيخوض به منتخب الساجدين مباراة الغد حسب الإتفاق في الإجتماع الفني ما قبل المباريات، فهل يواصل المنتخب المصري عجائبه؟!..

 نهاية "كالأفلام"

 وكالعادة في الأفلام أن تنتهي نهاية سعيدة بتحقيق البطل ما يبتغيه، فيأمل المنتخب المصري ان يكوناً بطلاً لفيلم الغد ويحقق مهمته في الفوز مما يضمن الحفاظ على آمال تأهل بطل أفريقيا لثلاث نسخ متتالية، للنسخة القادمة من بطولة كأس الأمم الافريقية 2012 والحفاظ على تاريخ الجيل الحالي من اللاعبين.