قالت صحيفة "التايم الأمريكية" في تقرير لها حول "الطائرة المنكوبة": "ربما تظهر حقائق الطائرة المنكوبة بعد العثور على الصندوق الأسود والذي تشير أجهزة الاستشعار إلى وجوده في البحر المتوسط، ولكن بعد أسبوع من إسقاط الطائرة، لايزال الخبراء والمسؤولون من القاهرة إلى واشنطن يقولون إن الهجوم كان نتيجة عمل إرهابي، بالرغم من عدم إعلان أي جماعة مسؤوليتها عن الحادث".

وأضافت "هذا الأمر مقلق للغاية، فداعش والقاعدة التنظيمان أكبر التنظيمات الإرهابية في العالم، دائما ما يعلنون مسؤوليتهم فورا وحتى عندما يتأخرون في ذلك، تظهر على السطح جماعات غامضة تحاول جذب الأضواء عليها".

ونقلت الصحيفة عن صامويل تادرس الزميل البارز في معهد هدسون "تاريخيا، العديد من التنظيمات يزعمون مسؤوليتهم حتى إذا لم يفعلوا ذلك". ولكن هذه المرة لم يحدث أي شيء، لذلك وضع المتخصصين في الإرهاب عدة احتمالات هي:

- لم يكن عملا إرهابيا:

قالت الصحيفة إن النقص في إعلان الجماعات مسؤوليتها يشير إلى أنه لم يكن هناك أية مسؤولية على الإطلاق، حيث تساءل "كلينت واتس" المسؤول التنفيذي السابق بمركز "ويست بوينت" لمكافحة الإرهاب "لماذا تسقط طائرة ما إذا كنت ستعلن مسؤوليتك عن ذلك؟".

ووجد وات ما أسماها "بعد التأكيدات" ليس فقط حول صمت الجماعات الإرهابية، ولكن الحقائق المادية للحادث أيضا حيث أن الطائرة غادرت من أكثر المطارات أمنا في باريس، على عكس ذلك قال إنه سيكون متشككا إذا غادرت من مطار القاهرة.

وعلاوة على ذلك، فهي سقطت في وقت متأخر من الرحلة، كما أنه لا يوجد أية أسماء مشبوهة ضمن قائمة الركاب يمكن التنبؤ بأنه انتحاري يحمل قنبلة معه. 

- قنبلة هُربت إلى متن طائرة بطريقة يريد الإرهابيون أن تظل سرا:

استنتجت شركة الاستخبارات الخاصة "ستراتفور" الاحتمال الأكثر شرا" ولكن هناك احتمالية على حدوثه، ففي ديسمبر من عام 1994، دس رمزي يوسف العقل المدبر لهجمات مركز التجارة العالمي 1993، قنبلة مصنعة بالمنزل بها مؤقت تحت سترة النجاة الموجودة تحت مقعده في رحلة الخطوط الجوية الفلبينية ثم غادر الطائرة. وعندما انفجرت في المرحلة التالية من الرحلة "ما ادى لمقتل شخص وإصابة 10 آخرين حيث تمكن الطيار من الهبوط" لم يعلن يوسف أية مسؤولية عن الحادث. فقد كانت القنبلة مجرد اختبار لخطة أكبر بزرع متفجرات بنفس الطريقة لإسقاط طائرة أمريكية وهي تعبر المحيط. وقد تم اكتشاف الخطة عن طريق الصدفة بعد أن أضرم مصنعو القنبلة النيران في الشقة بمانيلا.

- جماعة إرهابية جديدة:

قال جوناثان سكانزير، محلل الإرهاب السابق في وزارة الخزانة الأمريكية إن "عدم إعلان داعش أو القاعدة مسؤوليتها عن الحادث يجعلني أفكر أنها جماعة جديدة أو جماعة منشقة"، مضيفا "على الأرجح ستكون منظمة مصرية". 

الصحيفة الأمريكية أشارت إلى انفجار الطائرة الروسية فوق سيناء نوفمبر الماضي والتي أعلنت جماعة تابعة لداعش مسؤوليتها عنها انتقاما من مساعدة موسكو للأسد في سوريا.


أيضا استهداف طائرة تابعة لشركة مصر للطيران المقربة من الحكومة يمكن أن تكون انتقاما من نظام الرئيس السيسي الذي قاد حملة أمنية شرسة ضد الجماعات الإسلامية منذ عزله للرئيس محمد مرسي في 2013.

حيث نوه سكانزير إلى أن الحملة القمعية الشرسة ضد الجماعات الإسلامية في تسعينيات القرن الماضي أدت لصعود جماعة الجهاد الإسلامية والتي اختلطت مع تنظيم القاعدة في وقت لاحق، والآن يمكن أن يعيد التاريخ نفسه. 

- احتمالات أخرى:

يمكن أن تكون القنبلة زرعت عن طريق شخص متطرف وليس تابع لمنظمة، ولكن مع ذلك يظل التساؤل لماذا لم يعلن مسؤوليته عن ذلك. حيث رأى سكانزير أنه من غير المعتاد أن تشن حملة عسكرية ولا تعلن سبب فعل ذلك". 

وكغيره من الخبراء أوضح سكانزير أنه ليس لديه أجوبة على ذلك "هذا غريب جدا، وكلما يمر الوقت يجعلت تستحضر العديد من الأفكار المخيفة".