تجددت احتجاجات العاملين بمجموعة "بن لادن" للمقاولات والتنمية العقارية،  عملاق صناعة العقارات بالمملكة العربية السعودية، اعتراضا على ما أسموه بعدم وفاء الشركة بوعودها التي قطعتها على نفسها، بصرف الرواتب المتأخرة قبل شهر رمضان الكريم وهو مالم يتحقق، مما دفع العمال في المجموعة إلى إغلاق شارع الحمدانية بمدينة جدة، للمطالبة بصرف مستحقاتهم التي لم تُصرف لهم منذ ستة أشهر، تمهيدا لمغادرة الأراضي السعودية.

وأكد مصدر مطلع مقرب في تصريحات خاصة لـ"دوت مصر"  أن الشركة بدأت بالفعل في بيع عدد من الأصول، تتمثل في أراضي بمدن جدة والدمام ومكة والرياض، بالإضافة إلى دراستها الاستغناء عن عدد من المشاريع باسنادها إلى شركات مقاولات منافسة بالسوق السعودية، حتى تتمكن من حل ازمتها المالية.

في سياق متصل، أوضح المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن اتحاد البنوك السعودية، الذي يقوده البنك الأهلي التجاري السعودي، انسحب من مفاوضات منح الشركة السعودية،  قرض بقيمة مليار دولار،  "4 مليارات ريال سعودي" لتحسين وضع الشركة المالي، وإنقاذها من شبح الإفلاس الذي بات يهدد الشركة على خلفية تراجع الإيرادات إلى ما دون المراحل الحرجة إلى جانب تعميق جراح خسائرها، إلى مايزيد عن 100 مليار ريال سعودي.

وتابع أن السبب وراء انسحاب البنوك من تمويل الشركة السعودية، هو عجز البنوك عن تمويل الشركة بدافع ارتفاع نسبة المخاطر وهو ما يشكك بملائتها المالية، بالإضافة إلى أن الشركة مقترضة بالفعل مبلغ يزيد عن 70 مليار ريال سعودي.

وبحسب ما انفردت به "دوت مصر"  فإن الشركة العملاقة دخلت مطلع الشهر الماضي، في مفاوضات مع اتحاد بنوك بالمملكة العربية السعودية، يقوده البنك الأهلي التجاري السعودي، ويضم كل من بنوك الرياض، الجزيرة، السعودي للاستثمار، ساب، دبي الوطني، الكويت، ومصرف الراجحي والبنك العربي الوطني، للحصول على قرض بقيمة 100 مليار ريال سعودي، لتحسين وضع الشركة المالي، وإنقاذها من شبح الإفلاس الذي بات يهدد الشركة على خلفية تراجع الإيرادات إلى ما دون المراحل الحرجة إلى جانب تعميق جراح خسائرها، إلى مايزيد عن 100 مليار ريال سعودي.

وكشف مصدر في مجموعة بن لادن السعودية للتنمية والاستثمار العقاري، في تصريحات انفردت بها "دوت مصر"  أن الشركة استغنت عن ما يقرب من 50% من الطاقة الإجمالية للعاملين في مواقع الشركة العقارية، داخل المملكة العربية السعودية، أغلبهم مصريون، موضحًا أن هناك توقفًا كاملًا في مواقع العمل في الشركة اليوم، بسبب اعتصام العمال لمطالبتهم برواتبهم.

وأكد المصدر، أن الشركة لم تصرف رواتب العمال والموظفين منذ ما يقرب من 6 أشهر، مشيرًا إلى أن هناك أزمات مالية داخل الشركة، وأبلغت العمال أن من يرغب في الاستقاله وترك العمل، فهو مخير بشرط ألا يطالب بمتأخراته من الراتب في الوقت الجاري، وبحسب المصدر، فإن الشركة ترفض دفع رواتب العمال.

في سياق أخر، أكدت صحيفة"الوطن السعودية" ما انفردت به "دوت مصر"، قبل شهر،  حيث نشرت أمس تقرير صادر عن البنك الأهلي لمجموعة شركات "بن لادن" تبين أن الشركة لديها عقود متبقية تحت التنفيذ بقيمة تقدر بـ 248 مليار ريال من أصل 490 مليار ريال، مقابل قروض محلية وخارجية بقيمة 72 مليار ريال.

ووصفت تأخر صرف الرواتب بـ "المارد" الذي سيصرع بن لادن، حيث استغرب عدد كبير من عمالة الشركة من عدم تعاون إدارات مواقع الشركة في التعجيل يصرف الرواتب للوافدين والموظفين السعوديين.

ونقلت الصحيفة اليومية عن "علي الغامدي"، أحد العاملين بالشركة قوله "كان يتحتم على إدارة المجموعة العمل بجدية لحل الأزمة بعد صدور الأمر السامي القاضي بإعادة تصنيف الشركة، والسماح لها بالعمل في المشاريع المتوقفة".

وبحسب الصحيفة، أعلن كثير من شركات البناء في السعودية انكماش ميزانيات الوزارات المخصصة للمشروعات وتأخر المدفوعات المستحقة على الحكومة عن مشروعاتها.

ومنذ العام الماضي، استغنت مجموعة بن لادن عن نحو 69 ألف عامل ومن بينهم استقالات وترحيلات ستتم بحلول أوائل يونيو، وكان عدد العاملين في المجموعة يتراوح بين 200 ألف و250 ألف عامل ولم يتلق بعضهم أجورهم لأشهر ونظموا احتجاجات عدة.

اقرأ أيضا: