«وحوي يا وحوي إياحة روحت يا شعبان.. وحوينا الدار جيت يا رمضان».. تمثل هذه الكلمات واحدة من أهم وأكثر الأغاني الشعبية ارتباطًا بشهر رمضان، والتي يتغني بها جميع المصريون، منذ عقود طويلة وعلي مدار أيام الشهر الكريم.
و تعد كلمات «وحوى ياوحوى إياحة»، أغنية رمضان الخالدة والمستمرة حتي الآن، والمستوحاة من الفلكلور الشعبى، وتبدو كلماتها غريبة بعض الشيء أو غير مألوفة، لكن يمكن فهمها من خلال العودة لأصولها ومعناها.
ويعود أصل كلمة «وحوى ياوحوى إياحة» إلى العصر الفرعونى، وتحديدًا للملكة الفرعونية «إياح حتب»، التي كانوا ينادونها بـ «إياحة»، كإسم شهرة لها من قبيل التدليل، وهي زوجة أمير طيبة، الذى تدهورت في عهده الدولة الفرعونية وطمع فيها الهكسوس أواخر القرن الثامن عشر قبل الميلاد.
ووقتها أخذت «إياح حتب» علي عاتقها، تشجيع زوجها وتحريضه علي رفع راية العصيان في وجه الغزاة الهكسوس، لاستعادة مجد آبائه الفراعنة، وبالفعل تحمس وأخذ يعد العدة ويجهز الجنود استعدادًا للحرب، التي قُتل خلالها.
وبعد أن عادت «إياح حتب» بجثمان زوجها، وبمجرد الانتهاء من مراسم وداعه ودفنه، انطلقت إلي ابنها الأكبر «كامس»، تطالبه باستئناف مشوار أبيه في الحرب وقتال الهكسوس في سبيل الاستقلال، إلا أنه لقي نفس مصير والده ومات.
ومع ما حدث لم تتراجع «إياح حتب» عن موقفها الخاص بضرورة محاربة الهكسوس، فأخذت تعد ابنها لخوض المعركة، الذي نجح في تحيق ما فشل فيه والده وأخيه، وينتصر عليهم.
وأثناء عودة «أحمس» ووالدته «إياح حتب» بعد الانتصار في المعركة استقبلهم المصريون، حاملين المشاعل والمصابيح وهم يهتفون لها «وحوى ياوحوى إياحة»، وتعني كلمة وحوي الفرعونية «مرحباً أو أهلاً»، وكلمة إياح معناها «قمر» أي « أهلًا ومرحبًا بالقمر»، تقديراً للدور البطولي والتضحيات التي قدمتها.
ومن هنا بدأ استقبال المصريون لهلال شهر رمضان بـ «وحوى ياوحوى إياحة»، للترحيب به معبرين عن سعادتهم وفرحتهم بقدومه
وأغنية «وحوى ياوحوى إياحة»، من تأليف حسين حلمى المانسترلى، وتلحين الفنان أحمد شريف، وغناها لأول مرة الفنان أحمد عبد القادر، الذى واكب افتتاح الإذاعة المصرية في ثلاثينيات القرن الماضي.