قالت السلطات اليمنية إنها شنت غارات جوية وأرضية منسقة على معسكرات تدريب وتجمعات لتنظيم القاعدة في عدة مناطق بالبلاد مما أوقع 34 قتيلا و17 أسيرا، إلا أن السكان المحليين رفضوا هذا الادعاء مؤكدين مقتل نساء وأطفال.
وقال بيان للجيش نشر على موقعه الإلكتروني إن قوات الأمن نفذت بدعم جوي "عمليات استباقية مزدوجة وناجحة" ضد ما أسماها "أوكار تنظيم القاعدة" في محافظة أبين (480 كيلومترا جنوب شرق صنعاء) وأرحب (شمال شرق صنعاء) وأمانة العاصمة.
وأضاف أن ذلك أدى إلى مقتل 34 واعتقال 17 من عناصر التنظيم الذين وصفوا بأنهم يخططون لشن "عمليات انتحارية وإرهابية ضد المصالح اليمنية والأجنبية".
وحول هجوم أرحب قال مصدر أمني إن غارة شنت بدعم من الطيران على مجموعة للقاعدة "كانت جاهزة لتنفيذ عمليات إرهابية"، مضيفا أن الهجوم أدى إلى مقتل أربعة "انتحاريين" والقبض على أربعة آخرين بينهم جريح.
وأشار المصدر ذاته إلى أن الغارة على معسكر تدريب في معجل القريبة من أبين أدت إلى مقتل ما بين 24 و30 بينهم عناصر أجنبية، "كما قامت قوات الأمن بمداهمة عدد من الأوكار في أمانة العاصمة يوجد فيها عناصر من تنظيم القاعدة حيث أدى ذلك إلى القبض على 13 عنصرا إرهابيا".
غير أن شهود عيان قالوا إن نحو 60 شخصا قتلوا في المعجلة بينهم عدد غير محدد من النساء والأطفال وأن 12 طائرة حربية تقريبا شاركت في الغارة،
والتقطت كاميرا الجزيرة صورا من أبين تظهر ما خلفته الغارة.
معلومات السكان
ونفى عباس العسال وهو من سكان المنطقة لوكالة أسوشيتد برس وجود معسكر للقاعدة في الموقع، مؤكدا أن الغارة على المنطقة القبلية والريفية تلك أدت إلى تدمير بعض المنازل والأكواخ الطينية والخيم.
وقال العسال –وهو ناشط حقوقي- إن 64 شخصا قتلوا بينهم 23 طفلا و17 سيدة، مشيرا إلى أن الحكومة تريد أن تظهر أبين وكأنها مأوى للقاعدة "وهذا غير صحيح".
وذكر مصدر أمني في محافظة أبين لأسوشيتد برس أن خطأ كبيرا ارتكب في هذه العملية جراء النقص في المعلومات، وأدى إلى مقتل هذا العدد الكبير من المدنيين.
غير أن نائب محافظ أبين محمد حزران قال إن 10 من المشتبه في انتمائهم إلى القاعدة قتلوا في الهجوم "بينهم محمد صالح الكاظمي، وهو سعودي قاتل في أفغانستان واعتقل في اليمن لعامين وأفرج عنه عام 2005".
ومن جهته نفى أحد السكان المحليين ويدعى منصور أن يكون الموقع معسكرا للتدريب، وقال إنه يقع على بعد 100 متر من طريق سريع وكيلومترين من قاعدة للجيش، وإن الكاظمي كان يعيش هناك مع عائلته منذ إطلاقه ولم يكن مختبئا.
وتساءل الخبير بمعهد كارنيجي كريستوفر بويسيك قائلا "إذا كان الكاظمي مطلوبا فلماذا لا يأتون ويعتقلونه؟، مؤكدا أن الحكومة اليمنية تستخدم عصا غليظة وهو ما يوقع خسائر بين الأبرياء.
ورجح بويسيسك الخبير في الشأن اليمني أن تكون الغارة جاءت بسبب الضغوط الأميركية والخليجية المتزايدة على اليمن، باعتبار أن خبراء الإرهاب يصنفونه كثالث نقطة ساخنة بعد أفغانستان وباكستان.
أوباما ومبارك
وفي ردود الأفعال على الغارة، أعرب الرئيس الأميركي باراك أوباما -في اتصال هاتفي نظيره اليمني علي عبد الله صالح- عن شكره وتقديره لجهود اليمن في مكافحة الإرهاب، وأشاد بالعمليات "النوعية والناجحة والشجاعة التي قامت بها الأجهزة الأمنية اليمنية ضد عناصر تنظيم القاعدة اليوم".
عربيا أشاد الرئيس المصري حسني مبارك -في اتصال مع نظيره اليمني- بالعملية، وقال "نجدد وقوف مصر القوي إلى جانب اليمن ووحدته وأمنه واستقراره".
وأكد مبارك أن "الإرهاب آفة خطيرة تهدد أمن الجميع وينبغي أن تتضافر كافة الجهود من أجل محاربتها والتصدي لها".