«منذ زمنٍ وأنا معنيةٌ بهموم أمتي، التى أعتز بالانتماء إليها والانتساب لها، أمتي العربية والإسلامية، لذلك كنت أجد نفسي وأنا أبث أشجاني وأحزاني وآلامي وآمالي عبر صحيفة لها في قلبي المكانة وتحمل أجمل أيام صباي وشبابي وهي الأهرام، وذلك خلال مسيرة قاربت 25 عامًا، والآن أحاول العودة للتعبير عن هموم أمتي من خلال منبر آخر، وهو منبر جريدة (الزمان) لنواجه قوى الشر والظلام، التي هبّت من أماكن متعددة ومختلفة يجمعها هدف واحد، وهو موالاة الضربات والطعنات ضد مصر».

بهذه الكلمات افتتحت إلهام شرشر، زوجة اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، صحيفتها الجديدة، لتمارس عملها الصحفي، الذي انقطعت عنه لفترة بعد ثورة يناير.
أثارت الصحيفة الجديدة، التى أطلقت عليها «الزمان» كثيرًا من الجدل، وانتشرت حولها الأقاويل، حيث يرجح البعض أنها بوابة جديدة لإعادة وزير الداخلية الأسبق للمشهد بعد خروجه أخيرًا من السجن.
الصحيفة الجديدة انتشرت حولها الأقاويل، حيث يرجح البعض أنها بوابة جديدة لإعادة وزير الداخلية الأسبق للمشهد بعد خروجه أخيرًا من السجن

لكن في وسط ذلك لم يتعرف الكثيرون عن شخصية إلهام شرشر، التى أطلق عليها «السيدة الثانية»، وطرحت التساؤلات لماذا اختفت وظهرت وبقوة؟ وإلى أي مدى لعبت هذه المرأة دورًا في الكواليس ضمن نظام كان الركن الأساسي فيه حبيب العادلى، الذي كان يحمي مبارك وأسرته، ويحمي فكرة التوريث؟!

بدأت إلهام شرشر حياتها مندوبة إعلانات في جريدة «الأهرام» المملوكة للدولة، بعدها عُينت محررة بقسم الحوادث، وكانت مندوبة لوزارة الداخلية لفترة طويلة، ثم تزوجت من رجل الأعمال المصرى، أشرف السعد، رئيس مجموعة السعد للاستثمار وصاحب إحدى أكبر شركات توظيف الأموال، لكن لم يستمر الزواج لأشهر حتى دب الخلاف ووقع الطلاق.
على الرغم من التكتم الشديد، ظهر أشرف السعد، الذي كشف خلال حواره ببرنامج «الحقيقة»، على قناة «دريم 1» الذى يقدمه الإعلامى وائل الإبراشى، أن السبب الرئيسى للانفصال هو شخصيتها القوية ونفوذها، وهو ما جعله يرفض أن يكون «زوج الهانم»، وشعوره بأن البعض يتعامل معه على أنه زوج الهانم، لافتا إلى أنه من الفلاحين، ولا يسمح مطلقًا بأن يتعامل معه الناس بشكل غير طبيعى بسبب زوجته، مشيرًا إلى أنه كان السبب فى شهرة إلهام شرشر.

لم تكد تمر بضعة أشهر على وصول العادلى إلى منصب وزير الداخلية، حتى توفيت زوجته الأولى، وقبل أن تمر ذكرى «الأربعين» قرَّر الزواج من إلهام شرشر، وانتقلت إلهام إلى مسكن العادلي بميدان لبنان، لتعيش معه، وأنجب منها طفلًا، وما زال الزواج مستمرًا رغم وضعه في السجن بعد ثورة 25 يناير.
تحولت شرشرإلى ملكة متوجة، سواء على عرش قلب العادلى، أو على عرش البلاد التي حكمها بيد من حديد 15 عامًا، بعد إنجاب الولد، فتمكنت وفق مصادر بمؤسسة الأهرام، من فرض نفوذها وسيطرتها داخل الصحيفة العريقة، وممارسة صلاحيات زوجة الوزير.
ظهرت على غلاف مجلة نصف الدنيا النسائية في زمن مبارك، وكأنها «السيدة الثانية»، وهي تجلس فى منزل فخم وترتدى ثيابًا أنيقة، وتصفف شعرها بعناية، ثم تقدم نفسها باعتبارها «الكاتبة الإسلامية»، وقد ارتدت حجابًا أبيض اللون.
تورطت شرشر، في قضية اختفاء الصحفى رضا هلال، مدير تحرير جريدة الأهرام السابق، فعند أخذ أقوالها تبين أن الصوت الموجود على جهاز الأنسر ماشين الخاص بالصحفى رضا هلال لآخر مكالمة قبل الاختفاء يطابق صوت إلهام شرشر بنسبة كبيرة، وهو الأمر الذى قامت بنفيه، وتم حفظ التحقيقات لعدم التوصل إلى أدلة جديدة حقيقية حول الواقعة.

عند التحقيق معها فى مايو من عام 2011، فى جهاز الكسب غير المشروع، باعتبارها زوجة وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، الذى تضخمت هو وزوجته، قالت وقتها إن المصدر الأساسى لثروتها، حصلت عليها من طليقها أشرف السعد، فى محاولة منها لإخفاء ثروة حبيب العادلى، وهو الأمر الذى قام الأخير بنفيه.

قامت شرشر بإثارة الجدل حولها مؤخرًا بعد عمل مباردة لدعم الجهاز الأمن الوطنى «الشرطة»، فتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعى هذه الصورة بسخرية.