كشفت مصادر حكومية قريبة من الملف الاسكاني لـ «الراي» عن بعض ملامح «المدينة الذكية والصديقة للبيئة» والتي سبق لمجلس الوزراء أن أعلن العزم على تنفيذها في موقع جنوب سعد العبدالله بالتعاون مع جمهورية كوريا الجنوبية، عن طريق انشاء شركة كويتية - كورية تم وضع اللمسات الأخيرة عليها خلال زيارة الجانب الكوري الأسبوع المنصرم، ويتوقع الشروع في مخططات المدينة الذكية ورسوماتها في سبتمبر المقبل لتضم ما يزيد على 30 الف وحدة سكنية.
وقالت المصادر ان فكرة المدينة الذكية والصديقة للبيئة تقضي باعتماد المدينة الكلي على التكنولوجيا الحديثة، من خلال ربط كل خدماتها وطرقها بشبكة الانترنت، على اعتبار أن جميع ساكنيها ينطبق عليهم مفهوم «المواطن الذكي» من مستخدمي الهواتف والأجهزة الذكية والتي ستسهل عليهم استخدام كافة الخدمات عن طريقها وبكفاءة وجودة أعلى وجهد أقل.
وأوضحت المصادر ان المدينة ستكون مزودة بشبكة «واي فاي» ومرتبطة بمركز تحكم رئيسي للمدينة تكون مهمته مراقبة تفاصيل المدينة كافة من خلال الكاميرات المنتشرة بها بشكل كبير، وهذا المركز سيرتبط بدوره بوزارتي الصحة والداخلية وطوارئ الكهرباء والمياه وغيرها من الجهات ذات الصلة بالمدينة ومراكز خدماتها، بحيث أنه في حال وقوع حوادث لا قدر الله ستكون مصورة، وكذلك الحال عند وقوع أي اعتداء أو سرقة، كما انه في حال حدوث تسريب للمياه أو الحريق سيكون الموقع واضحاً في مركز التحكم من خلال أجهزة الاستشعار «السنسرات» وبالتالي سيقوم هذا المركز بدوره و«بضغطة زر» باستدعاء الجهة المعنية للموقع كالشرطة أو الاطفاء أو طوارئ المياه وهكذا.
وتابعت المصادر «كما ان انارة الطرق ستكون مرتبطة بـ (السنسر) بحيث تعمل وتطفأ بشكل تلقائي حسب آشعة الشمس، وهي ستهتم ايضاً بترشيد وتوفير الطاقة الكهربائية في حال عدم اعتماد الطاقة الشمسية، كما ان زحمة الطرق ستوضح لساكني المدينة من خلال (الأبليكيشن) الخاص بالمدينة، بحيث ينبه الى حركة سير المرور كما ينبه بمواعيد وصول وخروج سيارات النقل الجماعي من وإلى المدينة».
وفي ما يخص مراعاة المدينة للجوانب البيئية، أوضحت المصادر انه ستتم دراسة امكانية توصيل الطاقة الكهربائية للمدينة عن طريق ألواح الطاقة الشمسية، كما سيتم تصميمها بشكل يراعي مكافحة التلوث البصري، من خلال الزام ساكني المدينة بألوان محددة للبناء، وقد تشهد أيضاً الزامية في تصاميم ومواد بناء معينة وتكون في حدود قدرة المواطن على الاستجابة والدفع، كما ستزود المدينة بفتحات أمام المنازل من أجل القمامة، تعمل بنظام الشفط بحيث يتم تجميعها في موقع خارج المدينة ويقتصر دور شركات النظافة على استلامها بعد التجميع من هذا الموقع دون الدخول للمدينة.
ونوهت المصادر الى ان «كل هذه التصورات ليست اختراعاً كويتياً أو من وحي الخيال، وانما الأمر مطبق في كوريا الجنوبية، ولذلك تم التوقيع مع الجانب الكوري على نقل هذه التجربة من خلال إنشاء اول مدينة ذكية وصديقة للبيئة في الكويت والتي قد تعمم في حال نجاحها».
ومن جهة أخرى، توقعت المصادر ان يتم خلال عشرة أيام توقيع أكبر عقود البنية التحتية الرئيسية لمدينة المطلاع، ويتضمن الطرق الرئيسية للمدينة، بعد تقديم الشركة الحائزة على الترسية (الايطالية التركية) الكفالات البنكية.