حوار: منة عصام 
 
- ترددت فى البداية من العمل مع محمد رمضان نتيجة لتحذير البعض منه
- المسلسل يعيد للأم مكانتها بعد أن تحولت لمجرد ديكور فى السنوات الأخيرة
- محمد سامى يمتلك نفس مواصفات محمد فاضل.. ومحمد رمضان جدع
- اعتذرت عن «ليالى الحلمية» من أجل المسلسل بعد قراءة 15 حلقة
بعد غياب سنوات عن الشاشة، عادت الفنانة فردوس عبدالحميد مع «الأسطورة»، لترد بذلك على ألسنة كثيرة زعمت أنها لا تعمل إلا حين يعمل زوجها، ولتؤكد أنها ممثلة كل الأوقات ولكن بشروطها ورؤيتها الخاصة.
تلك الرؤية التى تأبى إلا أن تقدم شيئا لا يتلاءم مع طبيعة المجتمع المصرى وقيمه وعاداته، فبدور الأم الحنونة المظللة كالجناح على كل أبنائها، عادت فردوس عبدالحميد للشاشة الصغيرة بشخصية توحة الأم مع محمد رمضان، وهو الدور الذى تتحدث عنه بحب شديد فى الحوار التالى، ولتكشف فى ذات الوقت أسباب اعتذارها عن الجزء السادس من ليالى الحلمية:
 
** بداية ما الذى حمسك للمشاركة فى مسلسل «الأسطورة»؟
ـ الموضوع أسرى بشكل كبير وهذه الموضوعات لم تعد منتشرة كثيرا فى السنوات الأخيرة، فليس كل الموضوعات والقصص تصلح لأن تقدم على شاشة التليفزيون، ولكن قصة الأسطورة تصلح بشدة لأن تكون فى دراما تليفزيونية ويتفاعل معها المشاهد ويحبها، فضلا عن تفاوت الأعمار والشرائح والقصص داخل المسلسل الواحد، ولذلك سيجد كل مشاهد ضالته، وبالطبع هذا ليس موجودا الآن بشكل كبير فى الدراما الحالية، فقد كانت تقدم موضوعات لا تنفع أبدا كمسلسل تليفزيونى.
 
واضيفى على كل ذلك دورى بالطبع الذى أعجبنى بشدة لأنى «أم الكل» أو استطيع وصفه أننى «عمود الخيمة»، فشخصية توحة هى المحركة لكل الخيوط ولأغلب الشخصيات، ولذلك سعدت جدا بالشخصية وبالموضوع نفسه، فضلا عن أن الدور يمثل عودة قوية لدور الأم الذى افتقدناه بعد أن تحولت لمجرد ديكور فى أعمال من قبل.
 
وأخيرا لابد أن أذكر أهم شىء وهو أن الموضوع به مورال أى الهدف الذى نرجوه من أى عمل فنى، ففى السنوات الأخيرة أصبحنا نرى أعمالا خالية من المورال، رغم أن صورتها رائعة أو أداء الممثلين جيد وغيره، لكن لا يوجد أى هدف على الإطلاق من العمل. فمسلسل الأسطورة أشبه بما كنا نقدمه زمان الذى كان يتناسب تحديدا مع جمهور الطبقة المتوسطة أو ما أسفلها لحد ما.
 
** معنى كلامك هذا أن ابتعادك عن الدراما تماما طوال السنوات الماضية كان بسبب غياب تلك الشروط؟
ـ بالتأكيد نعم، فقد ظللت مدة طويلة استغرب واندهش بشدة من نوعية الدراما المقدمة على الشاشة وشعرت أنها «غريبة» عن مجتمعنا وناسنا، فقد ظللنا 3 سنوات تقريبا نشاهد مسلسلات بها عنف رهيب وغريبة، وفيها أخلاقيات لا تنتمى للشعب المصرى وشخصيات ليست من صميم هذا البلد الذى نعيش فيه، ولذلك عرضت عليّ بعض الأعمال ورفضتها لأنى شعرت أنها غريبة عنى وليست منا فى شىء أبدا، وأنا لا أحب أن أقدم هذه النوعيات، كما شعرت أن تقديمها ممكن ينطوى على نوع من الضرر للجمهور الذى نقدمها له ولذلك كنت متوجسة بصراحة، ولا أخفى عليك فعندما عرضت عليّ المشاركة فى «الأسطورة» كنت خائفة كثيرا.
 
وأضافت «تخوفت كثيرا من المشاركة فى الأسطورة لأنى خشيت أن يكون منتميا لنفس النوعية التى أحدثك عنها، فقد وجدت موجة غريبة انتشرت مؤخرا ولا تلائمنى بصراحة، ولذلك لم أوقع عقد المسلسل إلا فى ليلة بدء التصوير لكى أحسب حساباتى بدقة، وكنت قلقة إلى حد ما حتى إننى طلبت مقابلة المخرج محمد سامى، وعقب جلسة العمل معه أحسسنى بالأمان التام، فرغم أنه شاب صغير فى السن إلا أنه يهتم بالممثل لدرجة كبيرة للغاية وهذا شىء مبشر، وسامى يمتلك حسا كبيرا وجميلا وقدرة على قيادة العمل بنجاح، وبعد أن وافقت على الاشتراك فى المسلسل وجدت مئات المكالمات تنهال عليّ وكلهم «مستغربين» من عملى مع محمد رمضان، لدرجة أن بعضهم قال لى (يا نهار أسود انتى هتشتغلى مع رمضان)».
 
** وهل تأثرت بكلامهم فى البداية؟
ـ محمد رمضان ممثل رائع ومبهر فقد شاهدت له مسلسل «ابن حلال» وكان أداؤه جميلا للغاية، وبصراحة تأثرت لحد ما بكلامهم فى بادئ الأمر وقالوا لى إنه يقدم أعمالا عنيفة وأعمالا تجارية، ولكن وجهة نظرى تغيرت كليا بعدما قابلته، حيث وجدته على خلق ومهذب، وما شجعنى أكثر على المشاركة معه فى الأسطورة أننى فى ذات مرة شاهدت له برنامجا تليفزيوينا دخل قلبى، حيث ظهر برفقة عائلته، ووجدته على خلق كبير، وعندما بدأنا فى العمل سويا وجدته شخصا ذكيا وعلى قدر كبير من الموهبة وهو ممثل مبدع، وأنا أقدر الموهبة والإبداع، وقليل من تشعرين معهم بالسعادة، فمثلا أنا كنت اشعر بسعادة طاغية بعملى فى السابق مع أحمد زكى فقد كان يصل إلى مرحلة من الإبداع الكبير والرهيب الذى يجعل الممثل أمامه يشعر بسعادة غامرة.
 
** كلامك السابق يعنى أن غيابك كان بسبب خوفك الشخصى من الاشتراك فى أعمال دون المستوى، وليس كما قيل إن فردوس عبدالحميد تعمل حين يعمل زوجها المخرج محمد فاضل؟
ـ لا على الإطلاق، فأنا لا أعمل إلا حين يجذبنى الإبداع، ومحمد سامى به نفس الصفات التى تتوافر لمحمد فاضل، فالمخرج الشاطر ليس «كادرات جميلة» فقط، وليس صورة جذابة، ولكن المخرج «مود عام» ينقله لكل العاملين فى اللوكيشن، حيث يبث روح المحبة بين كل الممثلين ويشعر الفنانين المشاركين بأنهم أقارب وليس انهم مجرد آلات جاءوا لكى يؤدوا عملا والسلام، فمحمد سامى أحيانا كان يجعلنى أكرر مشهدا معينا أكثر من مرة لكى يصل إلى أعلى مرحلة فى الإبداع، فالمخرج هو العين الذى يرى بها الممثل، ولذلك ارفض أى كلام يقال حول إن الإبداع مسئولية الفنان وحده، فهو كلام عار تماما عن الصحة، فالإبداع مسئولية مشتركة بين الفنان والمخرج، والمخرج هو مايسترو العمل ككل.
 
** وماذا تقصدين أن دورك يمثل استعادة للأم بعد أن تحولت لديكور فى أعمال كثيرة سابقة؟
ـ اقصد الأم الطبيعية التى نراها فى حياتنا كلنا، وليس تلك الأم الموجودة فى التليفزيون فقط ولا تمت للواقع بصلة، فالأم من النوعية الثانية تجدينها حلوة وجذابة وعاملة «قُصة» وماكياج، فما هذا؟، فمن المفترض أن الممثل يؤدى شخصية معينة ولا يظهر على الشاشة ليكون شكله جميلا فقط، ولذلك فإن شخصية توحة فى الأسطورة هى تلك الأم التى نجدها كلنا فى حياتنا الطبيعية، تلك التى تحتضن أولادها وتخاف عليهم و«بتعدى لهم» هفواتهم وأخطاءهم بل وتقوّمهم فى كثير من الأوقات وفى ذات الوقت تطغى عليها كل المشاعر الحلو منها والسيئ، ولذلك أعتبر توحة عودة لدور الأم الحقيقية وليست الديكور.
واحب أقولك شيئا مهما إنه لما نجسد لازم نقدم الشخصيات المتوافقة مع طبيعة مجتمعنا وناسنا، فالأم المصرية لها سمات خاصة بها فهى تجمع بين الحنية والقسوة والخبث أحينا لمصلحة أولادها.. تلك الأم التى عندما تشعر بالخطر فإنها توجه أولادها حتى لو كانوا رجالا.
 
** وما رأيك فى العرض الحصرى للمسلسل؟
ـ اعتبره غريبا لحد كبير لأن الحياة والدنيا تغيرت عن زمان، حيث أصبح هناك عدد كبير من القنوات والمسلسلات، وبالتأكيد تكون هناك شوشرة على العرض الحصرى.
 
** وما حقيقة اعتذارك عن الجزء السادس من «ليالى الحلمية»؟
ـ لا أخفى عليك كان نفسى اشترك فى الجزء السادس، كما أن هذا المسلسل تربطنى به ناحية عاطفية، وثالثا أن المخرج مجدى أبو عميرة لم أعمل معه من قبل وأعرف عنه أنه رائع، وأخيرا أننى قرأت جزءا من السيناريو وأعجبنى كتابة كل من أيمن بهجت قمر وعمرو محمود ياسين، ولكن جاء مسلسل ليالى الحلمية فى الوقت الذى اندمجت فيه بشدة فى مسلسل «الأسطورة»، وشعرت أن أحد العملين ممكن أن يضر الآخر ولذلك اعتذرت عن الحلمية.
 
** معنى ذلك أنه عرض عليك المسلسل فعلا؟
ـ طبعا عرض عليّ، فقد قرأت منه 15 حلقة تقريبا، فلا أنكر أنه كان مغريا بالنسبة لى المشاركة فى مسلسلين دفعة واحدة، ولكن بالتأكيد كنت سأتعرض للضرر بشكل كبير، وخصوصا أن دورى فى الأسطورة صعب جدا ويحتاج للتركيز، ولذلك رفضت الآخر.
 
** ولكن بصفة عامة هل كنت تؤيدين فكرة عمل جزء سادس من ليالى الحلمية؟
ـ سأقول لكى رأيا عاما يخص كل المسلسلات الأجزاء وليس ليالى الحلمية فى حد ذاته، فأنا لا أحب عندما ينجح عمل ما أن نظل نقدم اجزاء منه ونستغل نجاحه، فمثلا لو تابعت ليالى الحلمية التى كتبها اسامة أنور عكاشة نفسه، فلن تجدى مثلا الجزأين الثالث والرابع بنفس جاذبية الجزء الأول.