ذكر مسؤولو استخبارات غربيون ممن يحاولون منذ سنتين تعقب حركة زعيم تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) أبو بكر البغدادي أنه بدأ يتحرك كثيراً في الآونة الأخيرة في منطقة ضيقة في شمال غرب العراق وشمال شرق سورية.
ونقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية عن مسؤولين أكراد وغربيين وأعضاء بارزين في «داعش» وآخرين قريبين من البغدادي أنه مكث 6 أشهر في بلدة باعج بمحافظة نينوى قرب سنجار من دون أن يتحرك بعد إصابته بجروح بالغة في مارس 2015 في غارة لم يعرف إلا قلة من المقربين منه أنه أصيب فيها.
ويقول مسؤولو استخبارات وآخرون من البيشمركة الكردية أنهم متأكدون من أن البغدادي الذي تعافى من تلك الإصابة، أصبح يتحرك كثيراً في الأسابيع الماضية في شمال غرب العراق، خصوصاً في المنطقة المحيطة بباعج وتلعفر. وأوضح أحدهم: «يتحرك كثيراً ويذهب ايضاً إلى الموصل».
وقال الكولونيل خالد حمزة على خط الجبهة في سنجار التي استعادتها قوات البيشمركة بدعم من التحالف في نوفمبر الماضي أنه متأكد من أن البغدادي زار باعج على بعد نحو 25 كيلومتراً من سنجار في الشهرين الماضيين. وأضاف: «لدينا معلومات دقيقة من داخل المدينة أنه كان هناك في زيارة للوالي». وتابع: «العشائر هناك موالية جداً له. نعلم أنه عندما كان هناك صادروا أجهزة الهاتف من الجميع قبل وصوله بساعات».
يذكر أن نحو 15 من أبرز قادة التنظيم قتلوا في غارات، وبينهم نواب البغدادي أبو مسلم التركماني وأبو علي الأنباري وأبو عمر الشيشاني ومسؤول برنامج الأسلحة الكيماوية أبو مالك وآخرون.
ونقلت الصحيفة عن رئيس جهاز الاستخبارات في دولة إقليمية قوله إن البغدادي أصيب في بلدة الشرقاط على بعد نحو 300 شمال بغداد وليس على الحدود بين العراق وسورية كما ذُكر سابقاً. واتصلت الصحيفة بثمانية مصادر على معرفة مباشرة بإصابات البغدادي وكلهم أفادوا أنه أصيب بجرح خطير في أسفل الظهر شل حركته لأشهر عدة.
واثناء علاجه، لم يطلع سوى عدد محدود من أطبائه الخاصين وممرضيه على حالته. أما داخل التنظيم، فقليلون جداً خارج دائرة القيادة العليا كانوا على علم بإصابته.
وأشارت الصحيفة إلى أن أحد مصادرها هو مسؤول الفيلق الأجنبي في «داعش» الأوزبكي حميد خليلوف الذي اعتقلته القوات العراقية قرب بيجي في أغسطس 2015، وتحدث عن اجتماعاته بالبغدادي والشيشاني قرب الشرقاط وفي باعج. وأجاب خليلوف عن أسئلة الصحيفة في سجنه العراقي، كما تحدث إلى الصحيفة ثلاثة عناصر بارزين آخرين من التنظيم بينهم سجين كان له اتصال مباشر مع البغدادي.
وأكد رئيس الاستخبارات في الدولة الإقليمية ومسؤولا استخبارات غربيان مطلعان على تفاصيل الضربة الجوية وعملية تعافي البغدادي، رواية الرجال الأربعة.
وأوضح أحد مسؤولي الاستخبارات: «أنه يتحرك كثيراً الآن، ولدينا فكرة أفضل عن تحركاته مما كان من قبل».
وقالت الصحيفة إن التفاصيل حول إصابة البغدادي جرى تقاسمها بين دول مجموعة «الخمس عيون»، أي الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا وكندا ونيوزيلندا، وأبلغ بها بعض الشركاء في الشرق الأوسط ومن ضمنهم الأكراد والعراق والسعودية ودول خليجية أخرى.
وأكد مسؤولون في كردستان العراق وفي أوروبا تداول مشاهدة البغدادي في الأشهر الستة الماضية في مدينة الشدادي في محافظة الحسكة السورية وقرب بلدة البوكمال الحدودية مع العراق وفي كل من باعج وعباسية وتلعفر، وكذلك في الموصل.