مصادر في «مصر للطيران»: الطائرة المنكوبة تأخر إقلاعها من «شارل ديجول» وهو ما أدى إلى سقوطها في البحر
إقلاع الطائرة في الموعد المحدد كان سيؤدي إلى سقوطها فوق شارعي عباس العقاد ومكرم عبيد أو منطقة النزهة
كشفت مصادر مسؤولة بشركة مصر للطيران، أن المناطق المحيطة بمطار القاهرة، كادت أن تلحق بها كارثة حقيقية، بسبب الطائرة المنكوبة التي انفجرت في مياه البحر المتوسط، صباح الخميس الماضي، موضحةً أن هذه المناطق هي (مدينة نصر وتحديدًا شارع عباس العقاد ومكرم عبيد، وكذلك منطقة النزهة والسلام).
وأوضحت المصادر، التي فضلت عدم الإفصاح عن اسمها ومنصبها، أن تأخير الطائرة في مطار الإقلاع شار ديجول في فرنسا، أدى إلى إلى انفجارها في البحر، أما لو انطلقت في موعدها الطبيعي، فكان من الممكن أن يحدث السقوط على تلك المناطق المحيطة بالمطار وهو ما يعني كارثة حقيقية تدمر مناطق بالكامل.

العطل الفني غير وارد
وقالت المصادر، إن احتمالية وجود عطل فني في الطائرة، أدى إلى سقوطها بهذا الشكل هو "أمر غير وارد من الناحية الفنية"، مؤكدةً أن صيانات الطائرات تعتبر من أكثر المهام دقة، وهناك إجراءات صارمة للتأكد من سلامة الطائرات من على الأرض قبل انطلاقها من المطارات.
وكشفت المصادر، عن وجود مراجعات مفاجأة تتم للطائرات لكافة الشركات في كافة المطارات الأوربية من قبل هيئات السلامة الدولية للطيران، ويجري ذلك في المطارات الأوربية، وينطبق على طائرات مصر للطيران وغيرها من الشركات، موضحةً أن الطائرات تزود بأكثر من نظام لعمل نفس المهمة، حيث يجب أن يعمل النظام الثاني (stand by) أتوماتيكيًا عند توقف النظام الأول، وبذلك لا يوجد ما يستوجب الخوف عند وجود أي عطل مفاجىء، لأن الأنظمة البديلة ستعمل آليًا ودون تدخل.
وذكرت المصادر أيضا، إن الطائرات تطير على ارتفاع قد يصل إلى 41.000 ألف قدم، وهذا يبرز قدرة هذه الماكينة الضخمة العملاقه ومدى تجهيزها، فهي مزودة بأنظمة تبليغ إلكترونية وآلية في حال وجود الأعطال، حتى وإن لم يبلغ قائدها بذلك، وتقوم بإرسال هذه الرسائل في حينها إلى المحطة الأرضيه فورًا.

احتراق كلا المحركين لن يؤدى إلى سقوطها بهذا الشكل
وأكدت المصادر، أن الطائرات لا تهبط فجائيًا حتى في حالات الحريق والأعطال، وبالتالي لا تختفي من على شاشات الرادار، كما أن الطائرات يوجد بها أنظمة كشف للدخان والحرائق ولها أنظمة تبليغ إلكترونية وأنظمة مكافحة آليه يتم مراجعتها بانتظام ويتم مراقبتها دوليًا.
وأشارت، إلى أن الطائرة تظل متزنة نتيجة وجود مجموعة "الذيل" بها، وأن سقوط طائرة بسرعة شديدة في ثوان قليلة يدل على تدمير مجموعة الذيل تدمير تام، مما جعل الطائرة تسقط عموديًا والرأس لأسفل، ومع ثقل المحركات ما يجعل الهبوط شديد - هذا ما حدث في حوادث الانفجارات السابقة-، منوهةً إلى أن الطائرات تزود بجهاز ELT، وهو الذي يرسل رسائل استغاثة على 3 مستويات حربية ومدنية وستالايت، ليعلم جميع المعنيين بالامر أن هناك حادثة في المكان صاحب الإحداثيات، والذي يعمل بمجرد حدوث الصدمة على سطح الأرض أو البحر، والحالة الوحيدة التي تجعله لا يعمل هو أن ينفجر في الهواء قبل حدوث "impact" (صدمة الهبوط).
«انفجار أخل بتوازن الطائرة» هو السيناريو الأقرب للواقع
وقالت المصادر، إن الهبوط من 37 ألف قدم إلى 10 آلاف في 6 دقائق، يعني أن هناك أمر غير طبيعي، خاصة وأن معدل الهبوط الطبيعي أو الاضطراري لا يزيد عن 6 آلاف قدم، وتسآلت المصادر عن أسباب تعطل كافة أجهزة الطائرة فجأة والشاشات والأنظمة البديلة، مؤكدةً أن أسوأ سيناريو لحوادث الطائرات هي اشتعال المحركات، وحتى في ذلك السيناريو، هناك إجراءات هبوط يمكنها تفادي الحادث.
وشددت المصادر على أنه ليس هناك أي عيب مهما كان قدر جسامته أن يجعل هبوط الطائرة بهذا المعدل الكبير، إلا بحدوث خلل في مجموعة الذيل أو (انفجار) أخل بتوازن الطائرة، ونفت المصادر ما يتردد عن وجود عيب في الصيانة لأنه أمر غير وارد في الطيران وفقاً لنظام (No Go item) الذي يضع إجراءات محددة لا يمكن التحايل عليها أو تجاوزها بأي شكل أو من أي جهة في العالم.

5 رحلات خلال يوم واحد أمر طبيعي
فيما يخص الأنباء التي أوردتها صحيفة الجارديان عن أن الطائرة المنكوبة قامت بـ5 رحلات خلال يوم واحد، وهو أكثر من طاقتها المحددة لها، أوضحت المصادر أن معدل وقوف الطائرات على الأرض 50 دقيقة، وطائرات "USA Airway" لا تقف في المطارات أكثر من 50 دقيقة لتفريغ الركاب وركوب غيرهم، حتى أنها لا تمنح وقتا لتنظيف الطائرات، مشيرةً إلى أن طائرات مصر للطيران تقف على الأرض قرابة 3 ساعات مما يعرضها للخسائر، وهذا ينفي ما يتردد عن أن الطائرة عملت أكثر من طاقتها.
عمال النظافة فى المطار قد يكونوا متهمين
أوضحت المصادر، أنه لا يوجد تأمين بنسبة 100% في أي مكان بالعالم، وهناك ثغرات في كافة المطارات حول العالم مهما بلغت قدرة التأمين، مشيرةً إلى أن عمال النظافة والخدمات الأرضية من الوارد إغرائهم وتجميع مادة متفجرة على متن أي طائرة وقد يكون ذلك خلال فترة طويلة لحين اكتمال عناصر المادة المتفجرة.